الفصل الرابع [ نزال ]

39 3 3
                                    

دخلنا من باب بدا كانه ستار ضخم لاحد الأسواق الشعبيه، انقشع الستار كاشفا عن قاعة واسعة مليئة بحلبات القتال العديدة لمختلف الرياضات وفنون القتال، أشار ليَ والدي لاتبعه، سار بنا نحو إحدى الحلبات في نهاية القاعة التي بدت كحلبة نزال ثنائية ذات أرضية ترابية.

لوح والدي لرجل ضخم مفتول العضلات كان يساعد احد المقاتلين على تصحيح الأخطاء في وضعيته القتالية، " هذا صديقي درايمون مالك هذه الصالة واحد أقوى المقاتلين الذين عرفتهم طوال رحلاتي" تحدث والدي بفخر " يبدوا انك احضرت ابنك اليوم، هل يبدوا هذا مكان لنزهة بين الاب وابنه في رأيك؟ " ضحك درايمون بقهقة عالية كانه زعيم قبيلة همجية، " رائع يبدو أن حس دعابته اسوأ من غورا " تحدثت داخل رأسي.

" امسك هذا " التقطت سيف التدريب الخشبي الذي رماه والدي، سرعان ما فهمت ما يرمي إليه " إذا تريدني ان اثبت انك صرت عجوزا " سخرت وانا الوح بالسيف لاعتاد على وزنه و طوله " سترى مدى رعب هذا العجوز ايها الغر الصغير " تقدم والدي بعد ان استخرج سيفا هو الآخر من كومة سيوف التدريب.

صرخ صديق والدي العجوز " انا درايمون سأكون الحكم لهذا النزال، يمنع استخدام وسائل الغش او الحيل الرخيصة، ينتهي النزال حال خروج احدكما من الحلبة او اعترافه بالهزيمة، اتخذا وضعيتكما ان كنتما مستعدين ".

وقفت برتكاز و خفضت قليلا من جانبي العلوي لاحصل على قوة ارتكاز اكبر بينما ظل والدي مستقيما ممسكا سيفه امامه بتزان، لم يتسنى لي خوض كثير من النزالات ضد والدي في الماضي بسبب ترحاله المستمر ولكن حتى مع هذا امكنني الجزم بأن هذه المرة تختلف عن سابقاتها... انه الجو المحيط بوالدي انه أشد وأقوى واخطر!.

التفكير بخطة لن يجدي في هذه الحالة علي أن أجرب لأعرف قوة خصمي.

خفضت مركز ثقلي و اندفعت نحو والدي مطلقا قطعا جانبي نحو اضلاعه ، اعتدت بدأ أي نزال هكذا لاتبين مستوى خصمي على الأقل بشكل جزئي ، اضررت لفعل هذا رغم خوضي نزالات عديدة ضد والدي ولكن جدية والدي في هذا النزال اجبرتني على اعتباره شخصا آخر.

تفادى الضربة نحو الخلف بمنتهى الدقة وأقل قدر من الجهد تاركا مسافة صغيرة بين حد سيفي و جسده ، تراجعت مسرعا إلى الجهة الأخرى من الحلبة لمعاودة الهجوم ولكن والدي لم يسمح بذلك! ، اندفع هو الآخر نحوي بسرعة فائقة بدا الأمر اشبه بانتقال أني ، اطلق ضربة عامودية من فوقي مستهدفا رأسي محاولا شطري لنصفين!.

أدركت استحالة تفادي هذه الضربة لذا قمت بصد الضربة بشكل مائل لتغيير مسارها ممتصا نصف الزخم ، حتى مع امتصاصي للنصف ارتج جسدي بكامله من قوة الاصتطدام ، ان صددتها بالكامل لكان كسر سيفي و حطم جمجمتي.

بدل محاولة اطلاق هجوم مرتد ابتعدت بشكل منحني من جانب والدي نحو طرف الحلبة حتى يتسنى لي التقاط انفاسي ، لم استطع منع الابتسامة الوحشية من الظهور على وجهي بعد مشاهدة والدي يأخذ وضعية قتالية ، " كنت أريد أن افاجئك بمدى تطوري منذ اخر نزال ولكنك أفسدت المفاجأة " سخرت محاولا كسب الوقت لالتقاط انفاسي ، لم ينبس والدي ببنت شفة واكتفى بالقاء ابتسامة بسيطة بينما استمر بالتحديق في وجهي بنظرة صلبة.

استجمعت قواي واندفعت نحو والدي مجددا ولكن هذه المرة بنية قتل حقيقية .

اطلقت وابل من الضربات مستهدفا مناطق حويوية والمفاصل المهمة لديه ولكنه تافدى بعضها بدقة مرعبة وصد البعض الآخر و غير اتجاه البعض ، لم تفتقر ضرباتي للقوة ولا للزخم المطلوب ولكن... قوته الوحشية و خبرته الطويلة تطغى على جميع تدريباتي اللعينة .

تكيفت مع كل صد وتجنب قام به والدي مما دفعه إلى حافة الحلبة حيث كنت أريد ، ركلت سيف والدي لدفع نفسي للخلف تاركا مسافتا كافية لتنفيذ حركتي التالية ، تقنية تعلمتها من رحال قابلته في الميناء ، اخذت نفسا عميقا لتهدئة نفسي بينما والدي في الموضع المناسب لاستعمال لتقنيتي الجديدة ( مخلب البحر ) لم أُضع الوقت و اطلقت التقنية المتمثلة بقطع منحني من اليمين إلى اليسار ، لو كان هذا هو جوهر التقنية لكانت مثل أي حركة عادية ولكن جوهرها يكمن في امكانية تغيير اتجاه الضربة متى ما شئت بعد ان اوهم الخصم انه قطع منحني بسيط ليتجنبها بسهولة تاركا الكثير من الثغرات لاستهدافها، حتى مع امكانية تغيير اتجاه الضربة هذا لا يعني ضعفها فثبات المستخدم و وقوته الجسديه تعطي زخما جنونيا للضربة يكفي لشطر جلمودٍ ضخم اذا أراد.

اتطلع لأرى وجه والدي بعد ان يتفاجأ من تقنيتي.

اطلقت التقنية بكل قوتي المتبقية عندما تفادى والدي القطع المنحني بسهولة نحو اليمين ابتسمت " لقد وقعت! " غيرت مسار الضربة مستهدفا عنقه ولكن...

أكاد اقسم بأني شاهدت عينيه تتوهجان كان هذا قبل أن يتفادى الضربة بزاوية مستحيلة.

" كيف أمكن... " أوقفت ركلة نحو معدتي الكلمات من الخروج عندما القاني والدي لمنتصف الحلبة، تشوشت رؤيتي وأخذت وقتا لاستعادة توازني حينما وقع نظري على نصل التدريب على بعد جزء من الثانية امام وجهي " انتهى النزااال " صرخ درايمون معلنا نهاية النزال.

" ابليت حسنا يا فتى مع انك هُزمت بضربة واحدة الا انك استطعت دفعه إلى حافة الحلبة وهذا يعتبر مذهلا حتى بين نخبة الرحالة  ".

ساعدني درايمون على النهوض بينما توجه والدي إلى المخزن وبدأ بتفتيش عن شيء ما بين رفوف الاسلحة وادوات التدريب، " هنا! كنت متأكدا اني خبأته في هذا المكان رائع حتى مع تقدمي في السن الا ان ذاكرتي لازالت قويه هاهاها " عاد والدي حاملا عصا متوسطة الطول ملفوفة بعدة ربطات من القماش مخفية الشيء الذي تحتها ، " حسنا أرنو يبدوا انك اصبحت جاهزا اخيرا " تحدث والدي وهوا يقترب مني ببطء " م... ماذا تقصد باصبحت جاهزا ؟ اصبحت جاهزا لماذا؟ " حاولت سؤاله ولاكنه اكمل طريقه دون أن يجيبني .

" سأجيب عن اسئلتك فيما بعد اما الان امسك هذا " وضع والدي العصى المغطاة بالقماش بجانبه و مرر الي قطعة و رق ملفوفة على شكل وثيقة بدت كأنها وثيقة مهمة ، أمسكت الوثيقة و فتحتها...

هذا تصريح لرحلة خارج حدود الإمبراطورية!!.

أرض الرحالةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن