الفصل الخامس

92 7 2
                                    

إِطْلَاقُ اَلْأَحْكَامِ اَلْمُسْبَقَةِ لَيْسَ بِالطَّرِيقَةِ اَلْجَيِّدَةِ لِلتَّعَامُلِ مَعَ اَلْأُمُورِ ، أَحْيَانًا أَنْتَ بِحَاجَةِ إِلَى اَلنَّظَرِ لِلْأُمُورِ بِطَرِيقِهِ أَعَمّ وَأَشْمَلَ ، فَالنَّظَرُ اَلسَّطْحِيَّةَ لَا تَجْلِبُ سِوَى أَخْطَاءٍ يَتَّبِعُهَا أَخْطَاءً ، رُبَّمَا يَكُونُ مِنْ اَلصَّعْبِ حَلُّهَا .

مِنْ اَلْمُفْتَرَضِ أَنَّهَا اِعْتَادَتْ عَلَى تَصَرُّفِ أَخِيهَا ظَافِرْ ، لَيْسَتْ اَلْمَرْأَةَ اَلْأُولَى اَلَّتِي يَتَعَرَّضُ لِأَحَدِهِمْ بِسَبَبِ كَوْنِهَا تُقِيمُ مَعَهُ لِقَاءَ صَحَفِيٍّ ، لَكِنَّهَا بَدَأَتْ تَسَامٍ مِنْ أَفْعَالِهِ ضَاقَتْ ضَرْعًا بِهَمَجِيَّتِهِ اَلْغَيْرَ مَسْؤُولَهُ اَلَّتِي لَا تَصْدُرُ مِنْ رَجُلِ أَعْمَالٍ مُخَضْرَمٍ وَلَا مِنْ رَجُلِ عَاقِلٍ .


شَعَرَتْ أَنَّ اَلْغُرْفَةَ سَتَسْقُطُ فَوْقَ رَأْسِهَا جَرَّاءِ اِقْتِحَامِهِ اَلْغُرْفَةَ بِشَكْلٍ بُدَائِيٍّ ، لَمْ يَلْقَ بَالاً حِينَهَا إِلَى اَلْفَوْضَى اَلَّتِي تَعُمُّ أَرْجَاءَ اَلْغُرْفَةِ ، يُمْكِنُهُ رُؤْيَةَ حَقِيبَتِهَا تَتَدَلَّى مِنْ فَوْقِ تِلْكَ اَلْأَرِيكَةِ بَيْنَمَا مَلَابِسِهَا مُوَزَّعَةً بِشَكْلٍ عَشْوَائِيٍّ ، ذَاكَ اَلثَّوْبِ يَسْتَلْقِي فَوْقَ اَلْفِرَاشِ وَالْآخَرِ فَوْقِ تِلْكَ اَلْأَرْضِيَّةِ ، اَلثَّالِثَ هُوَ لَا يَرَى شَكْلُهُ ؛ لِأَنَّهُ يَخْتَبِئُ فِي أَحَدِ اَلْأَمَاكِنِ أَوْ بِالتَّحْدِيدِ ذَلِكَ اَلْكُرْسِيِّ اَلَّذِي تَقِفُ أَمَامَهُ شَقِيقَتُهُ . تَشَدُّقُ ظَافِرْ مُشِيرًا إِلَى تِلْكَ اَلْفَوْضَى اَلَّتِي تَعُمُّ أَرْجَاءَ اَلْغُرْفَةِ .

- مَا هَذِهِ اَلْفَوْضَى اَلَّتِي تُشْبِهُ مَكَبَّ اَلنُّفَايَاتِ ، كَيْفَ يُفْتَرَضُ بِهَذَا أَنْ تَكُونَ غُرْفَةُ فَتَاهُ شَابَّةً فِي مُقْتَبَلِ اَلْعُمْرِ ، أَخْبَرَتْكَ أَنْ تُعِيدِيَ تَرْتِيبُهَا يَوْمِيًّا بَدَلاً مِنْ تَرْكِهَا هَكَذَا ، أَعْلَى أَنْ أُعَاقِبَكُ عَلَى كَاذَبْكْ عَلِي اَلْيَوْمَ أُمٌّ عَلَى هَذِهِ اَلْفَوْضَى ، أَنَا حَتَّى لَا أَرَى أَيْنَ أَضَعُ قَدَمِي فِي هَذِهِ اَلْغُرْفَةِ ؟

تِلْقَائِيًّا نَظَرَتْ حَوْلَهَا حَتَّى تَرَى تِلْكَ اَلْفَوْضَى اَلَّتِي يَتَحَدَّثُ عَنْهَا ، يُمْكِنَ اَلْقَوْلُ إِنَّهَا بَدَأَتْ بِالْفِعْلِ تُنَفِّذُ كَلَامَهُ فِي اَلتَّرْتِيبِ ، لَكِنْ لَيْسَ بِالشَّكْلِ اَلَّذِي يُرِيدُهُ هُوَ ، فِي اَلسَّابِقِ تِلْكَ اَلزَّاوِيَةِ مِنْ اَلْغُرْفَةِ كَانَتْ تَمْتَلِئُ بِمَلَابِسِهَا ، ذَلِكَ اَلْمَكَانِ كَانَ يَحْوِي عَلَى بَعْضِ أَغْرَاضِهَا كَكُتُبِهَا اَلدِّرَاسِيَّةِ أَوْ حَقَائِبِهَا ، غَضَبُهُ كَوَّنَهَا لَا تَجِدُ شَيْئًا تَبْحَثُ عَنْهُ فِي دَاخِلِ اَلْغُرْفَةِ بِسُهُولَةٍ ، بَلْ إِنَّهَا تَشْعُرُ أَنَّهَا تَغُوصُ بِدَاخِلِ عَوَالِمَ وَقَارَّاتِ حَتَّى تَصِلَ إِلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ فِي هَذِهِ اَلْغُرْفَةِ .

مصممتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن