شـك

78 7 2
                                    

سُحب رمادية تسبح..
تسبح في سماءٍ خلابة المظهر..
تحتضن قمراً ، ناصع الجمال.
تلك السماء العجيبة والتي جمعت بين جمال الشمس الغارقة في الكَون المظلم ، وبين سِحر القمر الذي يراقب غيابها بحزنٍ وحسرة..
الفراق..
الفراق صعب حتى على النجوم و الكواكب..
حتى وان كان لا بدّ منه..
فهوَ مؤلم وإن اُستَحَال جَزمُه..
طبعت الشمس لونها البرتقاليّ على سمائها و معمورتها.
معلنةً عن رحيلها وقدوم بديلها الساحر..
أشعّتها الجميلة جمالا عُجِزَ ذمُّه..
زادت البحر جمالاً ودَهشةً و تألقاً..
كلوحة فنيّة..
تجلسُ على رِمالها الذهبية فتاةٌ تراقب إبداعاً فنياً يجعلك تغوص هائماً في أفكاركَ بينما تمتّع مرآك امامك..
تنهدت ذات الشعر المنسدل ضامةً يديها إلى صدرها منعزلةً عن الجميع..
مرتاحةً مع نفسها تستنشق نسماتٍ باردة هبّت ذلك المساء..
لا أفضل من الشعور بالوحدة و العزلة.
لا أفضل من الشعور بأنك لا تحتاج إنساً يبقى معك..
" تتنهدين وكأنّ هموم الأصيل اجتمعت جميعها لتُوضع على عاتقكِ. "
التفتت ذات الشعر الذهبي خلفها تقابل صاحب الصوت الفاتن
" كيف وجدتني؟ "
اقترب منها ثم جلس محاذياً لها:
" وأ عسى محققاً مثلي يغفل عن مكان أحدهم؟ "
نظرت إليه بدهشة ثمّ ابتسمت:
" وأ عساني غفلت عن طردِ محقق مثلك.. دانيل؟"
جفل لوهلة ، ثم بادلها الحديث والثقة تغمر نبرته وكأنهما في حربٍ ما:
" ربما لم تفعلي ، ولاكنّ ذلكَ لا يعني استسلامي "
صمت ثم استأنف:
"فكتوريا.."
تنهدت مرجعةً ببصرها الى البحر ثم هتفت:
" ولما جئت إليّ؟ ، فقط اُطلِق سراحي بعد كل شيئ ولم أعُد قضيّتكَ. "
" بل ما زلتِ! ، حتى وان صدّقكِ الجميع فلن ارتاح إلّا وبيّنت للجميع مدى غبائهم لتصديقك! "
انتاب المكان مهلة صمت قبل ان تنفجر فكتورياَ مقهقهةً بنبرة عالية الصوت:
" ولما تُظهِرُني وكأنّني شيطان يسعى لقتل الجميع؟ "
" ومالذي يؤكد لي بأنكِ لستِ كذلك ؟ "
" دانيل.. أنتَ مضحك جداً.."
ساد الصمت تارةً أخرى لمدة طويلة..
تنهدت فكتوريا ثم أضافت قولاً:
" كم عمرك؟ "
نظر إليها بهدوء وأجاب:
" 25 سنة."
رفعت حاجبها ثم ابتسمت.
" ماذا عنكِ؟ "
" تُدهشني حقاً دانيل.. "
نظرت إليه بأعينها الساحرة وخاطبته بنوعٍ من السخرية؛
" كيف لكَ ألاّ تعرف عمر قضيّتك؟ "
ضحكَ ثم بادرها:
" كلا.. أنا أحاول اختبار مدى صدقكِ فحسب.. "
ابتسمت ثمّ اردفت:
" أي تعرف عمري حقاً؟ "
" 20 سنة ، أتُراني خاطئاً؟ "
هزّت رأسها بينما تنزل بصرها أرضاً
" لستَ كذلك
ولاكن.."
" لاكن ماذا؟ "
" لماَ تشكّ بي دائماً ايها المحقق؟ "
ولازالت نبرتها تستهزئ به..
" لأنكِ.."
رفعت حاجبها بينما لازالت تُطرِق إليه بانصات..
" مثيرة للريبة.. "
ضحكت مبرزةً نصاعة اسنانها
"فقط؟ ، لأنني مريبة؟..
أم لأنني قتلت مصاصي دماء من الدرجة الثانية ريثما عجزَ كباركم عن فعل ذلك؟ "
" أراكِ تعرفين سبب شكّي حتماً "
رفعت رأسها قبل أن تنهض من مكانها مردفةً:
" لاكن في النهاية..
شكّكَ هذا هو من تسبب في طردك من عملك. "
ناولته يدها لينهض من مكانه ، فالظلام كان قد حلّ بالفعل. قال:
" وهو الذي سيتسبب في كشف الحقيقة أيضاً "
التفتت مغادرةً بينما الآخر يمعن بصره بشعرها المنسدل.
" أبذل جهدكَ إذاً.. سيد دانيل "

______________________

آسفة على السحبة وعلى البارت القصير ، كونوا مستعدين لأن الاحداث الجاية أساس الرواية 🤍

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 28, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Judas | زَعــيـمُ الجَحِــيـمWhere stories live. Discover now