حدقت إليه سلمى بصدمة: أنا يا مروان ؟قال مروان بحدة وهو يضرب الطاولة بيديه: أيوا أنتِ وبسببك أنا اتعايرت النهاردة، لما راح يسأل عليا عرف إزاي رفعتِ قضية خلع على بابا واتسجن وكمان لما عرف أنه بابا اتجوز عليكِ خاف، خاف لاعمل زيه واتجوز على بنته فرفضني!
وقف أمير وهو يقول لمروان بغضب: أنت اتجننت يا مروان! خد بالك من كلامك واللي بتقوله، ماما ذنبها إيه في كل ده!
نظر له مروان وصاح بحنق: ذنبها أنها سجنت بابا وخلت سمعتنا في الأرض!
صاح به أمير بشدة: أخرس! قطع لسانك أمك طول عمرها سمعتها وسمعتنا في العالي وعمرها ما تعمل اللي يأذي سمعتنا أبدا، هى اللي مخلية سمعتنا أحسن سُمعة بين الناس.
نظر لها مروان وقال بتهكم: ما تقولي له يا ماما ماهو ميعرفش حاجة قولي له!
قال أمير بنبرة جدية يكتنفها القوة: مش محتاج أعرف حاجة أصلا، هعرف عن مين؟ عن أمي اللي ربتنا وكبرتنا وخلتنا رجالة واللي بتقول عليه أبوك عمره ما كان في حياتنا أصلا!
تقدم إليه أمير وتابع وهو يتحدث من بين أسنانه: اللي بتقول عليه أبوك ده عمره ما كان أب بالنسبة ليا، أنا مشوفتوش غير تلت أو أربع مرات في حياتي كلها، ده غريب وحتى الغريب أقرب لي منه!
قال مروان بإعتراض: بس أنت اللي مش بترضى تيجي معايا أصلا تشوفه.
أردف أمير بسخرية شديدة: اه صح دي بقت غلطتي أنا دلوقتي، مش هو مثلا اللي طول حياتي محاولش يشوفني أصلا من وأنا صغير؟ كان فين طول حياتي؟ لما كبرت وروحت الحضانة مكنش موجود ولا حتى هو اللي دفع مصاريف الحضانة وأنا فاكر كويس لما ماما بعتت وراه على فلوس الحضانة لأنه دي مصاريفنا وهو اتهرب منها ومن فلوس المدرسة ومن الكتب والدروس وكل حاجة!
تنفس بقوة وهو يكمل بحدة وينظر لعيون مروان مباشرة: كان فين الأب ده في حياتي؟ مكنش موجود في أي وقت في حياتي حلو ولا وحش! كان فين في حفلة تخرجي من الثانوية العامة ؟ كان فين وماما جاية معايا علشان نقدم للكلية ومرضيتش تخليني أروح لوحدي أبدا، ولا أقولك كان فين لما الزايدة انفجرت في معدتي من خمس سنين وكنت في المستشفى بين الحياة والموت؟
قعدت ٥ أيام في المستشفى ومهنش عليه يجب يشوفني ولا كأني إبنه! ولما حب يعمل نفسه أب بيطمن كلم حال ماما يسألها لما خرجت من المستشفى!
أمسك أمير مروان من باقة قميصه بقبضتيه بقوة: يلا رد عليا كان فين طول حياتي علشان أنا أعتبره أبويا!
ركضت سلمى وهى تحاول أن تفصل بينهما وتقول بذعر: ابعدوا عن بعض يا ولاد، أمير هتمد إيدك على أخوك الكبير يا أمير ؟
نظر له أمير وقال بجمود: أخويا الكبير لما يتخطى حدوده يبقى لازم حد يعرفه حدوده فين، مبقاش أخويا الكبير من ساعة ما قل أحترامه ليكِ يا ماما.