الفصل الاول

101 7 3
                                    

"أصبحنَا
نسألُك الهُدى
وحُسن الخِتام
وأن تجعلنا
من أهل الجنة🌿".

__________________________

السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله ، كانت تلك الكلمات تصدح من ذاك المسجد ، بيت الله لعباده المؤمنين والطائعين عقب إنتهاء المصلين من صلاة الفجر ليبدأ كل منهم يومه بأداء إحدى أجمل الطاعات علي الإطلاق ألا وهي صلاة الفجر؛

لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ... لهما أحب إلي من الدنيا جميعا»[3]ولذا لم يكن عليه الصلاة والسلام يدعها لا في الحضر ولا في السفر، وكان مقصد من ركعتا الفجر هو سنتها وليسه الفريضة نفسها ولا ريب أن أجر فريضة صلاة الفجر نفسها سيكون أعظم من سنتها.

وعلي بعد قريب من ذلك المسجد كان  يتحرك ذاك الشاب، متجاهلا لما يسمعه من آذان وإقامة، غافلا عن انه تاركا لإحدي لأجمل العبادات علي الإطلاق، والتي هي عماد الدين وثاني ركن من أركان الإسلام ألا وهي الصلاة أحبائي،  تناسى أن الله أمره بها وفرضها عليه.

وتجاهل قوله سبحانه وتعالي (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) الويل ثم الويل للساهي عن صلاته فما بالك بتاركها

كان يمشي وكأنه زاد علي عمره ضعفين ، وكأن الدنيا أخذت منه ما أخذت ، ولم يعد لديه أحد او شيء يخاف عليه وقد كان؛ فقد تركه أعز الناس وأقربهم إلي قلبه واجمل شيء في حياته، فرق بينهم الموت فقد تحول من بعدهم، من شخص سعيد لا يعرف للحزن مكان في قلبه،إلي شخص آخر تعيس، وكأنه أحد المؤمنين الطائعين وقد توعد له ربه بالنار، فأصبح حزينا مهموما لا يريد احد في حياته؛

عاد لمنزله بأحد الحارات الشعبية البسيطة بعد ان ظل طوال الليل يمشي دون هوادة لا يعلم الي اين فقط كل ما يعلمه يريد ان يبتعد عن كل شيء حول

وثب اللي غرفته ومن ثم ألقي بنفسه فوق فراشه الصغير المتهالك والذي لا يسع له ولكنه راض به كما هو وضع رأسه فوق الوسادة وهو يحاول جاهدا أن ينام دون ان يكلف نفسه عناءً لتغير ملابسه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقبل تلك الاحداث بوقت ليس ببعيد وتحديداً قبل صلاة الفجر بساعة وفي غرفة بمنزل ذو طابع بسيط رغم كبر حجمه إلا انه وبالنظر إليه يجعلك تشعر بالراحة والسكينة معاً.

تعالى رنين المنبه يصدح داخل إحدى الغرف ميقظاً  لتلك الفتاه من ميتتها الصغرى ناهضة تردد :

_" الحمدلله الذي أحيانا بعد ما اماتنا وإليه النشور "_

نهضت من فراشها متجهة للخارج توضأت وغسلت وجهها ثم اتجهت نحو غرفة والديها طرقت الباب هاتفة :

صحوة الفؤاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن