19:00

167 12 0
                                    


ذات الساعه ذات الوقت لكن تاريخ اليوم مختلف
انه ذات الروتين الذي لاغني عن تكرار المقدمه ذاتها انا جالس بالحديقه في ذات المكان وبجانبي جنكوك يرسم بينما ارتشف القهوه واقرأ

"ازهار الكرز بديعه"
قال فاتحا مجري لحوار جديد لافتا انتباهي قبل ان يدير دفتره نحوي
وما كانت الا رسمته الجديده لشجره كرز مثمره وعلي وجهه ملامح الفخر بانجازه الجديد لكنه اعادها لنظره مكملا
"انها جميله لكن كانت لتكون افضل بالالوان"
"و لمَ لا تلون ابدا؟"
سالته بجهل فقد لاحظت انه لا يلون ابدا
"الالوان التي لدي ليست ذات خامه جيده بما يكفي ،ستفسد لوحاتي. انا اريد ابتياع نوع محدد لكنه باهظ،كنت ساعمل لجني ثمنها لاحقا."
اخبرني ممرا صورتها علي هاتفه نحوي
كيف لي ان اغفل عن هذه الحقيقه
هو لايزال طالب مدرسي بل مهلا
"اليس لديك اختبارات نهائيه بنهايه هذا الربيع؟"
رفعت حاجبني فان كان ما افكر به فذلك ليس جيد
هز راسه بالايجاب لانزعج

"لديك اختبارات بعد شهر وانت تاتي لهنا يوميا للرسم مع علمك بانها سنتك الاخيره والتي ستؤثر بمستقبلك؟"
كنت اكبح غضبي علي طيشه فهو يبدو شاب طموح ليس من الجيد ان يضيع نفسه علي سهوه ليندم باقي عمره
"اطمئن انا ادرس جيدا ومعدلي متوسط بعيد كل البعد عن السئ!"
قال مدافعا بانزعاج ظاهر لادرك انني تخطيت حدودي معه
"حسنا علي الاقل واظب علي دراستك ودعك من الالوان للان، رسمك جيد هكذا يا فتي كما هو"
اعدت ظهري للخلف بانزعاج افكر بكل ذلك
ربما عليه ان يحفز ذاته علي المذاكره للحصول عليها

"مهلا من تدعوه بفتي!"
تراجع للخلف ليلامس ظهره مسند الكرسي الخشبي بوضع مستنكر كما لو انني القيت باهانه له منذ الابد وهو قد ضاق ذرعا فانا الحظ عقدت حاجبيه عندما اناديه بالفتي دوما

فقهقهت بلا اراده علي تقلبه بين الرشد والطفوله،فهكذا هي المراهقه نحو الشباب

نحن كنا نخوض نقاش حول مستقبله والان ينزعج من لقب متناسيا مستقبله الحتمي بعد بضع اسابيع

"ما الجديد بذلك؟ لطالما ناديتك بالفتي!انت فتي لانك قاصر!"
ابتسمت نحوه بينما عقله ترجم ابتسامتي كسخريه واستصغار لتجحظ عيناه في دفاع متفاديه كلماتي

"انا لستُ بفتي، انا شاب قريبا ساصبح راشدا!"
صرح بفخر كطفل يدعو نفسه برجل رغم انه ليس ببالغ بعد
لكنه كان مختلفا،هو ليس بطفل غير بالغ، بل انه بطور البلوغ بالفعل

ارتشفت من كوبي انظر نحو الازهار الورديه التي تتساقط بتلاتها هنا وهناك بينما حدقتاه ملتصقه بي ينتظر ان اعترف بانه راشد

"قريبا سابلغ الثامنه عشر وأصبح بالغا!"
برر مجددا يحاول اقناعي لاقنع نفسي بالاقتناع حين فرغ كوبي ليس كما لو ان الاقتناع سيملأه لكن بعض الحقائق تظل حقائق مُسلمه

"اجل ستصبح بالغا وتبلغني بل وستتفوق علي وعلي من هم يبلغونني يا فتي،لكن حتي ذلك الحين ساناديك بالفتي"

5:55 vkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن