الفصل الثاني [أزمور]

34 7 4
                                    


                   《مذكرات رحلة أزمور》

اليوم:***

"اااه فقدت الحس بالوقت" صرخت عند فشلي في حساب كم قضيت في البحر بعد موجة العواصف العاتية التي مررت بها.

بعد عدة أيام من الضياع في البحر ، خالجني شعور غريب لم أعرف مصدره لقد كان طفيفا مما جعلني أعجز عن وصف ما هيته ، لكنه لم يكن مشؤوما لذا تغاظيت عن الأمر.

كنت قد فقدت خريطتي في العاصفة الاخيرة لذا لم أتمكن من معرفة مكاني بضبط جعلني هذا اشعر بالاحباط " ولكن ليس كأني الوحيد الذي تعرض لمثل هذه المواقف ، الرحال دائما ما يواجه هذه الصعاب في رحالته هذا جزء من متعة الترحال " حدثت نفسي محاولا تبديد الاحباط .

بعد بضع ساعات من الابحار اشتد هذا الاحساس الغريب هذه المرة استطيع وصفه ، كان احساس أشبه بالحماسة او الإثارة إحساس عظيم يشبه احساس استكشاف اطلال قديمه او أرض جديده ، سمعت الكثير من قصص الرحالة التي تتحدث عن احساس غريب يصيب الرحالة عند وقوفهم على اعتاب رحلة كبيرة او قبيل اكتشاف شيء جديد بدا الأمر مشابها لما يحدث معي.

على بعد عدة أميال ظهرت جزيرة في مجال رؤيتي ، لم اكل ليومين و قد نفد الماء العذب مني لذا قررت التوجه نحو الجزيرة، "كما لو أنني أمتلك خيارا آخر " سخرت واطلقت تنهيدة متعبة.

قبيل دخولي نطاق الجزيرة  لاحظت برميل مؤن عائم خارج نطاقها بدا فارغا و مثبتا بحبل يتصل بقاع البحر كما بدا كأن في نهايته مرساة او قطعة من الحديد لمنع البرميل من الانجراف بدا كنوع من طرق الاشارة لتعليم مكان ما ، لم يكن الأمر مهما ، لذا تغاظيت عنه واكملت طريقي نحو اليابسة.

حال دخولي لنطاقها توقفت انفاسي داخل صدري من مظهر هذه الجزيرة النائية،  كانت النسخة المثالية عن الجزر الأستوائية ألتي قد يتخيلها أي شخص.

شواطئها خلابة ذات رمالٍ ذهبية لامعة وانتشار الأشجار والنباتات الخضراء الذي يبعث شعوراً بالانتعاش و الراحه، حتى المياه كانت صافية وهادئة كأنها لوحة متقنة لرسام محترف.

لكن لازال هناك هذا الاحساس القوي الذي يخبرني بأن هناك شيء اكبر مما تراه عيناي يقبع في هذه الجزيرة ، رسوت على الشاطئ قبيل غروب الشمس وتحركت بسرعة لجمع بعض الأخشاب لأصنع مخيما بسيطا لقضاء الليل .

استيقظت في الصباح التالي وقد تسلل بعض الذعر الى داخلي عندما لاحظت...

يبدوا أن آثار اقدامي قد اختفت من على الرمال كما لو ان الشاطئ كان دائما هكذا حتى تناثُر الرمال من مكان رسو القارب قد اختفت و آثار سحبي للاخشاب اختفت أيضا كان المكان لم يمسه احد .

لم ارد الغرق في التفكير لذا دفعت الافكار والذعر بعيدا وافترضت ان حركة المد والجزر هي من محت جميع الآثار ، مع ذلك من الغريب ان تصل حركة المد والجزر إلى مكان مخيمي لقد حرصت على الابتعاد قد الإمكان  عن الشاطيء دون التوغل في الجزيرة ، تناسيت هذا الأمر وركزت على إيجاد بعض الطعام لسد جوعي.

أرض الرحالةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن