بارت ٦ : سكين باردة

36 6 1
                                    

نزلا الدرجات الطويلة بهدوء ، كان احمد قلقًا وبدأ يستذكر شيئًا من ذكرياته المشوشه.
تمتم احمد في قلق : ذلك الرجل ذو الشعر الطويل!
- ما به؟!
- اظن ان اسمه خالد .
ابتسم الضابط ابتسامة عريضة لم يستطع اخفائها : اذًا لم يكن ذلك انت ؟
- اعتقد ذلك
القيا بنظريهما في الانحاء ، كان القبو خال تمامًا من اي ادلة او اثار ولكن الضابط اصر على ان يبحث عن ادله عن طريق البحث.
ولكن ذاكرته عادت الى الماضي مرة اخرى ، هل سرده للامر جعل التوقف عن التفكير به امرًا مستحيلًا ، ربما .
فقد حاول ضابطنا بكل الطرق ان يساعد صديقه على الخروج من حاله الاكتئاب التي اصابته ، فعيسى في ذلك الوقت لم يعد يأكل ، لم يعد ينام جيدًا ،حتى انه لم يعد يرسم وقد كان ذلك شغله الشاغل في معظم اوقات فراغه، وتنتابه نوبات من الجنون يلوم فيها نفسه ويصرخ على ضابطنا ليبتعد عنه ، ولكن الضابط لم يكن ليتركه ابدًا ، وفي النهاية ماذا ؟  عيسى انتحر ، انتحر لسبب غير منطقي في نظر الضابط ، سبب انتحاره هو فيديو هو في الاصل فيديو مفبرك وغير حقيقي ، صنعه احد الاوغاد ليغيظو به عيسى ولكن عيسى وفي حالته النفسية تلك صدقه ، كان فيديو خاص بالضابط ، فيديو يظهر الضابط وهو يقول كلامًا فظيعًا عن عيسى وانه معه لدافع الشفقه فحسب وانه يكرهه ويتمنى ان يموت ، كم فقد  الضابط عقله بعد ان رآه ، وكان قد اكتشف وجوده على محطات الانترنت بعدما انتحر عيسى ، عادت به الذاكرة اكثر،  ذات مرة بدأ بعض الشباب المتنمرين في ازعاج عيسى ، وعلى غير شخصيته السابقة فقد كان مستسلمًا تمامًا وحينها تدخل الضابط في الامر غاضبًا وقرر خوض قتال معهم وحينها رفع احدهم سكينًا وهجم على الضابط محاولًا طعنه  ولكن عيسى هب لحمايته ولكنه صد السكين بيده ، على اثر ذلك اخترقت السكين يده اليمنى ، حينها جن جنون الضابط وضرب ذلك الذي يحمل السكين في وجهه وامسك بيد عيسى متمتًما في انفعال وقلق : ستكون على ما يرام ، ستعود يدك كالسابق انا متاكد ، لن يضيع حلمك في كونك رسامًا مشهورًا . وكان ذلك بينما كان يحدق عيسى في يده في صدمه ، حينها بدا عيسى وكان كل شيء ضاع منه  .
قُطع حبل افكاره على صوت باب القبو الذي فتح فجأه ، عدة مسدسات خرجت من الباب مستعده للاطلاق ، ركض الضابط نحو احمد ليدفعه بعيدًا هاتفًا : احذر! استوعب احمد الامر بعد ثوان ، لقد تلقى الضابط عده رصاصات وهوه يدفعه ثم وقف امام احمد ليحميه بجسده مستلًا مسدسه مشرعًا في اطلاق النار ، تلقى المزيد من الرصاصات ، رصاصتين وثلاثه واربعه ، الى ان قضى عليهم جميعًا ، كان احمد يرتجف مكانه وصور كثيرة تظهر في عقله
لقد تذكر الامر ، لقد تذكر كل شيء .
-يتبع-

ابتسامة ظل حزين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن