على أي حال قامت برسم الدموع والحزن على وجهها لتتجه إلى تلك المربيَّة المتواجدة وتردف بحزن: يا خالة.... يا خالة!!!
لا تعلم هل تضحك أم ماذا عندما رأت أنَّ المربيَّة استجابت لندائها بسرعة لتقف بجانبها وتردف بتعاطف: ما بكِ يا صغيرة؟! لماذا تبكين؟!
حسناً إنَّها شخص عاطفي على ما يبدو!!! وهذا من حسن حظها فَهِيَ قررت إن كانت شخص مادي ولن تقبل بها ستعدها بأن تصبح خادمة للمكان مقابل بقاءها لكن على هذه الحال فقط هِيَ تحتاج للتمثيل وإخبارها ببعض الدراما لذلك نطقت ببكاء شديد بالقصَّة التي اختلقتها للتو: خالتي إنَّ أبي توفي قبل العديد مِنَ الأيام.... لكن أمي بعدها تركتني وذهبت للزواج من شخص آخر وعندما لحقتُ بها قامت برميي في مكان قريب من هنا وأخبرتني أنَّكِ ستساعدينني وعندما نهضتُ للحاق بها اختفت!!! أرجوكِ ساعديني يا خالة!!! أنا أريد أمي!!! لا أملك أحد غيرها!! هل ستستطيعين إعادتي إليها؟!
أنهت كلامها ببراءة شديدة وكأنَّها طفلة مسكينة صغيرة لم تستوعب ترك والدتها لها وما إن رفعت رأسها لتنظر إليها حتى تفاجأت بالمربية تحضنها بتأثر لتردف بحزن: لا داعي يا صغيرتي لأقوم بأخذكِ إلى والدتك فهِيَ ستستطيع المجيء هنا عندما تشتاق إليكِ!!! وإلى ذلك الوقت ما رأيك أن أعتني بكِ هنا مؤقتاً حتى تأتي؟!
هذا جيد لا بل ممتاز!!! إنَّها لا تمثل اللطف أو ما شابه!!! قلبها رقيق ورهيف تجاه الأطفال من تصرفها هذا!!! بإمكانها أن تخبرها بأمر ترك والدتها لها وأنَّها لا تريدها لكنَّها لم تستطع إحزان هذه الطفلة وجعلها تصاب بصدمة قويَّة!!! يبدو أنَّها محظوظة بمجيئها هنا على غير المتوقع!!! لقد ظنَّت أن الميتم حسب ما شاهدت سابقاً في كل دراما يكون به....
قاطع تفكيرها صوت عجوز غاضب صارخاً بالمربية: هل جلبتِ طفلة أخرى للميتم؟! ألا يكفينا هؤلاء الأطفال الأوغاد لتحضري فتاة أخرى إليهم؟! عمَّا قريب لن أستطيع أن أصرف عليكم كلكم بهذه الميزانيَّة القليلة!!! حينها سأطردك أنتِ والأطفال الذين أحضرتهم!!!
وضعت المربية يداها بخفة على أذني لوسيانا التي سمعت صوتها بوضوح عندما نطقت بحدَّة: أنتَ تأخذ من الإمبراطور باسم الميتم العديد مِنَ الأموال!!! حتى أنَّك لا تعطيني راتبي رغم كوني العاملة الوحيدة التي هنا فالبقيَّة بسبب بخلك هذا استقالوا!!! وعندما يأتي أحد لتبني الأطفال لا تقصر بزيادة السعر بقدر استطاعتك!!! لذلك هذه الطفلة لن أتركها للموت بسبب أم مهملة ووالدها توفي!!!
العجوز بقسوة: أجل أشفقي عليها كما أشفقتِ على البقيَّة!!! أتظنينَ بشفقتك هذه سَتُبعدين الفراغ الذي بداخلك بسبب كونك عقيمة ومطلقة؟!!! هذا لن يحدث بتاتاً!!! مهما فعلتِ أنتِ لن تكوني أماً حتى مماتك!!! عليكِ إدراك هذه الحقيقة لأنَّ لا أحد سيذكرك أو يناديك أمي طوال حياتك!!!
أنت تقرأ
هويَّة أخرى؟!
خيال (فانتازيا)مقطع مقتطف: لوسيانا باستنكار: أليس هذا عالم آخر خيالي؟! ......: سواء كان يبدو لكِ عالم آخر خيالي أم لا فهذا المكان الذي يفترض أن تكوني به!! لقد جذبتُ اهتمامك عمداً إلى ذاك الكتاب حتى لا تأتي هنا وأنتِ لا تعلمين شيئاً.... والأثر الذي وجدته أرسلته من...
