15/ أحمر شفاه

214 29 2
                                    


وقف الفتى بسرعة لشعوره بشيء قد مر خلفه كالبرق ،

مرر بصره في الأرجاء لكن لاشيء جذب إنتباهه
مما جعله يظن أنه توهم ذلك

لذا عاد ليقرفص أمام أثار أقدام أحد الحيوانات
يكمل دراسته لها .

بينما في بقعة بعيدة عنه حيث ضرب ظهر هوسوك بالشجرة للمرة الثانية لكن من شخص آخر ..

إشتدت قبضة أيلاندا حول رقبته لترفعه أكثر ،
بينما هو إكتفى برسم إبتسامة جانبية وعيناه لم تتزحزح من على وجهها

كأنه يستفزها
" لم أكن أعلم أن بجنسنا خارقة جمال مثلكِ "

أثنى عليها مبتسماً بعد أن وضع يداه بجيب معطفه تاركاً رقبته بين قبضتها وقدماه لا تلامس الأرض

كشرت ملامحها بإشمئزاز من إبتسامته المقرفة ،
ثم تجاهلت كلامه لتسأله بجمود

" مالذي كنت تود فعله همم؟ "

أدار عيناه يتصنع التفكير ثم ضحك مجيباً :
" أمم، كنت سأساعده بشأن مايدرسه ..
ربما لم نلتقي أنا وأنتِ من قبل لكني طيب
القلب وأحب مساعدة البشر "

رفعت حاجبها على كلامه الساخر لتحتد نبرتها
" لستُ غبية حتى لا أفهم مايدور بعقلكَ السافل
ألم تسمع بقانون عدم الأقتراب من البشر! "

عيناها توهجت بغضب
بينما عيناه هو قد إرتكزت على ثغرها ،

ودون سابق إنذار
صرح متجاهلاً كل مايحدث بينهما

" أحمر شفاهكِ مغري ، أنسخيه على شفتي "

هي تعلم جيداً أنه يستفزها

لذا وبكل هدوء أمالت رأسها للجانب قليلاً
مع إبتسامة جانبية نافست خاصته

" أحمر شفاهي لن يجعل الخنزير جميلاً "

أنهت كلامها تزامناً مع رميه بعيداً من يدها بعنف
حتى ضرب ظهره مرة أخرى بقوة بأحد الأشجار
وسقط أرضاً

تقدمت منه مرة أخرى لتمسك بشعره الأحمر
مستطردة من بين أسنانها

" لن أرى وجهكَ القذر هنا مرة أخرى
أو أراك تقترب من بشري "

دفع يدها بقوة لينهض وينفض معطفه من الثراب
ثم رفع رأسه إتجاهها مرة أخرى ليقول بنفس غضبها مبرزاً فكه

I.W.T.B.M.H حيث تعيش القصص. اكتشف الآن