Chapter : 6

6 1 0
                                    



في مكاناً اخر .. كان بعيداً كل البعد عن .. راندي

كانت تلك الفتاة مستلقية على ذلك الحصير ، بأطراف باردة وخصلات شعرها الاسود الداكن تنسدل على عينيها الناعسه ، ولباس نومها بالكاد يغطي جسدها المترنح بفعل امواج البحر الثائر ، لعله كان كذلك لهذا اليوم المشؤوم .

فتحت عينيها الدعجاء عند سماعها لطقطقة خشب السفينه المتكرر " اين .. انا.." قالتها وهي تشعر بألم شديد في رأسها والبرد يسري في جسدها الهزيل.

استقامت ببطئ لتجلس وماهي الا لحظات حتى علمت انها بداخل احدى السفن المبحرة

ظلت تتفحص ماحولها باستغراب وكل ماكان حولها هو العديد من صناديق المؤن والطعام لمحت ايضاً العديد من عتاد صيد الاسماك والسنارات ومصباحاً معلق بالكاد ينير المكان .

ازداد الم رأسها ثم حاولت تحريك يدها لتمسكه ولكنها كانت مقيدة فلم يكن لها الا ان تحاول الوقوف بصعوبه اثناء تحرك السفينة وتمايلها.

تحركت قدميها رويداً رويداً قرب الباب لتسمع اصواتاً عديدة صاخبة بالخارج وكأنهم يمرون بعاصفة ما .

ادارت ظهرها للباب لمحاولة منها لفتحه بيدها ، ولم يحالفها الحظ في ذلك لانه كان موصداً بأحكام بل شعرت وكأن خلفه شيئاً يمنعها من فتحه .

"هل من احداً هنا !!" صاحت بها باعلى صوتها ولكن للاسف شعرت بل تيقنت ان لا احد سمع صوتها وسط هذا الضجيج والامواج العاتيه.

وبعد العديد من المحاولات استسلمت لذلك ، وعادت لتلك الحصيرة المهترئه آملتاً بأن يتأتي احد ما ، كانت اطرافها ترتجف من البرد وعينيها لاتفارق المصباح المعلق وتتمنى ان تشعر بدفئه .

لم تشعر بعينيها حين اغمضتهما ببطء وعادت للنوم

بعد ساعات قليلة فز جسدها بسرعه عن سماعها لصوت الباب وهو يفتح ببطء فاستقامت لتجلس بسرعه .

كان رجلاً طويلاً وعريض المنكبين يغطي ماء البحر المالح اغلب اجزاء جسده وملابسه

كان يرتدي خفين مهترئه وملابسه كانت لا تلائم بحار او صياد اسماكٍ كما توقعت بل كانت كلاسيكية بعض الشيء

" استيقظتي اذاً " قالها بصوت رجولي وهادئ وهو يتجه ناحيتها ببطئ .

" اجل ، لكن ارجوك اين انا ؟ ومن انت ؟ ولماذا انا مقيدة ؟" قالتها بكل ارتباك وهي وتجلس على ركبتيها

جلس القرفصاء امامها وهو يتفحصها بعينيه بهدوء "انتي جميلة حقاً كما قال " انهى جملته بابتسامة ساخرة

احمرت وجنتيها وهي متفاجأة " ماذا تقول ارجوك اجبني اين انا ومـ .."

" انتي على متن سفينة كما ترين " قاطعها بسخرية وهو يستدير ناحية الباب

" اعلم ذلك ولكن لماذا والى اين متجهين ؟ " قالتها بارتباك شديد

" لا اظنني قادراً على اجابتك " ثم نظر اليها بصمت وتفحص جسدها الهزيل وهو يرتجف من البرد واكمل "ولكن.."

نظرت له باستغراب وهو يفسخ معطفه ويرميه عليها "ولكن هذا ما استطيع فعله الان "

حملته ببطئ لتغطي به نفسها من البرد " شكراً لك "

نظر لها بتعجب شديد ثم خرج واقفل الباب قبل ان تقول اي شيء اخر

خاتم آرجوس | Argus ringحيث تعيش القصص. اكتشف الآن