بقاءٌ مؤبد

828 77 68
                                    

"عذابُنا الوحيد هو العيش في الرغبةِ من دون أمل"

- دانتي أليغري - الكوميديا الإلهية - مُجلد الجحيم .




.....

القصر الريفيّ - باريس - 1875 .

كان مستريحًا على سريره ، بحُزنٍ عظيم وغيمةٌ سوداء تجول حوله .

لا يُفكر بالنهوض واستكشاف القصر .
ولا يُفكر حتى بلقاء رفيقِ روحه و ونيسُه .

جُل تفكيره كان عن الخروج من القصر والذهاب لإحراق ما قد أرسله للحبيب بنيّةِ الرحيل .

ولكن عن أي رحيلٍ يقصده وهو ما ان خطى اول خطوةٍ بداخل منزله حتى استقبلهُ عددٌ من الحُراس لينتقل مجبرًا مع شريك سكنِه .

ويبقىٰ مشدود الأعصاب بخيبةٍ عظمى عن مصيره الذي بات مجهولًا لديه .

كان قرار الرحيل في بادئ الأمر صعبٌ عليه

ولكن برؤيةٍ واسعة للأمور كان هو الحل الوحيد لكي يبقى العُمر والدهر بجانب الحاكم .

فبرحيله لإيطاليا قد يتسنى له ان يورث آملاك والدته بالتبني مترفعًا بشأنه وتاركًا هوايته وهويتُه كراقصٍ ليُرسل مرةً أخرى

لمحبوبته باريس كسفيرٍ ايطاليّ رفيع الشأن .

ولكن الذي حصل انه بقي كراقصٍ مجبرٌ علىٰ البقاء لا غير

وها قد مرّ يومان منذ ان انتقل ويكاد يجزم بأن الحاكم الآن يشعر بالخيبةِ منه

ولا يسعُه سوا ان ينقهر وتدمعُ عيناه أسفل الغطاء المندثرِ به .

طرقٌ على باب الجناح قد كسر السكون حوله
وعندما لا يبادر بالرد

فتح الباب ليشد على الغطاء أكثر بعدم رغبةٍ منه لمقابلة الداخل عليه .

"انا اعلم بأنك مستيقظ ليكس"

أقترب لوكاس من رفيقِه مقتحمًا خلوته وجالسًا على حافة سريره .

ولكن هدوء الاخر وسكونه لم يمنعُه من مواصلة حديثِه .

"أنظر لقد مر يومان بالفعل وانت لا تزال سجين جناحك ، وانت لا تفعلها الا ان كنت بقمة الحزن هيا أخبرني مالذي يحزنك وسأحاول بكل جهدي ان أبعده عنك"
اشاح فيلكس الغطاء عن رأسه ليتبين للآخر السواد حول عسليةِ رفيقِه والدمع الجاف الذي قد حفر وجنتيه .

Misty Whispers | HFحيث تعيش القصص. اكتشف الآن