فتحت عيونها ببطء وهى تأن من الألم، شعرت بيد حانية تمسح على كتفها.نظرت لتجد ابنة خالها تنظر لها بحنان: حاسة بأيه يا حبيبتي؟
تكلمت سلمى بصوت مبحوح: موجوعة أوي يا رنا.
تذكرت ما حدث قبل أن يغمى عليها فقالت بذعر: البيبي يا رنا ؟
وضعت يدها على كتفها وقالت بإبتسامة: متتعبيش نفسك هو كويس بس...
توقفت عن الكلام فقالت سلمى بإصرار: بس إيه اتكلمي يا رنا!
رنا بحزن: فيه خطر أنه الحمل ينزل لأنه الوقعة كانت شديدة ولو عدى ٢٤ ساعة بخير ساعتها الحمل هيثبت ياما للأسف هينزل.
تجمعت الدموع في عيونها ولكن تحكمت في نفسها ولم تبكِ، تذكرت نادر وما فعله بها وأقسمت أنه سوف يدفع الثمن غاليا ولكن قبل ذلك عليها الإطمئنان على جنينها.
وضعت يدها على بطنها بحنان وأغمضت عيونها وهى تدعو الله أن يمر كل شئ بسلام.
قالت رنا بتردد: سلمى.
نظرت لها سلمى فتابعت رنا: عمتي برة وعايزة تشوفك.
نظرت سلمى بعيدا وقالت بجمود: لو عايزة تطمن أني عايشة ولا ميتة قولي لها أني عايشة غير كدة تنساني زي ما نسيتني قبل كدة.
رنا بعطف: سلمى أنا...
قاطعتها سلمى بنبرة مرتجفة: بالله عليكِ يا رنا والله ما ناقصة كفاية اللي فيا.
ربتت عليها بتفهم: خلاص يا حبيبتى أنتِ ارتاحي دلوقتي والدكتور هيجي يطمن عليكِ كمان شوية أهدي علشان خاطر البيبي.
تنهدت سلمى ثم قالت بتعب: فين مروان؟
أجابتها رنا بإبتسامة: عندنا في البيت متخافيش عليه.
بعد مرور بعض الوقت حضر الطبيب وفحصها وقال طمأنها أن وضعها مستقر نوعا ما وإذا استمر على هذا المنوال لكن تخسر الجنين.
دلف خالها وقال لها بقلق: ايه اللي حصل معاكِ يا بنتي؟
رنا جات لي وهى بتقول أنها سمعتك بتصوتِ ولما روحنا لك لقينا باب الشقة مقفول ومحدش بيفتح، كسرنا الباب لقيناكِ واقعة على الأرض.قالت رنا بإنفعال: ده يا بابا...
وضعت سلمى يدها على يد رنا بسرعة لتسكتها ثم قالت لخالها بهدوء: اتزحلقت ووقعت يا خالي ولما وقعت خبطت في الترابيزة وساعتها كنت بتكلم مع رنا في التليفون.
خالها بتعجب: أمال فين جوزك يا بنتي؟
سلمى بسخرية طفيفة لم يلاحظها خالها: هتلاقيه كان مشغول.
أومأ برأسه ثم قال: أمك برة يا بنتي و....
قاطعته بنبرة متعبة ونفاذ صبر: خالي بالله عليك كفاية اللي أنا فيه أنا عايزة أنام لو سمحتوا.
نظرا لبعضهما ثم خرجا ليتركاها على راحتها أما هى لم تنم وظلت تفكر طويلا.
بعد يومين خرجت من المستشفى بمساعدة رنا، في طريقهم إلى البيت قالت لسائق الأجرة وهى تناوله ورقة: روح العنوان ده لو سمحت.
سألتها رنا بتعجب: عنوان إيه ده؟ مش هنروح البيت؟
ردت سلمى بهدوء: هتعرفي لما نروح.
وصلوا إلى المكان فقالت رنا بدهشة: إحنا جايين هنا ليه؟
نظرت لها سلمى ببرود وأمسكت بيدها وهبطت.
صعدوا إلى المكان وسلمى تسير ببطء بسبب تعبها الشديد.
انتظروا دورهم بصمت ورنا تنظر لسلمى الهادئة من حين لآخر بتعجب وتساؤل ولكن لا تجرؤ على سؤالها حين أتى دورهم و دلفوا وجلس كلا منهما في مكانه.
قال الرجل بهدوء: أقدر أساعد حضرتك في إيه ؟
نظرت له سلمى بهدوء وقالت بنبرة ثابتة: أنا عايزة أرفع قضية خلع على جوزي يا حضرة المحامي.
شهقت رنا أما هى فتابعت: وقضية تانية عليه وهو ومراته بتهمة الضرب والعنف الأسري وأنا حامل ومعايا كل الإثباتات بكدة.
#يتبع.