بارت ١ : بلا هوية

100 7 0
                                    


تسللت اشعه الشمس الدافئة عبر النافذة الزجاجية لتلمس وجه ضابط شاب في بداية الثلاثينيات من عمره يشيح عن النافذة ويتفحص بابتسامة الرجل المرتبك الجالس أمامه ، كان الرجل متوترًا كفاية ليشرب كاس الماء امامه دفعه واحدة دون ان يرتوي ،احمد فتحي ، مغنٍ بسيط يبذل جهده ليكسب الشهره ولكنه كاد ان يموت بعد ان حاول احدهم الاطلاق عليه وسط الزحام ومن ثم هرب ، وما يثبت جرأة الفاعل ان تلك المحاولة تمت رؤيتها من قبل اثنين من افراد الشرطة.
- حسنًا...لا داعي لكل هذا القلق ، يمكنك ان تأخذ وقتك ، في البداية هلا اعطيتني هويتك الشخصية .
كان الضابط مستغربًا من كمية الارتباك الذي يشعر به هذا المغني البسيط وكأنه المجرم وليس الضحية .
تنهد في انزعاج وقال: لا ادرى كيف اشرح الامر .
نظر اليه الضابط في اهتمام : لا بأس تكلم .
قال في بطء مراقبًا ردة فعل الضابط : لأسباب لا ارادة لي بها .. ليس لدي اي هوية شخصية.
كان الضابط صامتًا تمامًا بدون اي ردة فعل وينتظر منه المتابعة وهذا اربك احمد اكثر فاتبع في قلق: ليس الامر وكأنني اضعتها او ما شابه ، انا فاقد الذاكرة وو ..انا لا اعرف اسمي الحقيقي اصلا لكي احاول الاتيان بها و..
ابتسم الضابط في ود : ومنذ متى وانت كهذا ؟
رد في حذر : منذ سبع سنوات .
- ولم يكتشف احد من افراد الامن هذا الامر طيلة هذه المدة !
اشاح احمد بنظره في صمت بينما عدل الضابط جلسته وقال : لا تقلق سيد احمد ، يمكنك الثقة بي ، اخبرني بكل ما تعرفه.
كان الرجل مستغربًا من ردة فعل الضابط الودودة ولكنه شعر بقليل من الارتياح ليتكلم .
- في الواقع انا فاقد للذاكرة منذ سبع سنوات ، اول ما اذكره هو انني استيقظت ورأسي فارغ تمامًا من اية ذكريات ، وجدت نفسي مربوطًا في داخل احدى شبكات التصريف الصحي والالم ينخر جسمي نخرًا .
كان الضابط صامتًا تمامًا يتابع كلامه باهتمام ، تابع الرجل كلامه بلهجه اكثر ارتياحًا ولكنها منزعجه بسبب ما يحاول ان يتذكره .
- تقدم حينها نحوي واحد منهم وسالني بضع اسئلة ولكن عقلي حينها كان مشوشًا ولم اجب عليه وبقيت صامتًا .
- اي نوع من الأسئلة قام بسؤالك اياها .
- لا اذكر شيئًا لانني لم افهم الاسئلة اصلا حينها ، كان راسي وجسمي متضرريين وعقلي مشوش .
- ومن ثم
-عندما لم ابد استجابه قام بلكمي في وجهي فسقطت ارضًا وكان على وشك تهديدي ولكنه لمح شيئا في يدي جعله يصاب بالجنون .
ضيق الضابط عينيه في اهتمام : شيء ؟
مد الرجل يده كاشفًا عن جرح عميق قديم في يده اليمنى وكان اثاره من الجانبين مما يشير على دخول شيء حاد في كف يده وخروجه من الناحية الاخرى .
- لقد رأى هذا الجرح وكان حينها شبه ملتئم واستنتج انني لا استطيع استخدام يدي ، حينها نادى عليهم واخبرهم بامري وان كل ما فعلوه كان بلا فائده ، فاستشاطوا غضبًا وانهالوا علي بالضرب حتى ظننت انني سافقد حياتي.
- وكيف هربت من هناك ؟
- حسنًا بمجرد ان عرفو كوني عديم الفائدة تركوني هناك وذهبوا ، ربما خطتهم كانت تقتضي بان يخفوني هناك مبدأيا لينقلوني الى مكان اخر لاحقًا ولكن بعد ان عرفوا ان كل هذا بلا فائده تركوني هناك لاموت لوحدي، ومن ثم قمت بالحبو لساعات طوال حتى وجدت مخرجًا اخيرًا .
- وماذا فعلت بعد ذلك ؟
- لم احاول ايجاد احد ليساعدني فقد كنت خائفًا للغاية ، اختبئت في مكان ما منكمشًا على نفسي من البرد ومن ثم وجدتني عائلة من العائلات الطيبة وقررو مساعدتي ولكنني توسلت اليهم ان لا ينقلوني الى المستشفى لانني كنت اجهل ما يحصل وخضعوا لطلبي ، كان رب المنزل طبيبًا وعالج اصاباتي ، وحينها ولانني لا اذكر شيئا ، سموني باسم جديد حتى ينادوني بسهولة الى ان يعرفوا من انا بالتحديد ، ويبدو ان اسمي المزيف هذا ضل رفيقي الى اليوم .
- كم كان عمرك حينها .
- لا ادرى ، ولكنني كنت ابدو كما لو انني في في العشرين
ابتسم الضابط ابتسامه خفيفه وقال: فهمت ، اذًا هل لديك فكرة عن امر اغتيالك .
- في الواقع لم تكن تلك المحاولة الاولى .

-يتبع-

ابتسامة ظل حزين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن