6| فخ!

297 26 1
                                    

|غابة الانتحار|

تخفى وسط الأشجار الكثيفة، يراقب بثاقبتيه خنزيرًا سمينًا يلهو في الطين، لمعتْ عيناه بخبث متأهبًا وما كاد ينقض عليه حتى أتاه صوتٌ يعرفه عن ظهر قلب، قائلًا بنبرة باردة:
_اتبعني.

وقف سريعًا وأجفلتْ أطرافه؛ كان متربصًا لا شاردًا لكن لمْ يتناهى لأيٍ من حواسه اقتراب أحد! متى أتى قائده؟ لا يعرف!

سُرعان ما امتثل للأوامر بلا كلمة ولحق قائده الذي ذهب عبْر منطقة تكاثف فيها الضباب، وكل ما كان يعلمه أن هذا الضباب ما هو إلا بوابة ستنقله لمكانٍ يجهله.

وجد نفسه في القصر يقف أمام الألفا فوضع يمناه على صدره وأحنى رأسه له سريعًا ليؤمي الآخر بلا تعبير، أما "أشهب" فنظر نحو الطاولة قائلًا ببروده المعتاد:
_هل نفدت الفاكهة؟

لمْ يجبه "مافروس" لكن تعابير محياه الساخطة كانت كافية لتخرسه، نهض عن كرسيه بشموخ واتجه حيث يقف المجهول قائلًا بصوتٍ أجش:
_أهلًا لوثر، ربما تتساءل لِمَ أتينا بك؛ دعني أخبرك..

بدأ يقص على مسامعه ما سيقوم به بالتفصيل، بدايةً من مغادرته العشيرة نهايةً بوصوله لبيتها ثم اختتم حديثه بتفاصيل البشرية والتي اتضح أنها الفتاة التي يحبها سيد الغابة! صرخ "لوثر" جزعًا:
_مَن! سيدي، أنتَ تطلب نهايتي لا أسر بشرية! أنا لن أستطيع فعلها؛ سيقضي الرعد عليّ لا محال!

اشتعل الغضب بعيني "مافروس" فغلّفتْه هالةٌ ذهبية وعلى حين غرة قبض على عنق "لوثر" بقوة خانقًا إياه قائلًا والغيظ يتآكله:
_عندما يأمر الألفا تنفذ دون نقاش! أوتخشى الرعد ولا تخشى ما ستلقاه جراء عصيانك أوامري!

صارع "لوثر" لالتقاط أنفاسه وحاول عبثًا التكلم لكن لمْ يخرج من بين شفتيه سوى:
_لن أفـ..

لمْ ينتظره "مافروس" ليكمل جملته بل غرس مخالبه السامة في عنقه بغيظٍ خلّفته الكراهية التي تتأجج بصدره كالنيران تجاه حفيده المزعوم والتي تتضاعف بقلبه يومًا بعد يوم.

ترك جثّته لتسقط أرضًا وظلّ ينظر أمامه للاشيء بيننا صدره يعلو ويهبط بعنف، طالع "أشهب" جثة "لوثر" ببرودٍ قائلًا:
_عجبًا! إنه تاسع شخصٍ تقتله لليوم.

كان يطالع تعابير محياه المرعبة وهو ينظر له بخوف والدماء مجمدة بعروقه بينما هربت الكلمات من بين شفتيه بإعجوبة لتفيق "مافروس" مِن شروده:
_سيدي، لمْ تخبرني لِمَ أتيتَ بي..

●●●●●●●●●●●●
|الرعد|

أوشك الفجر على البزوغ ولا شيء حدث، لمْ يحضر أحد من أتباع "مافروس" أو من الغابة عامةً لكنني ها هنا باقٍ ولن أرحل، ما تفتئ تخرج من مصيبة حتى تقع في أخرى! فؤادي ينفطر عليها حزنًا، ويكاد قلبي يقطر دمًا من فرط الأسى!

أوكيجاهاراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن