ارتقاءٌ بتهاون

870 84 23
                                    

خطوة
خطوتان
ثلاثٌ وأكثر

كان وقع صوت الحذاء بين هدوء المكان
مزعجًا ومربِكًا كفاية
للجسد المقيد .

ظلامٌ بالسواد الحالك
هو جُّل ما كان يُبصره .

برودةٌ ورطوبة
ذلك ما كان يشعر به .

قطراتٌ من الماء تتساقط من زاوية غير معلومة
و صريرٌ من الفئران لا يعلم كم عددها .

وغير عن ذلك كان الصمت من حوله مميت .

رائحة صدأ الحديد و عفن جسده ومخلفاته قد هلكت حواسه منها .

يشعر بالقرف وبغضبٍ شديد

بحنق على من جرُّه لقذارة الزنانزِن

وبقهرٍ على فشلِه الذريع .

ولكن لم يدم تفكيره وقتًا طويلا حتى قاطعه
قدوم شخصٍ ما
لا شخصين
بل اكثر

صوت خطواتهم يدل على ان الحارس
كان برفقة ثلاثةِ اشخاص او اربع

لا يفقه بعدهم طالما ان عصابة عينيه كانت محكمةُ الشد

فُتحت البوابه لتتسلل إليه رائحةٌ زكية من خشب الصندَل
ومزيجٌ بين العود الثقيل وزهر الأوركيد .

وماهي الا ثوانٍ حتى فتحت العصابةُ من عينيه وتبين له

حاكم فرنسا بعظمته وشموخه واقفاً امامه في هيمَّنةٍ كُبرىٰ .

"ها قد التقينا مجددًا ، كونت جاريد."

‏نبرة صوتُه اِمتلكت لمحة مُهيمنة و خشِنة

تجبِر الجسد قِباله على الإرتجاف بِعُنف ،

هالته سيطرت على ذرات الهواء مِن حولهم مُثبتتًا سِيادة صاحبها على المكان بأكمله

مما جعل الكونت يلتزم الصمت خشيةً من جبروته .

يتقدم بخطواتٍ قصيرة متأملاً الارجاء من حوله قبل ان يسترسل حديثُه بسخرية .

"لطالما كانت لقاءاتُنا تحدث بمقامٍ أعلى
مما ولّد بداخلي رغبةً بالنزول الى مقامك و تفقُده"

توقفت خطوات الحاكم بالقرب من الجسد الهزيل والذي بات عليه القهرُ من الإهانة المخفية التي قد تلقاها .

"ويبدو لي أنك لائقٌ لها"

صمتٌ قد طال بين الطرفين
احداهما يعبث بالعقيق الاسود المزين بين انأمله
والاخر منحني بضعفٍ وذُلٍ امامه .

Misty Whispers | HFحيث تعيش القصص. اكتشف الآن