كانت سلمى جالسة بحزن تفكر في كلام والدتها، أنها تعرف خوف والدتها الكبير من حديث الناس لكن لدرجة أن لا تهمها مصلحتها وحياتها!تنهدت بألم وتعب وبكت بصمت أنها لا تريد العودة له لأنها لأول مرة ترى نادر على حقيقته، شخص أناني لا يهمه سوى مصلحته أنه حتى لم يبدي أي ندم على خيانته لها بدل هددها أنها لا تستطيع الخلاص منه وفوق كل ذلك ضغط والدتها عليها بهذا الشكل.
دلفت والدتها فجأة تقول بجمود: قومي يلا جوزك برا عاوزك.
قالت سلمى مندهشة: إزاي أطلع له يا ماما أنا مش عايزة أشوفه!
قالت والدتها بعصبية: ليه أن شاء الله الرجل جاي وعايز يرجعك وأنا قولتلك مفيش طلاق يلا قومي بلاش دلع! ولا أنتِ عجباكِ الفضيحة اللي هتحصل!
سلمى بعدم تصديق: فضيحة ايه يا ماما ده أنا اللي على حق!
تأففت والدتها بنفاذ صبر: بقولك إيه قومي يلا بلاش غَلَبة هو برا اتكلموا واعملي حسابك أنك كدة كدة راجعة معاه فاهمة ؟
حاولت أن تتماسك ولكن فشلت وهى تنظر لوالدتها بخيبة أمل.
نهضت ووقفت أمامها: من امتى رجوع البنت لبيت أهلها بقى فضيحة يا ماما؟ حد قال عليا أني مش متربية؟
نظرت لها والدتها بغضب: اخرسي قطع لسانك! مين يقدر يقول كدة وأنا ربيتك أنا وأبوكِ أحسن تربية.
أبتسمت سلمى بسخرية: يعني حضرتك بنفسك اللي بتقولي أني تربية إيدك وأحسن تربية وبردو أنتِ اللي بتقوليلي في وشي أني هفضحك لو أطلقت ؟ ومن أمتى الطلاق كان ذنب الست يا ماما؟ ولو الست عملت كل اللي عليها وبردو منفعش إيه ذنبها تفضل في علاقة فاشلة ومرهقة علشان خايفة من كلام الناس وامتى كلام الناس قدم ولا أخر حاجة!
تنهدت والدتها بضيق وصمتت لم تستطع الرد عليها فنظرت لها سلمى بمرارة وخرجت لتجد نادر يجلس في صالون المنزل.
نظرت له ببرود فابتسم لها ببرود إبتسامة شعرت سلمى بالاشمئزاز منها.
قالت بإحتقار: عايز إيه ؟
قال بوقاحة: مش أنا اللي عايز يا حلوة أمك اللي أتصلت عليا علشان اجي أخدك.
صُدمت سلمى بشدة: إيه!
غمز لها : شكلك تقلتي عليا في مصاريف اليوم اللي أنتِ قعدتيه على العموم مش مشكلة هى وفرت عليا كتير.
تابع بخبث: يلا لمي هدومك وهدوم مروان معنديش وقت كتير علشان نروح وبالمرة ألحق أكمل كلامي مع.......
توقف عمدا ليجعلها تفهم معنى حديثه وهو يناظرها بإنتصار ونوعا من الشماتة جعلت القهر والحزن يجتمعا في قلبها لدرجة لم تتحمل وفجأة انهمرت دموعها وهى تشهق بقوة.
صرخت به: أنت معدوم الإحساس يا أخي! حرام عليك
حرام عليكم اللي بتعملوه فيا ده منكم لله مش مسامحاكمبدأت تضربه على صدره بقوة وهو يحاول إبعادها عنه وقد أثار انهيارها استغرابه، وكان يحاول أن يبعدها عنه بذعر وهى تواصل الصراخ مع ضربه حتى أتت أنها وهى تنظر بصدمة للمشهد أمامها.
فجأة توقفت وقد أغمضت عينيها وفقدت الوعى وآخر شئ سمعته كان رنين جرس منزلهم.
استيقظت على يد تمسح على شعرها بحنان وصوت يحدثها بلطف.
فتحت عيونها ونظرت إلى الوجه الذي أمامها، كانت رنا ابنة خالها.
قالت رنا بحنان مختلط بالقلق: عاملة إيه يا حبيبتي دلوقتي ؟
أغمضت سلمى عينيها بتعب وقالت بصوت مبحوح: إيه اللي حصل؟
رنا بعطف: كنا جايين أنا وبابا وسمعنا صوتك وأنتِ بتصوتي ولما عمتي فتحت الباب لقيناكِ مغمى عليكِ ونادر بيحاول يفوقك فبابا أتصل بالدكتور.
زمت سلمى شفتيها بحرقة وفرت دمعة من عيونها.
قالت رنا بقلق: مالك يا سلمى بتعيطي ليه ؟
بنبرة مرتعشة أخبرتها سلمى كل شئ فقالت رنا بدهشة: إزاي عمتي تعمل كدة وعايزة ترجعك بعد كل ده!
أومأت سلمى برأسها وهى تبكي فضمتها رنا بحنان إليها وقالت بشفقة وحزن: معلش يا حبيبتي متزعليش أن شاء الله هنلاقي ليها حل.
بكت سلمى في أحضانها وقد وجدت الحضن الدافئ الذي لم تجده عن أمها.
فجأة دلفت أمها بقوة تقول بجمود ووجهها خالي من أي تعبير: يلا البسي علشان تمشي مع جوزك.
على صوت بكاء سلمى فقالت رنا تحاول أن تهدئ الموقف: يا عمتي المواضيع مش بتتحل بالشكل ده على الأقل أستني لما سلمى تبقى كويسة شوية مش شايفة هى تعبانة إزاي.
قالت عمتها بحنق واستنكار: نستنى إيه هى دي بقا فيها كلام خلاص؟ هى هترجع غصب عنها لو مش علشان خاطر مروان يبقى علشان خاطر اللي في بطنها!
اتسعت عيون سلمى بصدمة وهمست: اللي في بطني!
والدتها بسخط: ايوا يا هانم الدكتور لسة قايلنا أنك حامل!
#يتبع.