بارت ٦

764 13 26
                                    

بقلم خلود وائل 🌻
في المساء عادت سندس وابنتها لمنزلهم وبمجرد ان جلسو حتي ارتفع صدي رنين الهاتف
سندس : دة خالد.... الو السلام عليكم.. ايوة ياخالد
خالد : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته... طمنيني عليكو يا ماما وصلتو البيت ؟
سندس : لسه واصلين اهوة ياحبيبي انت هتتأخر عندك
خالد : ايوة انا هبات مع عمر حالته صعبه ومينفعش اسيبه
سندس : ومالو يابني ربنا يصبرة يارب الا صحيح ياخالد هي حبيبه فين يابني دة انا مبقتش لاقيه كلام ارد بيه علي الناس طول العزا وسمعت كلام عنها يحرق الدم من ال يسوا وال ميسواش
خالد بأسي : مش وقته الكلام دة الوقتي ياماما بعدين
سندس : ماشي ياحبيبي المهم خلي بالك من نفسك ومن عمر متسبهوش لحظه كتر خيره ياحبه عيني
خالد : حاضر بس اققفلي البوابه كويس عليكم ومتفتحيش لأي حد ياماما ولو حصل حاجه كلميني ونامي مع حور في اوضتها
سندس : يا حبيبي متخافش كدة ربنا يسترها دة مسافه سواد الليل وهاجي علشان العزا واققابل الناس
خالد : الله كريم .. تصبحي علي خير
سندس : وانت من اهل الخير ياضنايا .. في امان وحفظ الله
اغلق خالد الخط ثم دلف للداخل يبحث عن عمر فوجدة بغرفه والدته يحتضن عبائتها ويبكي بحرقه فأدمعت عيناه مما يراه ثم اتجه نحو عمر وجلس بجوارة وهو يربت علي كتفه بهدوء
عمر بحرقه: راحو ال كانو ليا ياخالد وسابوني الأتنين مشيو سوا
خالد : وحد الله ياعمر دة قدر ربنا وبأذن الله حبيبه هترجع انا متأكد
عمر وهو يرتمي بأحضان خالد : حبيبه راحت وأمي كمان راحت وانا بقيت لوحدي طب انا لسه هنا ليه. ! ليه ممتش انا كمان ربنا سايبني اتوجع بنارهم ليه
خالد : استغفر ربنا ياحبيبي ال بتقوله دة من الشيطان ربنا اكيد له حكمه في كدة وانت مؤمن وراضي بقضاء ربنا وخليك صابر ومحتسب علشان تؤجر في الأخر
عمر بدموع وشهقات : موجوع اوي ياخالد انا مدبوح من جوايا أمي ماتت بسببي انا ال رجعت من غير اختي كان لازم الاقيها
خالد بمحاوله تهدئته : دة قدرها ياعمر بيك او من غيرك دة مكتوب ليها وحبيبه بخير وفي رعايه ربنا واكيد هترجع خلي عندك يقين بالله
عمر وهو يحاول جمع شتاته : ونعم بالله
_______________________
حور : هو الكلام ال سمعته عن حبيبه دة صح ياماما
سندس بحزن : والله منا عارفه يابنتي بس أنهي كلام دة انا سمعت كتير اوي لما بقي هاين عليا اصرخ في الناس واققولهم اتعظو من الموقف ال احنا فيه بدل ماترمو بنات الناس بالباطل
حور : اه والله انا مش عارفه اذاي جيرانهم وعشره سنين بينهم يقولو ان حبيبه كانت بتحب واحد وطفشت معاه
سندس : واحدة تانيه سمعتها بتقول انها متخانقه مع عمر وطردها برة البيت وكلام كتير يابنتي ملهوش اول من اخر ربنا يعافينا
حور : بس الكلام دة لايمكن يكون حقيقي احنا عارفين حبيبه وعارفين اخلاقها كويس وبردو عمر دة متربي في بيتنا هنا ولا ايه ياماما
سندس : انا احترت يابنتي بس ايه ال ممكن يكون حصل وخلي حبيبه متحضرش عزا مامتها وكمان امها تموت فجأه كدة
حور : الموضوع يحير بس اكيد خالد عندة علم ولما يجي هنتطمن علي حبيبه منه
سندس : بأذن الله ربنا يسلم من عندة ويسترها علينا
___________________________
كانت نائمه بوهن شديد علي السرير وخيوط الدموع الناعمه تنسدل من مقلتيها لتبلل الوسادة وهي تشعر بالضياع لاتدري لم تبكي ولا تعلم ما يحدث لها ولكن بداخلها صوت مايهتف لها بأن تهداء فالخير قادم وبعد لحظات انتبهت لصوت طرقات متتاليه علي الباب
حبيبه بصوت مبحوح : ادخل
دلف ضياء للداخل وملامحه جامدة وبين يديه باقه من الزهور وضعها ببرود امامها ثم سحب كرسيا وجلس هاتفا : مش يلا نروح ولا ايه
حبيبه وهي تمحو دموعها : نروح فين
ضياء بمحاوله فاشله للتحدث بهدوء : هنروح بيتنا هيكون فين يعني
شعرت بالتردد والخوف قليلا فأردفت : انا مرتاحه هنا
ضياء : الله ولي الصابرين.. صك أسنانه ثم هتف بهدوء : يلا ياحبيتي نروح بيتنا انتي بقيتي كويسه خالص والدكتور كتبلك علي خروج
حبيبه : انا.. انا..انا مش فاكرة اي حاجه ولا فاكرة أني عندي بيت
ضياء بغيظ : اشمعنا افتكرتي اني جوزك
حبيبه بأنكسار ومشاعر صادقه : معرفش بس انت ال فتحت عيني ولقيتك قدامي ومهتم بيا مش ذي اي حد تاني وكمان لابس دبله يبقي هتكون مين !
ضياء : تمام وطالما انتي مراتي يبقي تسمعي الكلام ولا ايه
حبيبه بتوتر : ممكن تكلمني براحه بعد اذنك
ضياء : براحه اذاي يعني
حبيبه بحزن : يعني وطي صوتك شويه وابتسم ليا علي الأققل حسسني انك زعلان علشاني ولا انت مكنتش بتحبني
ضياء لنفسه : " هو انا عمري شفتك اصلا "
تمام .. هكلمك براحه ....يلا نروح ؟
بعد دقائق كانت تجلس علي كرسي متحرك بمعاونه احدي الممرضات وحينما همت بالمغادرة خلف ضياء هتفت : استني لوسمحتي .. ممكن تناوليني بوكيه الورد دة
قامت الممرضه بأحضارة بينما يرمقها ضياء بفتور ثم غادرو المستشفي متجهين نحو شقته القديمه وهي مكان اقامته الدائم حينما يشعر بالأختناق والرغبه بالأنعزال عن العالم ...
حبيبه وهي ترمق المكان بضياع : دة بيتنا
ضياء وهو يدفعها للأمام بكرسيها :  بيقولو
حبيبه : هما مين ؟
توقف بها بالقرب من الصالون ثم اتجه نحو الأريكه وجلس بهدوء هاتفا : اماني .... اماني
هرولت الخادمه من الداخل متجهه نحوة : اهلا يابيه معلش انا اصلي كنت جوة ومسمعتش الباب
ضياء : خدى الهانم ودخليها اوضتها وخليكي معاها لو احتاجت اي حاجه بلغيني علي طول ومش هنبه عليكي ان لازم تاخد الدوا في مواعيدة
اماني بتفهم ما قد اخبرها به سابقا : حاضر يابيه دى الهانم جوة عنيا
ضياء وهو يشير بأنامله لتغادر برفقتها : يلا اتفضلي
حبيبه : لحظه لو سمحتي
اماني : عاوزة حاجه ياهانم
حبيبه : ممكن تدخلي انتي وتسيبيني دقايق هنا مع الأستاذ
اماني : حاضر
غادرت الخادمه للداخل بينما دفعت حبيبه عجلات كرسيها المتحرك متقدمه نحو ضياء ثم توقفت علي مقربه منه
حبيبه : ممكن اتكلم معاك شويه
ضياء وهو يعبث بهاتفه : لا
حبيبه والدموع تتجمع بمقلتيها : طب اتكلم مع مين !
ضياء بتنهيدة : متتكلميش خالص اتفضلي خدي الدوا ونامي بس كدة سهله خالص
حبيبه : طب عرفني انا وضعي ايه انا كنت كدة قبل الحادثه ولا كانت حياتي عامله اذاي انا حتي مش عارفه اسمك
ضياء وهو يغلق الهاتف ويضعه بجوارة : كنتي كدة اذاي ؟
حبيبه و دموعها تتساقط : مشلوله
ضياء وقد تألم لأجلها : المفروض تستني لما ترتاحي وحالتك تتحسن وبعدين نتكلم
حبيبه : انا كويسه بس انت لازم تجاوب كل أسئلتي دة حقي عليك
ضياء وهو يحرر رابطه عنقه : اسئله ايه دى
حبيبه : ايه ال حصل معايا بالظبط وانا كنت طبيعيه ولا كنت كدة واتجوزنا من امتي وعندنا اطفال ولا لا والأهم من دة كله فين أهلي واهلك و ليه محدش سأل عليا لازم تحكيلي حياتنا كانت عامله اذاي و انا عندي كام سنه وبحب ايه وبكرة ايه وو___
ضياء مقاطعا : كفاايه هو تحقيق ولا ايه
حبيبه ببكاء وخوف من نبرته الحادة : انت بتزعق عليا كل شويه ليه حرام عليك انا عملت فيك ايه
ضياء : انا تعبان وزعلان علشان وانتي مش مقدرة ونازله اسئله وكأني متهم قدامك
حبيبه ببكاء : انا اسفه بس انا____
ضياء وهو يحاول التملص من هذا الحوار : خلاص انتهي الكلام اتفضلي انتي ارتاحي وبعدين نتكلم
نهض من مقعدة ثم امسك بكرسيها واتجه نحو غرفه النوم الرئيسيه واستقر بجوار السرير ثم حملها من مقعدها و قام بوضعها علي السرير وأسرع بطلب الخادمه ثم اخبرها بأحضار كأس من الماء وبعض من ادويتها ثم ناولها احدي الأقراص المهدئه وعاونها في ارتشاف بضع قطرات من الماء
ضياء بهدوء : الدوا دة علشان تتقوي وترجعي احسن من الأول وكل يوم هعطيهولك بنفسي
حبيبه وقد بدأت بالشعور ببعض الخدر : حاضر
ضياء بأبتسامه بسيطه : انا ياستي اسمي ضياء واحنا متجوزين بقالنا سنتين وانتي ___
صمت لثواني وهو يبحث عن كلمات كاذبه ليكمل حديثه ولكن لم ينقذة سوي انها قد غفت في ثبات عميق فمددها علي الفراش بهدوء ثم دثرها جيدا وغادر الغرفه ثم قام بالتوجه نحو المطبخ
ضياء: اماني
اماني وهي تتجه نحوة : ايوة ياسعادة البيه
ضياء : هي خدت حبوب منومه ومش هتفوق غير بكرة الضهر اوعي تتكلمي معاها عن اي حاجه وفهميها اننا متجوزين من سنتين وان انا نزلت للشغل من الصبح بدري ولو حصل اي حاجه كلميني تمام
اماني : حاضر
ضياء : متتكلميش كتير يااماني انا عارفك لكاكه
اماني بضحكه هادئه : ربنا يعز مقدارك يابيه
غادر ضياء الشقه وهبط للأسفل ثم استقر بسيارته وقبل ان يغادر امسك بهاتفه وضغط بغض الأزرار ليجيبه المتصل بعد لحظات
رامي بمزاح : ايه ياعريس بترن عليا في ليلتك ليه ؟
ضياء بغيظ : مش عارف كان عقلي فين لما سمعت كلامك
رامي وهو يعتدل في جلسته علي السرير : ايه ياعم مالك  عقلك كان في مكانه هي مطلعتش حلوة ولا ايه
ضياء بحدة : رامي
رامي : ياضياء اهدي وفهمني ايه الحوار
ضياء وهو يزفر بضيق : الحوار انك لبستني في حيطه وكمان بتهزر
رامي : الحقيقه انا مش فاهم اي حاجه وياريت تنجز علشان ناديه برة وشكلنا هنمسك في خناق بعض الوقتي
ضياء : رامي انت واخد الموضوع بهزار البنت ابتدت تسالني ولولا المنوم مكنتش هعرف اخلص منها انت ورطتني وكمان بجاحتك صورتلك اني ممكن ألمسها !
رامي : وايه المانع البت حلوة و___
ضياء مقاطعا : اخرس يارامي ولا كلمه زيادة
رامي : وقعت ولا حد سمي عليك ياابن العمدة ولا ايه
ضياء وهو يشدد قبضته علي خصلات شعرة : انت رايق وانا غلطان اصلا اني كلمتك
اغلق ضياء الخط وأدار محرك سيارته وانطلق عائدا لمنزله بينما دلفت ناديه لغرفه نومها وهي مرتديه منامه واسعه من الستان الرمادي واتجهت نحو مرآتها وامسكت بزجاجه من البرفيوم تنثر منها القليل بينما يتابعها رامي حتي استقرت بجوارة علي السرير
رامي بفتور : ايوة مش فاهم الأغراء في في العطر بتاعك ولا ايه مش فاهم
ناديه بملل : في ايه يارامي
رامي : انتي ال إيه ! ايه ال لبساه دة فين الحجات والمحتجات علشان نجيب الصبيان والبنات
ناديه : اوووف انت كتله نكد متنام وانت ساكت انا مرتاحه كدة لو مش عاجبك روح اتجوز
رامي : وانا بعمل معاكي ايه منا متنيل متجوزك بس مع ايقاف التنفيذ
ناديه وهي تتمدد بالفراش : دة ال عندي يارامي وقلتلك مش عاجبك روح اتجوز
رامي بهدوء وهو يقترب منها وعلي وجهه ابتسامه باهته : وهو انا اققدر ياندوشه دة انتي قلبي وبعدين انتي متعرفيش ان ال بتقول لجوزها لا الملايكه بتفضل تلعنها طول الليل
ناديه وهي ترفع عنقها قليلا نحوة لتجيبه بفتور : لا معرفش
عادت بعنقها للوسادة ثم انزلت منامتها ( النضارات القطن ال بتتلبس وقت النوم ) علي عيناها بينما صك اسنانه واردف بغيظ : ماشي ياناديه اعملي مابدالك بردو مش هعملك ال في دماغك وهتجوز
ناديه ببرود : اتجوز هو انا منعتك
استشاط منها غضبا ثم تمدد بمكانه وهو يتوعد لها ثم تمتم بغيظ : تروق روقتي ياضياء ياابن إعتماد
_________________________
كانت تجلس ندي بأحدي اركان الصاله وهي ممسكه بأحدي الروايات وتطالعها بأهتمام حتي انضم لها عبد الرحمن وجلس علي مقربه منها مردفا
عبد الرحمن ببشاشه : الناس ال قاعدة مندمجه
ابتسمت ندي وهتفت : روايه حلوة اوي وخطفاني بشكل مش طبيعي ياعبدو
عبد الرحمن: روايه ايه دى ؟
ندي: اماريتا ودى الجزء التاني من ارض زيكولا
عبد الرحمن: اااه سمعت عنها الروايه دى بس قديمه قوي
ندي: هي اه قديمه يمكن بقالها اكتر من ١٠ سنين بس جيلنا احنا الأيام دى ال خلاها تتشهر وبصراحه هي تستحق ...ابداع بكل المقاييس
عبد الرحمن: وأيه بقي ال عاجبك فيها كدة
ندي : البطل هنا ملك وعلشان ينقذ حبيبته هيحتل مملكه بحالها انت متخيل  " سأحتل زيكولا من اجل أسيل "
عبد الرحمن: ياواد يا هايم انت
ندي بضحكه ناعمه : الحب دة طلع حلو اوي ياعبدو تخيل
منه من بعيد وهي تعبث بهاتفها : وانتي كنتي جربتيه علشان تعرفي حلو ولا وحش
ندي: لا مجربتوش بس من إحساس التعايش مع الروايه
منه : ولا عمرك هتجربيه ياحبيبتي طول منتي عامله ذي شوال الفحم كدة بلبسك والبتاع ال مستخبيه تحته دة اخرك تسمعي عنه واو تقرائيه في رواياتك الهابطه دى
عبد الرحمن بحزن من عنجهيه شقيقته : منه متتكلمي بأدب وبطلي قله ذوق
ندي بهدوء: استني ياعبدو.. ثم نظرت نحو منه واردفت بنبرة يشوبها الحزن : بصي يامنه انا طول عمري بقبل منك انتقادك وتريقتك بصدر رحب وبلتمسلك كل الأعذار وولا مرة رضيت ازعلك ولكن ياحبيبتي واجب عليا النصيحه علشان خلاص مبقيتيش صغيرة والساكت عن الحق شيطان أخرس
منه : ااااه مش هنخلص من محاضرة جديدة
ندي : المرة دى هتسمعيني غصب عنك علشان اكون خلصت ضميري قدام ربنا علشان حقه عليا سبحانه وتعالي اني لما اشوف غلط مسكتش
منه وهي تنظر حولها بسخريه : فين الغلط دة ياندى مش شيفاه انت شايفه ياعبد الرحمن ؟
ندي بأدب : انتي الغلط نفسه يامنه انتي شيطانك مسيطر عليكي ومخليكي مغمضه عينك عن ربنا وطاعته انتي شايفه ان لبسي الواسع ونقابي شوال فحم بس لا دة جهاد في سبيل الله وعصمه ليا من الفتن وتشبه بأمهات المؤمنين عكس ال انتي بتعمليه بتطلعي نص شعرك من حته القماشه ال متقربش للحجاب بأي صله وهتتحاسبي علي الخصل دى شعرايه شعرايه و الميكب ال بيخليكي مزة جامدة طحن وكل العيون عليكي هتتحاسبي بردو عليه وعلي كل بنت شافتك وعملت ذيك انتي متخيله انك هتشيلي وزرك ووزر غيرك علشان حجات تافه وفانيه ولا انتي فاكرة ان ربنا غافل عن لبسك الضيق والمجسم انتي بتتريقي علي لبسي الواسع ال محدش بيبصلي وانا لبساه ومش واخدة بالك من لبسك ال كل الناس بياكلوكي بعنيهم وانت ماشيه في الشارع دة متخيلك في حضنه والتاني متخيلك معاه والتالت بيحلم بيكي وكلهم في الأخر شايفينك رخيصه وتسليه ويوم مايفكرو في الجواز هيدورو علي ال محافظه علي نفسها
منه بصياح : ال هي تبقي انتي صح مهو انتي العفيفه الطاهرة ستنا الشيخه
ندي : انتي بأيديكي تكوني احسن مني بأيديك تصوني نفسك وتغليها كل بنات المسلمين ملكات وجمالهم المفروض يتصان بالحجاب الشرعي واللبس الواسع لل يستاهل يكون ليه وبس يامنه انا خايفه عليكي انتي مبتتوضيش ولا بتصلي علشان خايفه التنت والماسكرا يتمسحوا !
انسدلت دمعه متمردة من مقلتي منه ثم هتفت بعناد : بردو مش هتغير انا عجباني نفسي كدة انتي غيرانه مني هتموتي وتبقي ذيي نفسك الكل يبصلك في الشارع ذيي والشباب يتخانقو علشان بس ترميلهم كلمه انتي عندك نقص ياندي روحي اتعالجي ومتسيبيش نفسك كدة
ابتسمت ندي بهدوء ثم اردفت بصوت عذب :  دة أمر ربنا لينا مش شطارة مني "وقل للمؤمنات يغضضن من ابصرهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن إلا ماظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن او ءابائهن او ءاباء بعولتهن او ابنائهن او أبناء بعولتهن او إخوانهن او بني إخوانهن او بني اخوتهن او نسائهناو ماملكت ايمنهن او التابعين غير أولي الإربه من الرجال او الطفل الذي يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم مايخفين من زينتهن وتوبوا الي الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون
منه : نصيحه لوجه الله ياندي ابعدي عني وبطلي مواعظ وكفايه عليكي الدار ال بتروحيها اعملي عليهم ست الشيخه هناك لكن هنا بيت ابويا انا وانتي مجرد ضيفه واكله شاربه نايمه ببلاش ___
عبد الرحمن مقاطعا بحدة : منااااه
منه بصياح : مش دى الحقيقه ولا انا بتكلم غلط
ندي والدموع تلمع بداخل عيناها : كلامك صح يا منه واوعدك في اققرب فرصه همشي واسيبك ترتاحي من كلامي
ياسر وهو يغلق باب الشقه خلفه : تمشي تروحي فين ياندي!
عبد الرحمن: تعالي يابابا كويس انك جيت تشوف منه وكلامها
ياسر : ايه ال حصل ياعبد الرحمن
عبد الرحمن: ندي بتنصح منه تلبس واسع وتبطل مكياج قامت المحترمه اختي تعايرها بقعدتها هنا
نظر ياسر بغضب نحو ابنته ثم اردف : الكلام ال بيقوله اخوكي دة صح يامنه
منه : عاوزني اعمل ايه يابابا انا زهقت هي فاكرة نفسها مين في الطالعه والداخله بتحاسبني هي مش ربنا علي فكرة ومش هي ال هتهدي البشريه وكل مافهمت دا كان احسن ليها ولينا كمان
انهت منه حديثها ثم دلفت لغرفتها واغلقت الباب خلفها بعنف بينما هتف ياسر : حقك عليا انا ياندي متزعليش منها انتي عارفه انها عبيطه وميتزعلش منها
ندي وهي تمحو دموعها: انا مش زعلانه منها يا عمي انا والله بحبها وخايفه عليها
ياسر : انا عارف يابنتي ربنا يهديكي ... مامتك فين ياعبد الرحمن
عبد الرحمن: جوة بتكلم صاحبتها ال اسمها ام خالد علي الأرضي من بدري
ياسر : اه من امك لما تفتح في الكلام
عبد الرحمن بمزاح : بتقولها كدة ومش خايف يايسورة
ياسر بمرح : وعلي ايه يخويا العمر مش بعزفه انا داخل انام تصبحو علي خير
كلاهما : تلاقي الخير
دلف ياسر لغرفته بينما هتف عبد الرحمن: انتي عارفه ان منه مخها صغير وانتي ست العاقلين متاخديش كلامها جد وتزعلي
ندي : منه عقلها مش صغير ولا حاجه ياعبد الرحمن منه عارفه الصح من الغلط والحلال من الحرام بس عندها شهوة العند
عبد الرحمن: شهوة العند !
ندي: ايوة في ناس كتير كدة عارفين ان دة ذنب وحرام ولكن بيعملوة من باب العند مع ربنا سبحانه وتعالى يعني مثلا ال راكب عربيته ومشغل أغاني وصوتها واصل أخر الشارع هو عارف انه حرام يسمع اغاني ولكن مكتفاش بكدة ورفع صوتها لكل الناس يسمعو غصب عنهم وبردو ال بتركب ضوافر اكليرك وعارفه ومتأكدة انها حرام وهتمنع الوضوء بس بتعاند وتقول عادي و هكذا كتير والعند دة من ضعف الإيمان واستسلام الإنسان لشيطانه
عبد الرحمن بحزن : طب والعمل ايه احنا كلمناها كتير ومبتسمعش لحد
ندي : ندعيلها ان ربنا يهديها ويردها لدينها ردا جميلا
عبد الرحمن: امين ... نسيتوني انا كنت جايلك ليه اصلا
ندي: خير
عبد الرحمن : امبارح بليل وانا بذاكر سمعت شيخ في الراديو بيقول قصه كدة عن واحد من الصحابه قتلو زميله ورموه في زيت مغلي وهو زعل انه مترماش هو الأول تقريبا فأنا مش فاهم هو زعلان انه متعملش فيه كدة ليه ولا تفكيرة انتحاري ليه كدة فقلت اسألك جايز تفهميني
ابتسمت ندي ثم اردفت : انت اكيد تقصد الصحابي الجليل عبد الله بن حذافه السهمي
عبد الرحمن: تقريبا هو
ندي وهي تشير لعبد الرحمن بالجلوس: بص يا سيدي عبد الله بن حذافه السهمي دة كان صحابي أسرته الروم في احدي المعارك لنصرة دين الاسلام وملك الروم وقتها حب يشوف مبادئ والتزام وتمسك المسلمين بدينهم عامله اذاي من كتر ماسمع عنهم فجاب سيدنا عبدالله بن حذافه السهمي وعرض عليه انه يعطيه نصف ماله ويشرك بربنا ولكنه رفض فحاول يغريه اكتر وعرض عليه ماله كله فرفض بردو بكل اصرار فالملك غضب  وعرض عليه ملكه فوق كل مايملك وبردو رفض فأمر جنودة انهم يربطوة علي جذع نخلة ويرمو السهام عليه ولكن من غير مايصيبوة في مقتل يعني من باب التهويش وبالفعل عملو كدة و لكنه متهزش وكان منتظر الموت بكل شجاعه ولما لقوة مصمم علي موقفه حبسوة ٣ ايام في زنزانة لوحدة بدون اكل او شرب وفي اليوم التالت دخلو ليه خمرة ولحم خنزير وفضلو مترقبين هو هيعمل ايه ياتري هياكله ولا لا فهو بص للأكل وقال : "والله إني اعلم ان لي رخصه بهذا ولكني لا اشمت فينا اعداء الدين " ورفض انه ياكل الحرام برغم ان ربنا عطاه رخصه وفضل مصمم علي مبدائه وهو رضا ربنا برغم كل الفتن والتوقيت العصيب ال هو فيه
عبد الرحمن بتشوق : وبعدين
ندي : بعدين الملك استغرب جدا الثبات بتاعه فأمرهم يجيبو واحدة من أشد نساء الروم جمالا وجاذبية ويدخلوها ليه وبالفعل عملو كدة ومفيش لحظات وطلعت بتصرخ وهي متعجبه وبتقولهم ان عمرها مشافت راجل صخرة ذي دة وان كل راجل شافها اتفتن بيها الا دة معرفتش تغريه نهائي ولا تحركه من مكانه وساعتها ملك الروم وصل لقمه غضبه وأمر أنهم يجيبو عبد الله بن حذافه السهمي وواحد تاني من زملائه ال كانو معاه في الغزوة ويملو وعاء ضخم من الزيت المغلي ويرمو صاحبه قدامه ويشوفو رد فعله هيكون ايه وبالفعل عملو كدة لحد ماصاحبه جسمه ذاب في الزيت وعضمه طفا علي السطح فبداء سيدنا عبدالله يبكي وهما فرحو وسألوة : لم تبكي .. "خلاص استسلمت وجبت اخرك"
قالهم : كنت اتسابق انا وهذا الرجل في طاعه الله ولكنه سبقني بموته لا ألحقه بها ابدا
وفضل يبكي جامد وهما بيقربو بيه علشان يرموة فلما سألوة بتعيط تاني ليه وهما ظنو انه اخيرا خلاص هيتراجع عن تمسكه بدينه قالهم : ابكي لأن لي نفس واحدة وياليت لي مئه نفس فأموت مئه مرة جهادا في سبيل الله
اول ما ملك الروم سمع كدة كان هيتجنن وخلاص انتهت حيله مع الراجل دة فجابه قدامه وقاله بقله حيله : قبل رأسي وأطلق سراحك
رد عليه سيدنا عبدالله: لا والله لا اقبل رأسك حتي تطلق صراح كل من أسرته معي
وبالفعل الملك اطلق سراح كل الصحابه ال كانو مع سيدنا عبد الله في الأسر مقابل انه يقبل راس ملك الروم ولما رجعو للمدينه سيدنا عمربن الخطاب قال ان كل واحد اتفك أسرة واجب عليه يقبل رأس عبد الله بن حذافه السهمي
عبدالرحمن: ياخبر ابيض ايه العزيمه دى
ندي : العزيمه والتمسك بالدين دى حاجه طبيعيه المفروض تكون عند كل مسلم ياعبدو
عبدالرحمن: فين الكلام دة يابنتي الوقتي انتي مبتشوفيش البنات والشباب في الشارع عاملين اذاي طب انزلي كدة للقهوة ال في اول الشارع ولا بلاش افتحي كدة التيكتوك وشوفي البلاوى .. صدقيني ياندي انا لما بسمع منك قصص الصحابه والرسول سعات بحسها مبالغه وحجات مستحيله بسبب الواقع ال عايشينه الوقتي
ندي بحزن لحال المسلمين : دة كله بسبب البعد عن الدين وبدل مانمشي ورا المشايخ والعلماء في الدين بقيتا نمشي ورا الغرب واسلوب حياتهم بنقلد وبس وبنربي اولادنا علي صح وغلط مش حلال ولا حرام صلاه الفجر بقت صعبه لكن حفله لعمرو دياب لوش الصبح سهله وبسيطه السلسله والشعر ال مليان چل والبنطلون المقطع بقي كأنه الزي الموحد لشببابنا والأغاني الهابطه بقت الدستور ليهم بدل كلام ربنا
عبد الرحمن: مش كل الاغاني وحشه ياندي انتي بس علشان مبتسمعيش
ندي : والله ! اي نوع فيهم كويس النوع ال هو بتاع واحد بيغني لصاحبه ان اخته مزة وفخادها حلوة وهو السيجارة كارفاه ال بيعلم الشاب يبقي ديوث وسايب اصحابه يبصو لأخته واهل بيته عادي تحت مسمي اوبن مايند ولا النوع التاني بتاع تحت العبايه حكايه  ال يخلي الشاب من دول يتجراء ويبص للبنات والستات المحترمين ال لابسين عبيان وماشيين في حالهم ولا النوع التالت بتاع امك صاحبتي وبنت خالتك حتتي ودة بقي والعياذ بالله ماشي يروج للزنا وعادي خالص نو بروبلم ولا يكون النوع الرابع بتاع خدود كريز ومش عارف ايه عود البطل ... بطل مين ياعم انت وهو متفوق يبني دى غيبوبه ودوامه بتسحبنا واحد ورا التاني انت متخيل انك بتسمع كلام هابط بكل هدوء اعصاب من غير ماتفكر مع نفسك ثانيه في معناه وبكل تلقائيه بتشوف ان دة عادي وبيبقي اسلوب حياه
عبد الرحمن: اذاي يعني اسلوب حياه
ندي : يعني مثلا الوقتي لما تسمع اغنيه بتوصف في واحدة شفايفها وردي وبينك وجسمها مش عارف ايه هتمشي في الشارع ساكت ولا هتفضل تبص علي البنات غصب عنك علشان تشوف المواصفات ال سمعتها دى
حك عبدالرحمن مقدمه رأسه بخجل بينما اكملت ندي : ولما تسمع ال بيقول فرسه ونفسي ادي شفايفك قرصه ! هتتخيل ايه بذمتك
عبد الرحمن:_____
ندي: دة غير ال بيتكلم عن المخدرات انها علاج اكتئابه لم حبيبته تسيبه وكلام ملهوش اي معني طب انت مش واخد بالك من كم حوارات الأرتباط ال منتشرة اليومين دول
عبدالرحمن : دى بقت حاجه طبيعيه
ندي : مهي دى الكارثه اننا بقينا شايفين الحرام عادي مش قلتلك كلام الأغاني والمهرجنات بيدخل ذي السم في العسل ويبقي اسلوب حياه من غير مانحس وانت مستغرب سيدنا عبدالله بن حذافه السهمي كان متمسك بدينه ليه ..عارف ليه ؟
عبد الرحمن: ليه ؟
ندي : علشان ال بفتح قلبه للفتن بيتشربها وبتتمكن منه ولو حتي من اصغر فرصه " القابض علي دينه كالقابض علي جمر " يعني لو قلت دى اغنيه واحدة ممكن تعمل ايه تبقي بترمي نفسك في تهلكه صدقني الشيطان عمرة مهيجي يقولك وانت بتقراء قران كفايه كدة وقوم العب دور بلايستيشن او قوم اسمع اغنيه.. لا ابدا دة هيقولك اققلب الصفحه كدة شوف لسه بدري في السورة دى وبعدها يقولك طب كفايه كدة ماانت قاعد تقراء بقاله نص ساعه طب قوم كدة اشرب كوبايه شاي وتعالي كمل وبعدين تمسك تلفونك وتقلب بقي هنا وهناك وتكلم دى وتعاكس دى وتشوف صورة دى وذنوب بالكوم وتسمعلك بتاع البوم اغاني وانت مش حاسس بالوقت ولو تمكن منك الشيطان مش هيسيبك غير وانت بتعمل معصيه من معاصي السر ربنا يعافينا ويعفو عنا
عبد الرحمن: كلامك صح ياندي ونفسي ربنا يفتح عليا ويهديني ذيك كدة بس الدروس والمذاكرة مش عطياني فرصه
ندي بأبتسامه : دول امرهم سهل وانا معاك وهتابعك الاهم حاليا طبعا انك تهتم بمذاكرتك علشان الامتحانات قربت بس الدين عمرة ميتعارض مع الامور الدنيويه بمعني صلي الفروض علي وقتها والحق تكبيرة الإحرام في المسجد لو امكن و اذكار الصباح والمساء واققل حاجه صفحه من المصحف تكون وردك ودول خطوط حمراء في يومك وتبقي في امان ومسكت العصايه من النص ذي مابيقولو ولما تفضي شويه لينا كلام تاني
عبد الرحمن: الا صحيح قوليلي انتي عرفتي منين الاغاني والمهرجنات دى ياست الشيخه
ابتسمت ندي مردفه : اعمل ايه يابني غصب عني والله ببقي ماشيه في الشارع والتكاتك فاتحه الكاسيت علي الأخر ولا محلات الأكل لما بروح اجيب ساندوتشين بطاطس او شاورما بتكون الاغنيه خرمت نفوخي وبفضل استغفر ربنا طول اليوم
عبد الرحمن: امممم انا قولت بردو معقول تطلع ندى شيخه ميد إن شاينا ( made in china)

عشق حد الانكسارWhere stories live. Discover now