جيميني، أفكر في زراعة حقلٍ جديد من الزهو-.
أخبرته أعيد شعري الى الخلف، لينسدل، ومعه تلّك الأحلام والأمنيات والأغاني اللتي أعددتها يوميًا، الى ذلك الغريب.هل تعلم بأنّ المملكة بأكملها أصبحت بساتين؟ يمينًا بساتين العمة جولي، يسارًا بساتين الفلّاح جوي. شمالًا بساتين أورزدي، ومن الجنوب بساتين الزيتون الكبيرة. هل ستحاربُ بالزهور لو أقيّمت حربٌ هنا؟ اصنع معسكرًا للجيش بدلا من هذهِ الحدائق!
أشحت بوجهي الى الشمال، لا أعلم لمَ لا يحبون زهوري هنا ): الجميع يرفضُ أن أصنع بساتينًا ثانية، لكنني أُحبها. أنا أحبُ عطرها، ورائحتها، وغرابتها اللتي لم أعشْ بها قط. لو كنت أملك الخيار، لما صنعت حربًا في هذه البلدة. لما وضعت في دستورنا معنى الحرب، لكنت أستبدلت كل شيءٍ بجانبي، وحولي، وخارج بلدتي، الى سلام. الى الحنان اللذي يحتاجه الإنسان، الى طعم الدفئ، والى الأمل.السبب سببي أنا، لأنني أخبرتك بما أريد، سأذهب للوزير مارلي ليخبرني "ملكنا الجميل، أصنع ما تساء."
سأقتلُ الوزير مارلي لأنه يدللك. يصنع لنا ملكًا لا يعرف كيفَ يحمل قوسًا، وهذا لن يرحمنا أمام العالم.
كنت أقف في بقعةٍ شفافة، أرى ما حولي ولكن لا أحد يراني من الزجاج. أقابل أجساد الناس، أرى الجميع هنا بصورةٍ واضحةٍ وجميلة. أخذت آخر نفسٍ من سجارتي ثم أطحتُ بها في المنفضة.أتعلم لما لا أملكُ عداءً مع أيْ دولةٍ ثانية؟
سألته، أريد جوابًا ينفث من جانبيه الي. الى روحي، يخترقني ويمحيني، ويعيدني الى سراطي وجنوني. أريد جوابًا حيث لا أجد فيه عداي أنا، ومن أحب.لا أعلم، أخبرني؟
طمح الى معرفة الإجابة، ونغمة صوته تغيرت. غرق في حيرته، ثم نظر إليّ. الى بساطتي، الى حياتي اللتي عشتها بشكلٍ لا يتصوره أحد.هذه هي الإجابة.
لأنك لا تعلم،
مثلك الكثير لا يعلمون لما قد يهجمون على مملكةٍ مثل مملكتي؟خطيت الى الخارج، أزيّن مسرح وجهي بإبتسامةٍ من الشمال الى الجنوب.
التقيت بعمتي ميشيل، وأخبرتها فورًا أنا سأذهب الى الريف، ربما ليومان أو ثلاثة ثم سأعود. احتضنتني هالة عمتي ومعرفتها بكوني أبحث عن شخصٍ ما هناك.