4:Blue

151 28 53
                                    

هل يمكنُ أن أعرف كيف عرفتهُ أنت جلالتك؟
سألني ما إن غادر الرجلُ اللذي أحبه برفقة من معه وأغلقنا الستائر.

وضع لي بعضَ البُنْ والكعك وجلسنا، نشعلُ المدفأة، نتلحفُ من البرد ونتحدث.

من خسبة .. أنا لا أمزح مارلي ): قام الرجلُ اللطيف بحمل الحطب حينَ كنّا أنا وجلالتها هُنا، قبل ثلاثة سنين. لذا فقد ساعدتهُ في تقطيعها وحملها من أقصى البئر والى البُستان الخلفي.
أخبرته أعض شفتاي بقوّة، شعورٌ يتناولني بين يديه ويرميني حتى أعيش في لذّةٍ أجهلُها، وأجهلُ معانيها، ومشاعرها، ومحبّتها وقربها الى قلبي. نظرتُ الى مارلي أراهُ ينظرُ الى الفنجان بإبتسامة ويقول

خدمتُ في القصر لعشرون سنة جلالتك، والدُك، ووالدُ والدك، والكثيرُ من الأُمرء، وحتى ملوكٌ من بلداتٍ ثانية .. والى الآن لم أرى أحدهم يقع في الحب. تعلّمت منهم- إنَّ من يتربى في بيئةٍ ملكية فلابُدَ أن يتزوجَ من أمرأة لا يعرفها، وبالأصح، من "أختيارُ والدتهم" ينجُبونَ منها طفلان أو ثلاثة وأنتهى. يبدوا غريباً أن أرى ملكاً يحبُ شخصاً آخر، ويقع في الحُب، ويجربُ هذا النوع من المشاعر.
رفعتُ سيمائي الى عينيه، وعرفتُ ما تعنيهِ أُمي حين قالت بأن إمتلاكَ العرش ليس بالشيء السهل. لم أُتوَّج سِوى من سنة، وأقل من سنةٍ حتى، والى الآن لم أواجه تِلك الصعوبة سوى مع القوانين العامة لاغير.

لايُهم عندي ما فعلهُ والدي، او جدّي، أو أيُ أحد. أنا أحبُ هذا الرجُل دون أن أعرف أسمهُ حتى، مثل ماهوَ، ومثل ما يكون. وأريدهُ أن يُحبَني مثلما أنا، لذلك؛ فأنا هُنا أحاول، رغماً عن مكانتي ومكانته.
توضّحت لمارلي الصورة أفضلَ من السابق، هزّ كتفه بإستغرابٍ وقال

إذنْ.. لمَ لم تأمُر بجلبه الى القصر ج-

أجلبهُ الى القصر؟ بأيّ حق؟
ومالذي سأستطيع قولهُ حتى ): ؟ ستأتي الى القصر وستعيس هنا وستحبني لأنّي الملك بلابلابلا؟ مارلي، لا يصح. أنا أريدهُ أن يُحبني وبعدها سنفكّر بأمر العرس.
رشفتُ للمرّة الأخيرة ثم إستقمت الى حجرتي، أفكرُ بالبساتين اللتي سندورها ونحنُ نمسكُ أيادي بعضنا البعض، وبالزهورِ اللتي سيقدمها إليْ، واللتي سألفّها حول شعره. وبالرسائل اللتي سنتبادلها بين ليلةٍ وشروقها.

صحوت صباحاً على رائحةٍ لذيذة، كان شيءً يعدّه مارلي للفطور. إنها السابعة، نقبّت بعيناي على المكان ثم إستقمت من سريري مباشرةً لأفتح الستائر، منزلُنا جميل.

يطلُّ على منزله، حتى منزلي يحبُه.

لم أراه في الأرجاء، ولا حتى ظلَّه. لذا يأستُ للحظة وتوجهت الى المطبخ.

صباحُ الخير، لم أنتَ مستيق-

رأيتُ حبيبكَ منذ ساعةٍ ونصف، كان يحمل الحطب من الغابة الى المنزل. هل يقطّع الحطب كل يوم؟
أرتججت أنا، وأرتجّت مشاعري، وأرتجف جسدي وقلبي وإبتسامتي نمت كنمو الزهور حين سمعت ماقال. تراجعت خطوةً الى الوراء ثم قُلت،

لأنه رجلٌ لطيفٌ ومثابر، يجلسُ منذُ الصباح ويحتسي الساي ويقطّع الحطب ويأخذ الماء من البئر ثم يعود.
عضضّت شفتاي، ونظرتُ الى مارلي وقُلتُ مجدداً

هل تعلمُ ماذا فعلتُ في الأمس؟
سألته، ليومئ بالرفض

كتبتُ رسالةً اليه، ألم ترهُ يقرأ ورقةً من على عتبة الباب؟
تعجّب مارلي، لا أدري ما معنى ملامحه لكنّه كان يوحى لي بأنه غاضب

لم أرهُ يقرأها،
رأيتهُ يرميها ☠️.

Rainbow Where stories live. Discover now