" لم يكن بيدي، لم يكن! "
كانت تسير بداخل الحديقة التى كانوا يلتقون بها فلم يكن يعلم احد عن هذا المكان غيرهم، أرادوا ان تجمعهم هذه الحديقة الهادئة دوناً عن باقي الحدائق الأخرى فقد كانت الحديقة مليئة بالأوراق المتساقطة فوق الأرض والعشب الجاف والاشجار والازهار الجافة لوجود فصل الخريف ولهذا كل الازهار ذُبلت ولونها بُهت مثل علاقتهم بالمثل
جلست على المقعد الخشبي الذي يكن أسفل شجرة عملاقة وجذورها ممدة لأعماق الأرض متمسكة بترابها واوراقها كثيفة ورغم جفافها ألا انها لا تزال تتمسك باوراقها فكيف تتخلي عن من يزهرها
ظلت تتطلع بهاتفها كي تتصل به وعندما لم يجيب على اتصالها تحدثت قائلة بجمود وبآلم في رسالة صوتية تبعثها له
= كمال انا!... انا مصدقة انك معملتش كده، لكن؟ .. كمال عارفه انك لسه متضايق مني، بس انا عايزة أشوفك واتكلم معاك، لما تسمع رسالتي اتصل عليا او انت عارف انا فين!.أرادت ان توضح له أنها بحديقتهم الذي يلتقون بها لتكمل بآلم شديد يستولي على قلبها والكلمات لا تستطع الخروج منها لتزيل دموعها من فوق وجنتيها
= كنت عايزة أقول حاجة تانية! ...متقلقش كل حاجة بينا إنتهت، إنتهي مبقاش ينفع يكون لينا فرصة تانية مع بعض.انهت كلامها لتغلق الهاتف وتبدأ البكاء على القرار الذي اتخذته ونهيها لعلاقتهم الذي دامت لسنتين، اخفت وجهها بيديها وشهقاتها لم تهدأ تشعر بأن روحها تختنق فهي بدونه لا تستطع الإستمرار فإنه حياتها عالمها فهو الرجل الأول والأخير الذي دخل قلبها واصبح كل شيء بالنسبة لها
وصلت الرسائل إليه ليقوم بفتح الرسائل الصوتية وعندما سمت محتواها اشتعلت النيران به أكثر فهو لم يفهم اي مما قالته يشعر بأنها لم تعد مثل قبل لقد تغيرت كثيرا تجاهه حتي بعد اثباته بعدم خيانته لها، زفر بحنق شديد بينما يقول بغضب مما سمعه يريد ان يعرف لماذا تستمر بفعل هذا بعدما اثبت عدم خيانته لها
= قصدك إيه؟، هتجنن بسببك.. عقلي مش مستوعب انا عملت إيه!.خرج من منزله سريعا متجها بسيارته الى الحديقة فهو يعلم بأنها هناك ليتمتم بحدة بينما يشدد بيده فوق مقود السيارة
= بس انا هعرف انتي بتعملي فيا كده ليه بعد ما قولتي انك صدقتيني، ولله هتجنن بسببها.بعد لحظات وصل كمال للحديقة ليترجل من السيارة متوجها نحوها وعند اقترابه وجدها تقف بمنتصف الحديقة مقتربة من الازهار الجافة وتتطلع بهم ليسير نحوها ببطء قائلا بهدوء تام واضعا يديه بجيب سرواله
= قصدك إيه بالى قولتيه في الرسالة!، قولتي انك صدقتيني وأخيرا صدقتي حبيبك.. لكن بعدها تقولي ان كل حاجة بينا إنتهت، افهم انا اي من ده؟!!.
أنت تقرأ
أعلم أنني خسرتك
Romanceاصبحت عيناه تنظر لها بجفاء تام ليقول بهدوء يعكس ما بداخله من آلم وانكسار وجرح قلبه فهو لا يريد ان يبتعد عنها ولكن كبريائه كرجل يمنعه من الإستمرار معها أكثر لأنها لا تثق به فكيف سيكمل معها دون ثقة ليهتف بجمود = زي ما قولتي، أنتهي!... كل حاجة كانت بين...