أُمسِيـة السِـجَـال.

75 10 1
                                    

بدأت مهمتنا في الفاتح من شهر أبريل
أين يجتمع البرد و المطر مع يأس حالنا..
حالنا الذي يبحث عن أول ضحية لها
كان هدفنا هو المدعو "سيلفادور"
أحد أقذر مصاصي الدماء الذين عرف التاريخ لهم وجود.
ويعدّ من الصنف الثاني الذي يفوق البشر قوةً.
لذلك هي مؤامرة..
لا يمكنك ضمان عيشك.. ولا موتك أيضا
عليك فقط أن تضع سيلفادور بين عينيك وتنطلق
في غابة أشجارها كثيفة..
تراني أتمشى و رفقتي القائد لوثر بينما خلفنا تتمشى ميلي و برفقتها عجوز كبيرة
ولعلّ فضولك قد يجعلك تتسائل عن هوية تلك العجوز..
ليكن ، فلا أحد منا يعرفها
فقد ظهرت في الليلة الماضية تطلب مساعدةً لإيجاد إبنتها المفقودة
ولم يعارض القائد لوثر على فكرة إحضارها معنا..
فاحتجّ بخطورة المكان وهاهي ذي ترافقنا وكأنها تعلم مع من هي تتجول هنا..
انقضت نصف ساعة و وصل جميعنا إلى مكان نستطيع المكوث به لفترة عقب الاستراحة.
لاكن القائد لوثر اعترض على الفكرة لقِصَرِ المدّة المتبقية فأمر من ليليث البقاء مع العجوز لمدة قصيرة ريثما يكمل الفريق مهمته و يعودا إليهما..
وكما كان الحال ، وافقت ليليث على المهمة
وقبل أن يغادر البقية..
توجه مارسال إلى ليليث واردف مغضباً إياها كعادته:
" آمل ان تكوني بخير ، أتفلحين في البقاء بخير؟ "
نظرت إليه ليليث بغضب مصطحباً بابتسامة و أجابته:
" اوه مارسال ، تبدو لطيفاً لتسأل عن حالي ايها الثور الغاضب! "
اجابها:
" من تظنينني بحقك! "
ضربت ليليث على كتفه بخفة و قالت ضاحكة:
" الثور الذي اعتدت على رؤيته غاضباً "
قهقه كلاهما فجأةً قبل أن يقاطعهما صوت القائد لوثر الذي ينادي مارسال ، وللحظة أخيرة..
أمسك مارسال يد ليليث و قال لها:
" سأعود وسأركلكِ حقا! "
ابتسمت و أجابته:
" وعد؟ "
" وعد. "
وهكذا..
غادر البقية وبقت ليليث لوحدها مع العجوز التي استلقت على العشب لتسترخي
" أتحتاجين اي مساعدة يا جدتي؟ "
دنت ذات الاعين العشبية الى الجدة و خاطبتها متسائلةً عما تحتاجه فأجابتها هذه الاخيرة بصوتها المبحوح و الضعيف:
" لما لا تستلقين إلى جانبي يا صغيرتي؟ "
لم ترَ ليليث اي مشكلة في ذلك
وهذا ما جعلها تجلس قربها بينما تنغمس في الحديث مع تلك العجوز الغريبة:
" أنتِ.. لا يبدو وكأنكِ تتجاوزين الثلاثين عاماً ، مالذي جعل صغيرة مثلكِ تنضم لمنظمة خطيرة كتلك؟ "
نظرت العجوز بعينيها الضيقتان و المحيطتان بالتجاعيد الى عيون خضراء أخرى.
وهنا ، تنهدت ذات العشبيتان بصوت مسموع ريثما ضمت ركبتيها الى صدرها و أردفت بصوتها المكسور:
" وهل الدهر يعرف الصغير من الكبير يا جدتي ؟ "
" لما؟ ، مالذي حصل لكِ صغيرتي؟ "
تعجبت العجوز من حالها و سألتها
" توفي أخي الكبير والذي كان يشرف على تربيتي بعد وفاة والدي ياجدتي ، لم يبقَ لي شيئ في هذا العالم من بعده.. "
انزلت ليليث بصرها الحزين الى العشب و أضافت بعين النبرة الهزيلة:
" لقد خسرت نفسي..
خسرت ثقتي..
خسرت ابتسامتي و كوني ذلك الشخص الجيد الذي اعتاد الجميع على رؤيته..
خسرت حياتي وألواني..
أصبحت عاتمةً لدرجة كبيرة ، كبيرة جداً "
مسحت العجوز على يد ليليث و أجابتها بابتسامة:
" لاكن.. لديكِ اصدقاء جيدون أليس كذلك؟
لديكِ ذلك الشخص الذي ودّعكِ قبل ذهابه ، لا يبدو وكأنه الشخص الذي سيسهل عليه فراقكِ. "
أبرزت ليليث ابتسامتها البريئة و أردفت بسعادة:
" أوه ..ذاك
إنه مارسال ، أقرب شخص لي..
لا يكتمل يومي إلا بشجار معه. "
ابتسمت العجوز قليلاً ثم اجابتها ضاحكةً:
" أعتقد أنكِ تحبينه حقاً ، أولستِ كذلك؟ "
كلام العجوز كان قد خلق لوناً أحمراً على وجه الفتاة مما جعلها تنفعل و الإحراج يغمُرها:
" كفي عن ذلك جدتي! "
" لا تقلقي.. لن يستغرق ذلك طويلاً "
صمتت ليليث قليلاً ثم نظرت إلى العجوز بدهشة و تساؤل:
" ما مقصدكِ؟.. "



Judas | زَعــيـمُ الجَحِــيـمWhere stories live. Discover now