الفصل الثالث

30 3 3
                                    

ضغط شيء ما على صدري وانقطعت انفاسي عندما فتحت عيني ببطء مثقلا بالنوم، بدأت رؤيتي تعود عندما شاهدت (ميلي) اختي الصغيرة جالسة فوق صدري وهي تمسك شيء ما يبدوا كا... سكين!!!

" مهلا ميلي توق..." صرخت عندما لوحت ميلي باسكين وغرزته في صدري " ههههه كان ريكو محقا هذا مضحك حقا، هل ظننت حقا انه سكين حقيقي؟  هههه كان يجب عليك أن ترا وجهك في تلك اللحظة بدوت كانك على وشك الموت حقا هههه " اه كان يجب ان اعرف انه ريكو كم مرة طلبت منه ان يتوقف عن إعطاء ميلي اشياء غريبة.

رميت ميلي من فوقي وامسكتها من قدمها معلقا ايها في الهواء، سحبت السكين بسرعة من يدها و قلت " اذا طعني أثناء نومي يبدوا مضحكا بنسبة لك؟ " ارتعش وجهها وهي تحاول التملص من قبضتي، رسمت إبتسامة خبيثة على جانبي وجهي " اذن عليك ان تتحملي العقاب" طعنتها بلعبة السكين مرارا وتكرار حتى احسست بالرضى ثم تركتها تسقط على الأرض.

لفتني نداء امي لنا لتناول الفطور قادما من الدور السفلي، لذا سبقت ميلي للاسفل للحصول على وجبة.

بعد نقاش الأمس في القبو والسجلات كان الأمر مرهقا حقا ولكني متشوق للتجهيز لرحلتنا القادمة، مشكلتي الوحيدة هي كيف أخبر والداي.

سحبت الأفكار المزعجة إلى مؤخرت رأسي و نزلت الدرج احلزوني المؤدي إلى الطابق السفلي ثم منه إلى المطبخ حيث وجدت امي، بشعرها الاسود المحمر المنسدل خلف رأسها وعيناها الفيروزيتان ذات اللون الأخضر التي تنظر الي بتفاؤل ابتسمت ابتسامتها الحريرية الدافئة وهي ترتب الطاولة.

تقدمت إلى المطبخ " صباح الخير امي " ابتسمت " صباح الخير ارنو، سمعت بعض الصراخ في الأعلى اتمنى انك لم تتشاجر مع ميلي " اعطتني نظرة استجواب مما اربكني " هه لا تقلقي لقد كنا نلعب قليلا " جلست على الطاولة امام طبق من البيض مع الخبز الساخن الذي تعده امي والقليل من الدجاج المطهو جيدا لم أستطع ان اشيح بنظري عن الطبق الذي امامي.

من دون تردد اخذت قضمة وبدأ الطعم الحار والمالح للتوابل بتدفق في فمي مع قوام البيض اللزج الذي ينساب الى مؤخرة حلقي، بسرعة اخذت قطعة الدجاج لاضافتها الى حفلة النكهات في فمي، كانت هذه الوجبة بمثابة سعادة حقيقية، ولكن لدي مهمة علي القيام بها، اخبار والداي عن رحلتنا هي الأولوية الان.

"امي..." لم تكد الكلمات تخرج من فمي عندما قاطعتني امي دون النظر الي " انهي طعامك اولا والدك ينتظرك عند الميناء لديه أمر مهم ليتحدث معك بشأنه " قمت ببلع طعامي ببطء وانا افكر في كلام والدتي المفاجئ والأفكار تدور في رأسي كسرب نمل يبحث عن طعامه.

أنهيت طعامي والقيت نظرة سريعة على أمي من فوق كتفي قبل مغادرتي ثم انطلقت!.

هب نسيم الصباح العليل على وجهي وانا اهرول على الطرقات، كدت انسى جمال (مدينة الاشرعة) مسقط رأس الكثير من الرحالة ونقطة التقائهم رسمت المدينة بطرقات مائية عديدة تغزوها قوارب النقل الزاهية التي اطفت على المدينة احساس المغامره و الإبحار، رتبت المنازل على أطراف الطرق المائية مبدية روعة التصميم المعماري مع بعض الطرقات الامامية للمشاة، كانت هذه المدينة من أكثر المدن ازدهارا باتجار و الرحالة لوقوعها في منتصف المحيط الشاسع شمال إمبراطورية (أزريا) مما جعلها ملتقى النقابات الكبرى الراغبة في إضافة بعض الرحالة الجدد الى صفوف اعضائها وكذلك التزود بمختلف المعدات و المؤن.

أرض الرحالةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن