مرض

496 28 13
                                    

يُخَبِئُ الْقَدَرُ الْكَثِيرَ بَيْنَ ثَيَانَاهِ
.    .    .

أجلس أمام الطبيب بتوتر ، أفرك يداي و أحرك قدمي اليمنى بتوتر منتظرة الطبيب أن يخبرني بنتائج فحوصاتي

رفع الطبيب رأسه و نظر لي
أرجعت خصلات شعري خلف أذني بينما قلبي يدق خوفًا من نتائج الفحوصات

"أنتِ مصابة بسرطان الدم و أمامكِ سبعة أشهر للعيش"

صدمة.......
استولت على عقلي

لحظات مرت و كأنها أدهر حتى استوعب ما قيل لي

نظرت للطبيب بأعين متسعة أثر صدمتي 
و حاولت التحدث لكن أبت الكلمات أن تغادر فمي

"أنتِ في مرحلة متوسطة من المرض، يوجد إحتمال لتعيشِ، لكن يجب عليكِ تلقي العلاج بسرعة حتى لا يتفاقم المرض"

"متى يمكنني تلقي العلاج"

تحدثت بينما أحاول عدم إظهار غصتي و البكاء أمام الطبيب

"يمكنكي بدء العلاج ابتداءً من هذا الإسبوع"
.
.
.
.
.

خرجت من عند الطبيب شاردة
الصدمة تجتاح عقلي
أسندت جسدي على الحائط و دموعي تملئ وجهي
أخذت أفكر، أنا في بداية عقدي الثاني من العمر و مصابة بالسرطان و أمامي سبعة أشهر للعيش
مازلت شابة يافعة
لم أعش حياتي و أفهم معنى الحياة أكثر
حتى أنني لم أتخرج من الجامعة
و كان لدي الكثير من الطموحات و الأحلام
لكنهم هُدموا في لحظات

جففت دموعي و سِرت مبتعدة عن المستشفى

جذب انتباه مسامعي صوت رنين هاتفي
و ظهرت شبه ابتسامه على محياي فور
رؤيتي لإسم المتصل

"مرحبًا ييجين"
"يون ما نتائج فحوصاتك طمئنيني"

ابتسمت أثر قلق ييجين و خوفها علي
تنهدت و أجبتها

"لا تقلقي أنا بخير
أنه مجرد إرهاق أثر قلة النوم و فرط التفكير هو ما يسبب لي الصداع الدائم"

"حمدًالله أنكِ بخير
لا ترهقي نفسكِ بكثرة التفكير يون
و لا تنسي تناول وجباتكِ بانتظام "

ضحكت بخفة على كلام ييجين قلقها ذكرني
بأمي و قلقها علي

" لا تقلقي أمي ييجين سأفعل ما أخبرتيني
به بانتظام "
"حسنًا أبنتي يون اهتمِ بنفسكِ وداعًا"
"وداعًا"

أنهيت مكالمتي مع ييجين و أنا أضحك
لقد أنستني أمر مرضي
ييجين أقرب أصدقائي و أحبهم لي رغم أن فارق العمر بيننا أربعة أشهر
إلا أنني أعتبرها أمًا لي
.     .    .

الموت المحتومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن