الفصل 10: عواقب السرعة -الجزء الثاني-

740 88 16
                                    

"أنقذي ابنتي، أرجوك"

- ليامي (تفتح عينيها بفزع): إيري!!!!!
لم تلق ليامي بالا لكونها عادت للعالم الحقيقي مجددا جالسة على كرسي الحديقة وللأطفال وآبائهم السالمين والمستمتعين بجو الطبيعة الهادئ... كانت مستعدة لتصنف هذا القتال على أنه أغرب قتال خاضته وتخبر لشوتو أن هذا اليوم هو أغرب يوم في حياتها، لكن الوقت لم يكن قد حان بعد فالغرابة لم تنته، في الواقع لقد بدأت للتو...
- ليامي (بصراخ): إيري!!إيري أين أنت!!!
- الحرس: تودوروكي! ماذا جرى؟! أين الطفلة! لقد كانت معك للتو!
- ليامي (تلفت): ها؟! أتمزح معي؟ ألم تر القتال الذي...
شعرت وكأن لسانها قد شل، لم تستطع إخباره بالأمر، بل وأكثر من ذلك، سمعت همسا في أذنها يحثها على الإسراع.
"لا بأس... ليكن، سأخوض لعبتكم هذه"
- الحرس: آنسة تودوروكي تمهلي!
ركضت ليامي بأقصى سرعتها مبتعدة، تاركة حراسها الشخصيين كالأطرف في الزفة لا يدرون ما يفعلون.
- ليامي (من بعيد): أخبروا فيومي أنني سأتأخر قليلا!! أوصوا ناتسو ألا يهدي حصتي من العشاء إلى القطة كالمرة السابقة!!! قولوا لشوتو أنني سأتغيب عن حصة دعم الفيزياء الخاصة به لكن ألا يقلق!! سأدرسها غدا!!! لكن إياكم أن تخبروا العجوز بأي شيء!!
وفي تلك اللحظة تحطمت هيبة البطل إنديفار...

شعرت ليامي وكأن حاستها السادسة تقودها. أوه ما كانت الحاسة السادسة مجددا؟ حدس خارق أو شيء من هذا القبيل؟ حسنا... كلا، تغير المفهوم الآن، فما يقودها الآن ليس حدسا بل مخلوقا... وبشريا أيضا.
- ليامي: هذا هو المكان...
فحين أخبرت السيدة الغريبة ليامي بانقاذ ابنتها بدأ المكان يتلاشى تدريجيا، بما في ذلك توغا أو أيا كان ذاك الكيان، وآخر ما تلاشى من ذلك العالم الافتراضي كان المركز التجاري المقابل للحديقة.
تراجعت ليامي خطوة للخلف وأخذت نفسا عميقا تذكرت معه أعمق مخاوفها، ولم يعد ذلك رهاب الفئران بعد الآن، لقد تغيرت الكثير من الأشياء وكأن اختطاف عصابة الأشرار لها قد فتح عينيها أمام موقف المجتمع من الأبطال والأشرار ودوافع كل واحد منهما، دفتان في قارب واحد، وجهتان لعملة واحدة.
باتت ليامي تخاف أن يتلاشى عالمها المملوء بمن تحب، ويجبرها على كره أولئك الذين هم ضحايا ماضيهم المؤلم، يكشف فيه الأشرار عن حياتهم التعيسة ويطالبون بالعدالة، العدالة التي يراها الأبطال إجراما في حق الأبرياء فيضطر عليهم حينها رد الهجوم وإبادتهم... باتت ليامي تخاف كل هذا، تخشى المعركة العظيمة القادمة، مع أن هذه الأخيرة لم تكن تظهر لها إلا في أحلامها إلا أن وهمها في الحد ذاته رعب في رعب، سواد في سواد ينتهي بموت الأبطال على يد الأشرار وموت الأشرار بفعل تجاوزهم حدود قواهم التي أعماها الانتقام.

"أجل، أنا خائفة، مجرد التفكير في تلك الكوابيس يبث القشعريرة في جسدي"
"هذه المعركة قادمة، لا يمكن منعها أو تأخيرها"
"لكن يمكن الاستعداد لها"
"لن أنضم للشر ما حييت، لكنني لا أريد للأشرار الموت"
"إن كان علي قتل أحدهم فسأقتل نواة الشر لا أدواته"
"آل فور وان"

《ليامي تودوروكي》 - الجزء الثالث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن