" لي علي من إنشق
له القمر حبيب
أبي بكر وعمر 🌿"_________________________
يقف أمام البحر يراقب أماوجه الهائجة حالها كحال صدره الهائج بمشاعر متضاربة ما بين ألم وحزن وتعب، يناظر البحر أمامه بعمق وأعين مرهقة ذابلة بشدة، وكأنه يشكو له ما يدور في خلجاته، وما لم يستطع أن يبوح به صدره، من كم الألم والمعناة التي يشعر بهما، يشعر أن أحدهم يشق صدره الي نصفين بآله حادة دون رحمة، وقلبه يصرخ بألم من بين أضلعه، وأثنا نظره لأمواج البحر العاتية سرح بخياله ونطق لسان حاله مرددا بتلك الكلمات التي دارت في رأسه فجأة :
_" أتسائل أحيانا لما جاء بي الله للحياة "
" طالما لم يمنحني فرصة الحياة معهما "_ومع إنتهاء كلماته التي أخرجها قلبه علي لسانه ومن دون ان يشعر، كانت عينيه تعلن عن هطول أمطاراً حارة، تعبر عن كم الحزن الذي يسكن قلبه، وملامحه تحكي ما عاناه دون أن يتحدث، فقد أعان الله قلبا تظاهر بالقوة وهو أشد المكسورين، وعي لنفسه سريعا فمسح تلك الأدمع اليتيمة التي نزلت دون إرادته بقسوة، فقد لا يستطيع الشخص أحيانا أن يتحكم في دموعه فتنهمر تلقائيا من دون إذن ولكن القوي فقط من يستطيع تجاهلها، وتخطي أحزانه تمسكا بحب الله والجنة.
القوي من تمسك بحبل الله والرسول، وإتبع الكتاب والسنة، فلن يضعف ما حيا ولن يخسر أبداً، بل سيفوز وما أعظم الفوز، فقد فاز بالجنة ورحمة من الله؛، جنة الله التي قال عنها سبحانه في كتابه الكريم « جٍنْةّ عَرضهّآ آلَسِمًآوٌآتٌ وٌآلَأرض أعٌدٍتٌ لَلَمًتٌقُيَنِ» ولكن مدثر بعيد كل البعد عن ربه، فهل من رفيق صالح يأخذ بيده الي الطريق الصحيح ويأخذه معه الي الجنة؟.؛
وقف مدثر ينظر أمامه بشرود، فجأة أحس بيد أحدهم توضح علي كتفه، تقدم ذلك الشخص ليقف بجواره ويشاركه النظر الي الأمام، بينما هو لم يتحرك إنشا واحداً من مكانه، يعرف ذلك الشخص جيداً، فمن غيره جده الحبيب، والأب الروحي له وسنده في الحياة والذي تولي رعايته من بعد والداه، جلس صالح علي إحدي الصخور وسحبه ليجلس بجواره ثم تنهد بعمق يغمغم بشرود :
_" بص يابني انا عارف شعورك كويس، وعارف إنت بتفكر في إيه، إنت بتفكر ليه سابوك كده وانت صغير وملحقتش تعيش معاهم كتير، وليه اللي ظلمهم يعيش حياته عادي، وانت قاعد بتتعذب، وليه ربنا أخدهم منك هما الإتنين مرة واحده، بسيطة بص أكيد ربنا ليه حكمة في كده، وربنا أحيانا بيحب يبتلينا عشان يشوف قوة تحملنا وهل هنصبر علي البلاء ونحمده ونشكر فضله ولا لأ، وهل هنرجعله ولا لأ، شوف يمكن انت مش فاهم كلامي دلوقتي، ومش هتفهمه او تعرف ايه هي حكمة ربنا من اللي انت فيه ده، بس أكيد هتعرف بعدين في الوقت المناسب مش دلوقتي. "_
أنهي كماته تلك وهو ينظر لذلك الجالس بجواره، وجده ينظر أمامه بحزن، فأحب أن يبعد ذاك الحزن من عيني حفيده،؛ إبتسم صالح بمكر ينظر له بخبث ثم ومن دون سابق إنذار أمسكه من أذنه يشدها بقوة، فصرخ الأخر بألم وتحدث هو بغيظ :
أنت تقرأ
صحوة الفؤاد
Misteri / Thrillerعندما أردت أن أفر من كل تلك الفتن والمعاصي من حولي وودت في قربي منك وجدتني أفر إليك شوقا ووجدتك تقترب مني كلما إبتعدت وإني ومن صميم قلبي لا أرغب إلا في رضاك ربي والجنة الرواية ملك لي ولا أحلل النقل او الإقتباس