أعتدت أن يدب بي خجل مهول إن ذرفت نجومي أمام أحدهم
أشعر أنه يقتحم قداسية حزني ، آلمي الذي طالما أخفيته بين أسارير قناع هش بات لا يتحمل موقفاً إلا والبكاء عليه ، الغضب والحزن المُثقل عليه!الأمر مرهق ..
.
.
.
.أمتطيت الحصان ؟
هيا بنا إلى الزمان الجميل ~بدأت قصتنا في أحد ضواحي مدينة تسعينية المظهر والسكان ، تحديداً في غرفة قد طغى عليها نوع من الظلام ، الكئابة والتشققات التي تملأ كل الجدران!
وشخص .. فتى حالك الخصلات ناعس مُرهق المقلتين مستلقي مُلازماً الفراش لا يشعر بأي شيء
مخدر تماماً كنتيجه لذلك الدواء .. تلك الحقنة التي ما أن تُغرز سائلها الأخضر بك حتى تصبح عديم المشاعر السلبية!عديم البكاء ، عديم الغضب ، عديم الحزن!
فقط كتلة إنسان تبتسم وتضحك فقط!مرعب ، صحيح ؟
لكن الفتى لم يجده مرعباً ، بالعكس .. قد وجده مريح كونه قد بنى جدار بينه وبين شعوره المستمر السرمدي بالإكتئاب!
أي شجار ، أي حديث سلبي يغرز أنيابه به .. لا يتأثر أبداً بأي شيء!أنه لمرعب .. حقاً مرعب!
فيشعر فجأة بإقتحام طفيلي حزن نحو روحه التي تدريجياً كان أثر التخدير منها يزول!
ليسرع الفتى نحو دُرجه أخذاً منه حقنة صغيرة مُغلغلاً سائلها بعروقه
وما هي إلا دقائق حتى عاد التخدير مره أخرى ..شعر بالإطمئنان ، لكنه كان يجب عليه أن يذهب للصيدلية أسفل منزله حتى يأتي بجرعات أكثر كونها كانت أخر حقنة لديه
لم يُضيع وقتاً ، أرتجل للخارج ليترائى له بعض من السكان يتهامسون عن خبر لم يكن له علم به
والبعض الأخر يضحكون ، ويبدو أن تلك الفئة في صف مشجعين الدواء!أنت من مشجعه؟
أنطلق دون التركيز معهم نحو مُبتغاه ، ساحباً الباب خاطياً لداخل الصيدلية قائلاً :
" دواء هارليس متواجد ؟ "
" ألم تسمع ؟ ، لقد سحبوه من الأسواق "
لم يشعر بالخوف كونه كان تحت تأثير المخدر ، مردفاً بعدم شعور :
" حقاً ؟
إذاً كيف أؤلئك الناس يضحكون ويلهون ؟ "" الحكومة قد منعته ، ربما يتم تهريب البعض منه كالمخدرات "
" فهمت "
كان سيخرج لكنه أستوقفه قائلاً بقلق :
" حاول أن لا تقتل نفسك ، تعلم .. معدلات الأنتحار زادت بسبب ما يخلفه إدمان ذلك الدواء "
" حسناً "
كان كالآله كل ما يتلفظ به دون تعابير أو شعور !
عائداً لإستلقائه الغير نافع على الفراش بينما نسى أن يفهم ما يقصد به ذلك الشاب ..ساعه كامله يحدق بالسقف ، أكان مخدر الأطراف أيضاً؟
فيهب جالساً فجأة ما إن شعر بالخوف!
أنه المخدر ينفذ!!أقبض على صدره محاولاً تهدئه أنفاسه المضطربة وقد أستشعر وجودها ..
وجود ما كان يتهرب منه!
وجود كائنات سوداء مُثقلة تتسلل من التشققات تبتغي إلتهام من فز مرتعداً يملأ زرقاوتيه بالموت ، بالنهاية التي لم يريدها!لطالما كان لإكتئابه شيء مميز ، كان هش واضح على ملامحه الذبول إلا أنه يرفض أن يخبر أخيه..
عزم على صراع كل شيء بمفرده ، وما إن سمع بذلك الدواء حتى فرح بشده كونه لن يتحمل مجهود إخفاء ما يشعر به بعد الأن!المشاعر لن تكون عار بعد الأن !
" أنا أسف .. أسف أسف ! "
إلتصق بزاوية غرفته متوسلاً بإرتعاش أن يتوقف تدفق تلك الكائنات!
تقترب بتثاقل مزيده إرتعاش ورعب الفتى المسكين!حتى شعر بها تنطلق ..!
تلك الصرخه المُعتقة القابعه بإجبار داخله هرولت خارجاً بحريه كما هرولت نجومه على وجنتيه..توقفت الكائنات !
سُحبت للأرض كالسحر مع إقتحام أخيه القلق الغرفةكُشفت الحقيقة بمواجهة أخيه ووجنتاه تغرق بنجومه المستمره!..
لم يفعل أخيه شيء غير إقحامه بعناق زاد دفئه تدفق نجومهكان يريد كتفاً يستند عليه ، قد أخطأ في إختيار الدواء ككتف متناسياً أن لأخيه كتف سرمدي مهما أثقله سيظل متواجداً!
قد وصل لنهاية النفق .. وصل للضوء!
- النهاية -
بتوقيع : الحقيقة .
أنت تقرأ
-- حكاية . بسكويت . قطة ! . --
عشوائي- سأقُصُ عليك ما سمعته أُذُنَي من طرب حكايات جدتي ~ فهلُم يا رفيق ولنُعد أجمل قهوة حكايات آه ! ، ولا ننسى قطتي كاتي!~ • ينصح به للطفل القابع بداخلك والعجوز الماكث بجانبه . بتوقيع : الطفولة • بدأت :- 26 / 12 / 2022 أنتهت :-