°• الحكاية الأولى •°

187 28 130
                                    


سلاماً على من إرتجل بقدم طِفله القابع بداخلهُ هنا ، أما بعد ..

- ماذا حدث لأطفالنا !؟ -

للجواب على هذا السؤال الذي طالما بث في الحماس والأنتباه كلما تستخدمه جدتي كبداية لقصتها ، يجب أن نمتطي حصان الزمان ليسافر بنا إلى زمان غير كل الأزمنة!

قصتُنا تُنسج في قرية هاملن في ألمانيا والتي إستيقظ سُكأنها فجأة على هجوم شرس وعنيف وغير معلوم لفئران أضحت النهاية المأساوية لكل من الطعام والأحذية!

ماذا تظن يا رفيقي ؟
ربما عقاب من الرب على ما فعلوه؟!

قد أستاء حاكم القرية من هذا !
أعني ، كيف لحاكم أن يشاهد شعبه يكاد يتحولون لفئران ولا يستاء!؟

لذلك فكر .. فكر كيف له أن يخلص قريته المسكينة من العذاب الجحيمي هذا..

حتى جائت له فكرة جعلته يفز من عرشه يأمر الحراس بسرعه بإعلان جائزة قيمتها ألف قطعة ذهبية على من يخلص شعبة من الفئران!

ربما من الممكن أن أجعل قطتي ' كاتي ' تقبض عليهم واحد خلف الأخر ونصبح أغنياء!
صحيح ؟

آه ، لنعود للقصة!

الشعب قد تجمع على الخبر غير مصدقين ، فقد كانوا قد أستسلموا للموت غير مصدقين لخرافه موت الموت!

حتى أنا ، طفل جدتي المدلل وقطتي لم نكن مصدقين حتى تلفظت جدتي بالأتي ..

جاء فتى يرتدي ملابس ملونة تشبه المهرجين ولا تشبههم ، يحمل بيده مزماره الذي أعتاد على العزف عليه كلما تسنى له الوقت

قاطع دهشه الشعب بالعزف على مزماره لعل بذلك يستلطف جيوب أثريائهم بأن تخرج قطعة ذهبية أو فضية حتى منهم له

لكنهم وكالعاده ، تعالت أصوات تنمرهم عليه حتى بات معظمهم يطردونه من الساحة بقذفهم لأحذيتهم المهترئه التي عانقت وجهه أشد العناق!

كل ذلك لأنه يبدو عليه الجنون والفقر!؟
هذا غير عادل .. صحيح ؟

هرول من المنطقة يجر أذيال الخيبة معه ..
كلما فكر بفقرهِ وسوء حاله يستاء أكثر ، يراهن أن النملة التي تدب أرجلها في الأرض القذرة وتعمل ليل نهار أفضل حالاً منه!
كلما فكر بقدره المُر كلما أختنقت الدموع والحسره بمقلتي روحه..

مسكين فتى المزمار..

فيقرر فجأة قرار مصيري!

-- حكاية . بسكويت . قطة ! . --حيث تعيش القصص. اكتشف الآن