صوت قطرات الماء يرتطم بارضيه المرحاض الخاص بمنزل والديه ، الماء الدافئ الذي يتخبط علي جلده العاري و يرخي عضلاته و يجعله مسترخيا و يثير جنونه ايضا ، الان بعد التواجد هنا حيث الامان المؤقت للصغير و له لكنه ليس كافيا .
يعرف طمع الانسان و جشعه للمزيد و يخشي ان يكون كونه مقرب من الخائن يجعله هدفه المتحرك ، لم تكن القريه صغيره و لكن كان الجميع يعرف بعضه و كونك اب لطفل لطيف يجعلك محط الاهتمام ، كان دورو ولايزال محبب لجميع من يراه و يجعله يقع له فور رؤيته ، ملامحه الصغيره اللطيفه و الوسيمه معا يجعله غير قابل للمقاومه .
لم يتوقع ان مغادرته للمنزل ليوم واحد كانت اللحظه الي انتظرها القدر ليبعثر اوراق مصيره و يضعه هو و الصغير و ابويه و الباقي من نوعهم ان بقي مهددا بالانقراض هذا مخيف .
Pov ليوم الهجوم
"انا متحمس للغايه يا ابي ، لا اطيق الانتظار حتي اعطي امي هذه الكعكات الي صنعتها جدتي " انبس الصغير و هو يمسك الطبق الذي اصر علي حمله من منزل الجده حتي يفاجئ امه به و قد كان متحمسا لرده فعلها ، دائما ما تستقبله بعد عودته بالعناق و القبلات ، اصبحت حياة آماريليو و بلانكا مليئه بالسعاده و الاهتمام منذ ولاده دورو الصغير
لم يحبها اماريليو انما لم يقلل من احترامها ابدا بل كانا كلاصدقاء ، تحرك دورو الصغير حول آماريليو حتي توقف فجأة و اصبح يشتم الهواء ، قام آماريليو بتقليد حركته و اذ به يشتم رائحه حريق ، رفع راسه للسماء ورأي دخان كثيف يصدر من جهه منازل القريه التي لم تكن بعيده ، كانت علي بعد عشر دقائق مشيا .
حاول الا يفزع و نادي علي دورو الصغير ليبقي بقربه ولا يبتعد عن جواره ابدا "عزيز تمسك بجواري ولا تبتعد علي الاطلاق حسنا " انبس و هو يمسك يد الصغير كان من حولهم اشجار طويله و تغطي السماء و هو ما سهل علي القبيله الاختباء ، سمع اصوات تقترب بسرعه امسك الغير من كلا جانبيه و حمله و قفز علي احد الفروع للاشجار المرتفعه واستمر في القفز من فرع لاخر صعودا للاعلي حتي ابتعد بمسافه كافيه عن الارض
و مع ثواني من جلوسه علي الفرع الضخم راي اشخاص مع بنادق و اسهم كانت اطرافها سوداء لامعه ، و لم تكن ماده الفضه تؤثر عليهم بل العاج المستخرج من انياب الافيال ، و كون هذه الماده غاليه الثمن ابقاهم هذا في مامن و لم يعرف احد بالسر انما هذا السهم ذو الراس الاسود هو نتاج خلط العاج مع سم الزهره الفضيه .
تحرك الاشخاص حول الشجره الجالسان عليها مع قول احدهم " لقد رايت احدهم هنا منذ قليل " هذا غريب لما قد يبحث عنه احد من هؤلاء الاشخاص حرك راسه جانبيا تساقطت خصلات من شعره علي جبهته و عينيه.
حاول قدر المكان عدم اصدار اي صوت او حركه و لم يكن الامر يتطلب الذكاء لمعرفه انهم لم يكونوا ودودين ، "ومالذي يفعلونه هنا بحق اللعنه" ، تمتم بصوت خفيض مع كون احدي يديه حول خصر الصغير و الاخري علي وجهه ، حيث يغطي كفه فم الطفل ، القي نظره الي الاسفل و كانوا يدورون حول المكان و اي حركه قد تجعلهما سجادتين الليله .
كان دورو الصغير يمسك الطبق من طرفيه و كاد يتزحلق من بين اصابعه و يرتطم بالارض ، حتي امسكه الاكبر باطراف قدميه ،
"لا اظن انه يوجد احد هنا ، لقد تخلصنا من الجميع بالفعل ، من كان يدري اننا سنجد هذا الكنز مدفون داخل هذه الغابه الكثيفه" قال احدهم من كان يحمل البندقيه ذو شعر اشعز متوسط ، طويل القامه مع ملابس سوداء و ستره مضاده للرصاص متهكما و تعابير النصر تحاوط وجهه .' بالنظر الي هذه الاسلحه و طريقه كلامه ، هذه النيران ايضا لابد انهم اجتاحوا القريه باكملها ولم ينجو احدا من القطيع ' فكر آماريليو بالامر وجودهم يعني الدمار للجميع ما الذي سافعله الان هل اذهب و اساعد البقيه و اخاطر بحياتي و حيات طفلي ، ام اهرب من هنا باسرع ما استطيع وانقذ صغيري !؟
بغض النظر عن اختياراتي كان علي الاسراع في التحرك و اي فعل في هذه اللحظه سيوفر علي عناء وخذ ضميري لي .
كان علي في البدايه الانتظار حتي يذهب هؤلاء من هنا حتي يمكنني التحرك و بعد دقيقه بدؤا بالفعل في الاتجاه ناحيه القريه مسرعين بعد ان جائهم نداء من جهاز اللاسلكي ، اسرعت في النزول بهدوء و رويه و اتجهت غرب القريه حيث تل الافيال هناك الكثير من ازهال الاقحوان و الياسمين حتي استطيع تخبئه صغيري فيها .
كان الطريق قصيرا و قد اعتدت القدوم هنا انا و عائلتي كل نهايه اسبوع بعد الصيد و تخزين المؤونه حتي يتمكن الجميع من الحصول علي الغذاء المناسب ، كنت اعرف المكان جيدا وقد وصلت البفعل بضع خطوات واكون قد وصلت الي الجحر الذي اعتاد دورو ان يختبئ فيه حتي اعثر عليه ، والان عليا تخبئته فيه حتي لايجده احد .
كان الحقل كبيرا و جميلا و توجد علي بعد بضع خطوات ثلاث صخور عملاقه مرتبطه بالتله خلفها و التي هي مغطاه بالنباتات الي تتدلي علي فتحتهما و تجعله شبه مغطي لن تعرف بوجود اي مساحه داخليه حتي تقترب كثيرا
اتجه آماريليو الي الفراغ الموجود في الداخل و انزل الصغير مع اخباره "عزيزي ابقي هنا ولا تتحرك مهما سمعت ، عندما اعود سنغادر سويا ،اتفقنا ؟"
ربت علي شعره و اجلسه علي الوساده الي سبق وضعها هنا نظر له الصغير بعينيه الكبيره الجميله و رد
"لا تتأخر ابي من فضلك ،لا احب البقاء وحدي" بلطف و هو يمسك كف ابيه و شعر الاكبر بذنب كبير لتركه هنا لكن الخطر عليه اكبر من مجرد تعريضه للخطر ."عزيزي سأعود سريعا ،يمكنك تناول كل الكعكات حتي اعود حسنا ؟" اردف آماريليو و هو يمسح اصابعه علي خدود الصغير الورديه
"حاضر ابي " بوز الصغير شفتيه و رد علي والده و جلس مكانه مربع اليدين ، ربت علي راس الصغير و استقام بعد ان كان مقرفص الرجلين في مستوي دورو لمحادثتهاتجهه الي خارج الكهف المختفي و اتجهه الي طريق القريه حيث الكثير ليراه
pov نهايه
اغلق مياه الدش و امسك المنشفه و لفها علي خصره و اتجهه الي الغرفه حيث يتواجد المرحاض داخل غرفته ، اتجهه للجلوس علي السرير بعد تغيير ملابسه الي واحده دافئه ، بعد دخولهم الي النزل اخذت الجده دورو الصغير و اتجهت الي الغرفه الاخري و حتي ينامي و يتدفئ جيدا كان يوم طويل وللتو جلس علي الاغطيه الناعمه منذ فتره لا يتذكرها ، مر علي هذه الحادثه المؤسفه اسبوعان ، خمسه عشر يوما يتنقلان فيهما حتي لا يعودا مباشرا الي منزل ابويه ويسبب الاسوء خاصه ان تتبعه احدهم .
بدات جفونه تثقل و يخيم عليه النوم و بمجرد ان غطي نفسه بالاغطيه الدافئه نام سريعا .
أنت تقرأ
lynx (السنور)
Fantastikعندما يكون النمر و صغيره في خطر و الحل الوحيد هو مغارده الوطن و ايجاد وطن جديد هل ينجو اماريليو و صغيره من الصيادين بدات شهر نوفمبر من سنه ٢٠٢٢ من تاليفي الخاص و ليست مقتبسه من عمل اخر