PART 19

1.1K 75 43
                                    

- مذاق الحب -

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪


قهوة قاتمة تملئ كوبا ترابيا صغيرا يحتضن مقبضه الدائري أصابعه بينما يرتشف منها بنعم محدقا بشاشة حاسوبه المتموضع في حضنه فوق أفخاضه ... اليوم كان الأحد ما يفسر تواجده في المنزل جالسا براحة على أريكة صوفية أمام شرفة غرفته بملابس منزلية ضاعفت من راحته ..

الآن لم يكن يشاهد برامج طبخ و لم يكن يقرأ كتب الطبخ الالكترونية كما يفعل عادة .. ما كان يشاهده هو الأزياء ... لم يكن مهتما بالأزياء والتصاميم وغيرها من أمور تخص الموضة سابقا لكن كل هذا كان في الماضي .. الآن تغيرت اهتماماته .. لذلك عندما ابتسم بخفة يمسح على ذقنه ببطئ كان لأنه رأى عقدا رفيعا يلف عنق عارضة مثالية يحتضنها فستان لازال يتذكر ملمس توبه وسط كفه ... أغلق قبضته بهدوء مسترجعا ملمس أناملها الذي تَمَسَّك بهم سابقا بين ثغرات أصابعه يدفع ابتسامته في الاتساع كما دفع كأسه نحو ثغره يرتشف آخر ما تبقى من قهوته ليمنع بذلك اتساع ابتاسمته أكثر لأنه بدى كمختل مهوس بالعارضة المتواجدة خلف شاشة حاسوبه والتي كانت وسط ندوة صحفية ..

وضع كأسه فوق الطاولة الزجاجية قربه قبل أن يزيل حدقتيه عن وجهها في حاسوبه محدقا في السماء من شرفته المفتوحة يترك أشعة الشمس لتنعكس على غرفته كما انعكست على هيئته تجعل بذلك خصلاته الشقراء تلمع أكثر كما لمعت عسليتاه ..الجو كان يبدو هادئا دافئا جعله يهمل الحاسوب فوق الطاولة ينهض من مكانه متوجها لخارج الشرفة يدفع الهواء في مداعبته بشكل أفضل ... نيويورك كانت مدينة صاخبة وهو كان يشاهدها من بعيد حيث الهدوء يحيط بمنزله كما أحاط بهالته ..

تنهد بخفة مخللا أصابعه بين خصلاته الشقراء يبعثرها أكثر مما كانت عليه كما خلل يديه في جيب شورته الرصاصي العريض الذي يحد ركبتيه مخرجا هاتفه محدقا بشاشته بعدما كان يحدق بالمنازل القليلة المحيطة بمنزله والتي كانت فخمة تدل على غنى أصحابها كما كان الحال مع خاصته .. ابتسم بخفة مناظرا اسمها على شاشة هاتفه ودون تردد ضغط على زر الاتصال .. هو رغب في محادثتها وبشدة لذلك لاشيء سيمنعه من فعل ذلك ..

"من معي؟ "

قضب حاجبيه بخفة وابتسامة مستغربة علت محياه عندما سمع صوتها الناعس واضعا إحدى يديه في جيب شورته واليد الأخرى يمسك بها الهاتف محدقا في بوابة المنزل الحديدية من الأعلى و التي تطل عليها الشرفة حيث كان يقف هو هناك متمسكا بهاتفه كما تمسك بصدى صوتها الناعس الذي تكرر عدة مرات على مسامعه ..

" ألم تحفظي رقمي باسمي؟"

سألها بهدوء رافعا حاجبه باستغراب وكأنها أمامه دون أن يسقط ابتسامته عن ملامحه ... حدقتاه كانت تبدو فحمية عندما كان يكسوها ظلال الغرفة لكن عندما انعكست عليها خيوط الشمس أصبحت تبدو عسلية لامعة زادت من إشراق وجهه المتهجم لسماع صوتها مرة أخرى ..

مذاق الحب / The taste of love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن