عقدت حاجبيها بدهشة: يعني إيه اللي انت بتقوله ده؟قال بسخرية: يعني أنا مش هطلقك واعملي اللي تقدري عليه ووريني وهخليكي زي البيت الواقف كدة.
حدقت به بصدمة: أنت.... أنت إزاي كدة!
أكملت بغضب: هطلق منك غصب عنك مش كفاية خونتني مرتين! ده أنا مقصرتش معاك في أي حاجة !
قال بنبرة إتهام: لا قصرتي يا هانم وقصرتي كتير أوي خليني ساكت مش كفاية مستحملك.
قالت بعدم تصديق: أنا قصرت معاك؟
أكملت بصوت عالي من القهر: قصرت معاك في إيه ها؟ في بيتك ولا إبنك ولا حتى مامتك وباباك اللي كنت بروح اراعيهم علشان هم زي أهلي وبردو بطلب منك أنت!
قصرت في إيه وأنت لازم ترجع كل يوم تلاقي البيت نظيف والأكل جاهز والولد كل احتياجاته مجابة ولا عمرك جيت لقيته مش نضيف ولا جعان! حتى أنا بقابلك مبتسمة علشان متحسش بالتعب والارهاق اللي أنا فيه خصوصا لو روحت لمامتك ! قصرت معاك في إيه وأنت لو يوم قولتلي الفلوس مقصرة معاك ولا مفيش خالص كنت بقول الحمدلله وميهمكش من أي حاجة وكنت ناوية أنزل أشتغل أساعدك! قصرت في أنك لما تيجي من الشغل ببقى عايزة أقعد أتكلم معاك وأنت ياما قاعد على الموبايل مشغول عني ياما تدخل تنام وتسيبني، قولي دلوقتي أنا قصرت في إيه!!!
كان صوتها يعلو حتى ظن نادر أن جميع من في العمارة يسمعونها.
انتهت من الحديث وهى تتنفس بسرعة شديدة ودموعها تنهمر على وجهها دون أن تشعر بها.
استدارت قبل أن يرد ودلفت لغرفة أبنها وهى تتمتم بحرقة والألم يعتصرها: بعد كل ده قصرت معاك منك لله يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل فيك.
كان ابنها جالس بحزن على السرير حين دلفت والدته غرفته وهى تبكي وجمعت بقية اشياءه بسرعة وهى تكمل بحسرة: أمال لو كنت قصرت معاك بجد كنت عملت فيا إيه حسبي الله ونعم الوكيل فيك، منك لله، ربنا ينتقم منك!
أمسكت بيدي أبنها وبيدها الأخرى حقيبتها وقبل أن تغادر قال لها نادر ببرود: فكري يا سلمى كويس ومتتسرعيش أحسن لك.
نظرت له بحقد وإشمئزاز قبل أن تغادر وتغلق الباب ورائها بقوة.
مسحت دموعها وهى تتماسك ثم أخذت تاكسي لبيت أهلها.
حين وصلت فتحت لها والدتها الباب، ضمت سلمى والدتها وهى تبكي بقوة وبصوت عالي.
صُدمت والدتها من مظهرها ثم بكائها بهذا الشكل وعانقتها بقلق: مالك يا بنتي فيكِ إيه ؟
سلمى ببكاء: أنا هطلق يا ماما.
ابتعدت عنها والدتها بصدمة كبرى: يالهوي! طلاق! ليه يا بنتى كفى الله الشر؟
حدقت والدتها لمروان الذي كان يبكي بصمت: مالك يا حبيبي في ايه ؟
ضمته إليها وتركت سلمى فقال بحزن: ماما وبابا قعدوا يزعقوا وماما عيطت كتير.
ربتت عليه بحنان ثم قالت لسلمى التي تناظر أبنها بألم عليه وعلى نفسها: ادخلي جوا بس علشان خاطر إبنك باين عليه مخضوض يا حبيبي وبعدين أحكي لي حصل إيه.
دلفت معاها إلى غرفتها وتمددت على سريرها القديم بتعب أما والدتها أخذت مروان حتى تعتني به لحين يهدأ لأنه متأثر بالأجواء حوله.
حين هدأت قليلا دلفت والدتها وقالت: مروان نام في الأوضة بتاعتي يا حبيبي كان زعلان ومش فاهم إيه اللي بيحصل خالص.
اعتدلت سلمى جالسة وانتظرت والدتها أن تتكلم.
قالت بصوت منخفض: بيخوني يا ماما.
قالت والدتها بدهشة: نادر بيخونك! إزاي ؟
سلمى بنبرة بكاء: ومش أول مرة كمان، أنا اكتشفت الموضوع قبل كدة بس هو طلب مني اسامحه كتير وودعدني أنه مش هيعملها تاني لحد ما عرفت أمبارح أنه بيخوني تاني.
صمتت والدتها وهى مذهولة فتابعت سلمى: ومقدرتش اسامحه تاني، لميت هدومي وجيت ولما قولتله أني هطلق منه قالي أنه مش هيطلقني ولا هيخليني أطلق منه وهيسيبني عاملة زي البيت الواقف.
بدأت تبكي مجددا بصوت منخفض حتى قالت والدتها فجأة: بس أنتي مينفعش تطلقي يا سلمى .
رفعت سلمى رأسها ونظرت لوالدتها بصدمة: إيه؟!
#يتبع.