الجزء 13

679 10 2
                                    


كان مروان وأمير ينتظران خارج غرفة المستشفى المتواجدة بها سلمى بعد أن قاموا بنقلها بسرعة حين أغمى عليها.

نظر أمير شرزا لمروان الذي كان يقف في الجهة المقابلة له وهو يفكر.

قال أمير بحدة: ياريت تكون مبسوط بنفسك دلوقتي.

نظر له مروان دون أن يتكلم ولكن ظهر الذنب بوضوح على وجهه فتابع أمير: بنت تخسرك أمك وتقعد تلوم عليها زي العيل الصغير بدل ما تدافع عنها وتقف لنفسك وتعرف دي غلطة مين من البداية.

زفر مروان بحنق وذهب عدة خطوات من أمامه حتى يتجنبه ونظرات أمير تتبعه.

بعد قليل خرج الطبيب فأسرعوا إليه.

قال أمير بنبرة قلقة: ماما مالها يا دكتور؟

مروان بخوف: ماما بقت كويسة يا دكتور؟

نظر له أمير بتهكم أما الطبيب فرد بهدوء: هى نايمة دلوقتي لكن ضغطها أرتفع بسبب ضغط نفسي شديد وهى لازم ترتاح علشان ضغطها يستقر ولازم متتعرضش لأي ضغط أو زعل تاني.

قال أمير وهو ينظر لمروان بلوم: متقلقش يا دكتور أن شاء الله محدش هيزعلها تاني.

نظر مروان بعيدا بضيق ثم ذهب الطبيب فتكلم أمير بحدة: ياريت تكون عقلت بعد ما سمعت كلام الدكتور ولو لسة على دماغك يبقى بعد ما ماما تبقى كويسة تقدر تمشي وتروح له.

قال مروان بنفاذ صبر: خلاص يا أمير كفاية كلام بقا فهمت، خلينا نتطمن على ماما الأول.

نظر له أمير بسخرية ولم يرد ثم دلفا إلى الداخل ليجداها مازالت نائمة ويظهر التعب على وجهها الشاحب.

أقترب منها مروان ببطء ثم جلس بجانبها وهو يتطلع إليها وأفكار كثيرة تجول داخل رأسه أما أمير جلس على الناحية الأخرى وهو ينظر لها بحزن وأمسك بيدها يقبلها وأبقاها بين يديه.

مرت الساعات حتى استيقظت سلمى أخيرا وهى تفتح عيونها بتعب.

انحنى عليها أمير بلهفة وهو واقف: ماما سامعاني؟ حضرتك كويسة؟

ازدردت ريقها ثم قالت بصوت هامس: الحمدلله يا حبيبي.

ثم نظرت حولها وأردفت بتعجب: أمال أخوك فين؟

بهت أمير قليلا ثم أمسك بيدها وشد عليها وهو يرد بجمود: مشي من شوية، نادر جه تحت وهو نزل علشان يتكلم معاه وبعدين قالي أنه ماشي وهيرجع وقت تاني.

ترقرقت الدموع في عيونها وشعرت بألم كبير في قلبها وتساءلت ألم تكن غالية أو ذو مكانة عنده حتى يذهب ولا ينتظر استيقاظها حتى؟

لاحظ أمير دموعها وكبت غضبه، قَبَل رأسها وقال: ماما لو سمحتِ متزعليش من حاجة، مروان بكرة يفهم ويعرف غلطه إنما صحتك أهم والدكتور نبه أنه حضرتك متتضايقيش.

نظرت لابنها الأصغر بحب وحنان وحمدت الله الذي كتب نجاته من عشرون عاما ليكون سندها اليوم ومن يمسك بها حتى يعود بكرها لصوابه ويعلم أنها لم تفعل ما فعلته إلا حين كانت مضطرة لذلك.

خرجت سلمى في نفس اليوم وقد حرص أمير على مراعاتها والتخفيف عنها بسبب تعبها النفسي الواضح من موقف وغياب مروان.

وأصر عليها لتأكل رغم أنها تمنعت وبقى معها حتى نامت، استيقظ في اليوم التالي مبكرا وحضر لها الإفطار ثم أحضر الدواء وذهب بالصينية ثم دلف لها ليوقظها.

هزها برفق: يا لولو اصحي علشان الفطار والدوا.

استيقظت وهى تبتسم له: صباح الخير يا حبيبي.

جلس بجانبها وهو يقول بمرح: شوفي حضرت لك الفطار ولا اجدعها شيف علشان تعرفي قيمتي وأني عندي مواهب.

زادت إبتسامة اتساعا وقالت بهدوء: طبعا عارف قيمتك من غير حاجة.

وضع الصينية في حضنها: طب يلا كلي علشان الدوا.

قالت بإعتراض: مليش نفس والله يا أمير.

نظر لها بعبوس: يعني كدة مش عاجبك الأكل اللي عامله ومكسوفة تقولي لي مثلا؟

ثم تابع بخبث: ولا إيه رأيك نعرف الدكتور ناصف يمكن هو يفتح نفسك؟

نهرته بجدية: ولد! قولتلك ده دكتور محترم متقولش كدة تاني.

ضحك بنبرة عابثة: متزعليش كدة أنا بهزر معاك يلا كلي.

أبتسمت وهى تهز رأسها منه فهو طفلها الشقي المحبب.

فجأة رن هاتف سلمى فنظرت إليه وهتفت بذهول: مروان!

نظرت لأمير بفرح: شوف مروان بيتصل بيا أكيد جاي.

نظر لها أمير وهو يبتسم ويتمنى أن يكون ذلك حقيقي وإلا أنه سيكون على شقيقه التعامل معه إذا أثار حزن والدته مجددا.

أمسكت سلمى بالهاتف بسرعة ثم التفتت لأمير وقالت بتردد: بقولك يا أمير رد أنت كدة شوفه.

أمسك أمير الهاتف بسرعة ثم نهض ليرد وقد تفهم تردد والدته ورأى في عينيها الخوف من أن يكون مروان يتصل لشئ آخر.

أمير بصرامة: نعم يا مروان ؟

اتسعت عيونه بصدمة وهتف: بتقول إيه؟ أمتى وأزاي!

#يتبع.

هنزل الأخير بالليل❤️.

عهود محطمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن