حمقاءٌ تِلك النبضات المُتعلقة بك ، بلهاءْ تِلكَ القشعريرة التي تهُمُ بقدومك . متى سأفيق ، متى سأهدأ من هذا الضيق، قُلتُ لكَ سابقاً ، أعدتُها عليكَ مِراراً وتِكراراً ، أمليتُك إياها كثيراً ، قُلتتُ لك ، ابتعد ، لا تجعلني أتعلق بك ، لا تجعلني لا أُطيق اليوم إلا بمُحادثتك ، لا تجعلني في هذا الموقِف السخيف ، لا تجعلني وريقةً خفيفة يهِزُها فصلُ الخريف ، لا تجعلني أعيشُ تفاصيل الفِلمِ المُخيف.
تعلمُ جيداً كم أخافُ من تِلك الأفلام ، تعلمُ جيداً بأني أهرعُ إليكَ خائفةً من خُبثِ الأحلام ، تعلم جيداً - ولاتُنكر ذلك - بأنك الملجأ لي ، بأنك السلام
قُلتُ لكَ مُسبقاً ، هذا الروتين سيؤدي بي للهلاك ، سيهُدُني ، سيقتُلني في الجُرمِ الأسود هُناك، سأموتُ بسببك ياهذاك ، دعني أُلقي اللوم عليك ، دعني أُوبخُك ، أُهزئُك، وإن أمكن بعدها ؛ يُفضل بأن أحتضِنك.
يؤُلمني ذاك القابع فيّ ، يؤلمني ذاك الأيسر ، أحتاجك يا من تكفيني عن البشر ، أحتاجُك بكُلِ الصور ، أحتاجك في هذا الوقت ؛ الذي اعتدنا فيهِ السهر، أحتاجُكَ يانبضَ قلبي يا عينيّ والنظر.
أما يكفيكَ تعذيبي، أما يكفيكَ سيلُ دموعي ، أظنُ بأنكَ تستلِذُ تعبي ؛ ألا تخافُ اللهَ فيني، ألا تخافُ بأنْ أشكوكَ للسماء ! ألا تخافُ من تِلكَ البلهاء ؟!
بلهاءُ نعم ! عندما أقحمتُ نفسي في هواك ، بلهاءُ نعم ! عندما أوديتُ بنفسي للهلاك ، بلهاءُ بل حمقاءُ في اختياري لسواك. إني أئِنُ وأنتَ حيٌ تُرزق ، إني أحنُ بِرُغمِ أنّا لم نفترق ، إني أتمزق أتمزق رويداً رويدا يا هذا ؛
كفاكَ ... كفاك ، هاتِ إليّ يداك ، هاتِها ؛ أعدُك لن أفلِتها ،هي لي فقط ؛ وعدتني بذلك ، لي فقط !
أكتُب في هذهِ الساعة المُتأخرة بعد منتصف الليل ، وأعلم بأنكَ تقبعُ نائماً جسدياً ، رُوحكَ معي ... لاتُنكر ذلك . لا تُنكر بأنَ روحكَ لي فقط.
أرجوك ، أرجوك ؛ خالِف القوانين هذهِ المرة ؛ استيقظ ، لم أعد أحتمل .. إخفاء هذا الإشتياق فيّ ؛ يؤدي بي للإختناق ، تحمل ذلك إنْ مُتُ شوقاً ، تحمل ما سيأتيكَ إن مُت عِشقاً ، تحمّل كُل ذلك ؛ ألم أُخبركَ مُسبقاً !
لن أُطيلَ في العتاب، لن أُطيل في تفاصيلِ العذاب، لن أُطيل يا مُجملَ الأسبابِ في شرحِ حالتي . أُريدكَ أن تعفو فقط ، تعفو وتصفح ، رُبما لن أعود ، سئمتُ تِكرارَ الوعود ، لن أعود ، اعفُ عني لأني أخلفتُ الوعود، اعفُ عني لأني لن أحتمل نتيجة مُجازفتنا بلا قيود ، فقط تمنى لي نسيانَ روحي أو نسيان الوجُود
