طـيـفُـكِ أصْـبـحَ حَـقِـيـقَـة

792 62 103
                                    


<<وهَا أنَا أُلبّيكَ نِداؤكَ لاسْمِي
كمَا لَوْ كُنتَ مَلاذِيَ الأخير.>>
_ لافندر
________________

تم القبضُ عليها.. هذا جيد، حينها سأستطيع التوقف عن التفكير بها باستمرار! هذا ما كان يظنّه..

للأسف هو يراها الآن في منامه، وليس فقط في ذكرياته.. لا يستطيع اخراجها من عقله!

ظنّ بأنه وبمجرد القبض عليها سيستطيع أن يرتاح.. ولن تشغلَ بالهُ بعد الآن! ولكن خاب ظنّه بالفعل..

أصبحَ يراها كل ليلةٍ لمدّةِ شهرين في منامه ويتحدث إليها ويسألها عن سبب ملاحقتها له.. كل ما تفعله هو الابتسام في وجهه وتغيير الموضوع، حتى في الاحلام لا تتغير!

مستلقٍ على الأريكة وأمامه كأسُ نبيذ يرتكزُ على طاولةٍ ما.. كان يملؤه في كلّ مرّةٍ يصلُ فيها إلى قاع الكأس وينتهي.. لا بأس، أمامه قنّينة زجاج سيَصُبّ منها كلّ مرّة.

ظلّ يفكر في سبب وجودها في احلامه باستمرار إلى أن غطّ في نومه على تلكَ الأريكة.. دقائقٌ هيَ ليفتح عينيه على طيفها

اللعنه..ها هو يحلم بها مجددًا !

_ أنتِ مجددًا ؟ ألا تتعبين من هذا كل ليلة؟
قال بهدوءٍ ظنًّا منهُ أنّهُ لا زالَ يحلم..
ولكن لم تبدو حقيقيّةً هكذا كاللعنة؟؟

اقتربت منهُ وهيَ تبتسم.. ابتسامتها الفاتنة والمعتادة..

انحنت وقرفصت نفسها لتصل لطولِ سريره بينما تداعبُ خُصَلَ شعره بكلّ رقّه..

هذا الشعور.. شعورٌ حقيقيّ للغاية! شعورُ أناملها الناعمه تتجول وتنقي خُصلًا من شعره.. رائحتها اللطيفه والخفيفة التي تخترق جيوبه الأنفيه ! قلبه الذي بات ينبض بجنونٍ دون إدراكٍ مسبق!

هبطت مقلتيها نحوهُ تتأمّلُ تفاصيل وجهه..والآخر يفعل المثل.

رموشها الطويله، عينيها التي تتجول في معالم وجهه.. وشفتيها.. يمكنه تمييز شفتيها فحسب ولو كانت بين حشدٍ من البشر!

كانت أكثر كلمة تليق بها هيَ "لافندر"، حقًا!.. لقد فهِمَ الآن لمَ أطلقت على نفسها هذا اللقب..

تبدو كالزهور تمامًا.. بل أجمل!!

أيُّ وصفٍ لو أراد قوله.. لن يوفي حقّ جمالها البتّه.

اتّسعت عيناهُ لتبتسم هيَ، أخيرًا أدرك أنها حقيقة؟

_ أتَرانِي كثيرًا في منَامِكْ؟
قالت بصوتها الناعم والهادئ..
صوتٌ عذبْ.. نقّى أُذُنيهِ مِن صخَبِ العالَم!
كانَ صوتُها أشبهُ بألحانٍ لمعزوفةٍ تسمّى لافندر.

لافندر - Lavender حيث تعيش القصص. اكتشف الآن