دائما هناك فتاه

4 0 0
                                    

حيرة المرء تنتهي عندما يجد نفسه محط اهتمام لحل المشكله الخاصه به حتى لو لم يتم حلها فلا أعتقد أن هذا يحدث الا بين الزوجين.
ستقول أمي تهتم بي، أبي يهتم بي، اخواني، اخواتي أنا أتفق معك لكن محط اهتمام أمك هو أبوك أي زوجها ومهما كانت تهتم بك فإن الاهتمام الأكبر للأب وهذا ليس خطأ بالعكس لو لم يوجد هذا الاهتمام للأب لتفككت العائله وكذلك لأختك مهما كان اهتمامها بك فإن الاهتمام الأكبر لزوجها سواء جاء ام لا.
وأخوك وأبوك نفس الشيء وهذا لا يعني أنك غير مهم بالنسبه لهم بالعكس أحيانا تجد نفسك الأكثر اعتناءً به من والدك أو والدتك أو اخوانك لكن أنت تعرف أنه في النهاية سيتغير عقلك وهم لن يفهموك كليا وهذه فطره فينا فلا تحاول الشرح لهم ليفهموا لست مضطرًا لذلك لكن لا يعني ألا تتعامل معهم أو تتحدث أو تمزح وما الى ذلك... هم عائلتك هم أساسك هم بدايتك بدون استثناءات نحن نتكلم عن القاعدة العامه وهذا يرجعنا لقصتنا.

في الحقيقه لن أكذب وأقول أتذكر بداية لقائاتنا كلها وأتذكر كل لحظه معها لأن هذه الأشياء لم تحدث معي لكن كل ما أتذكر هو أول مره رأيتها كنت في سن ال20 وهي مرت من أمامي فقط نظرت لوجهها وشعرت أنني اعرفها جيدا بل حتى أعرف اسمها.
"أسماء" هذا ما جاء في بالي وقتها والغريب أنه رغم مظهرها الجذاب الا أنها مرت من وسط شباب ولم ينظر لها أي شخص منهم والمضحك أنه بعد عشر دقائق مرت فتاه أخرى وكانت أعينهم مثل أعين الحيوانات التي لم تأكل منذ يومين.
لنعد لموضوعنا لم يتكرر لقائنا في هذا الأسبوع لكن في بداية الأسبوع الذي بعده مباشرة وجدتها تجلس في مكان قريب من محطة القطار تلك التي اقابل مروان عندها ووجدتها لوحدها تنظر في اتجاه السماء التي كانت بها طيور.
في الحقيقه لم أعرف حتى الأن لما فعلتُ هذا لكني اتجهت نحوها وبدأت في موضوع مباشرة وأنا أنظر للسماء.

-السماء جميله اليوم.

-أجل والطيور تزيد من جمالها.

-بما تذكرك تلك الطيور؟

-تذكرني بالحريه رغم المواقف وأنها معرضه للخطر وأنها قد تموت او يموت سربها الذي قد يحتوي على عائلتها واصدقاءها الا أنها لا تزال تستمر وتبحث عن رزقها ولا تهتم لأي شيء فهي تعرف كل اليقين أن الخير مكتوب لها سواء في موتها او موت من أحبتت وأن الرزق مكتوب لها فدائما تسمع أن الطيور تستيقظ من الفجر وبطونها فارغه وتذهب وترجع وبطونها مملوءه وتعرف ما أفضل شيء أنها تثق بأن الخالق يعتني بها وهذا يجعلها تنام بدون قلق.

-يبدو أنك تحبين الطيور وما تحمله من مغزى.

-أجل وهذا يجعلني أنظر لها معظم الوقت في هذا المكان.

-لكنِّي أمُر من هنا دائما ولا أراكي.

-لأنني كنت انتقلت مع أهلي لأنهم كثيري السفر.

-في سن ال15 او بداية ال16 أليس كذلك.

-لا كنت في الثالثة عشر ورجعت فتره عندما كنت في الخامسة عشر ولكني لم آتي لهنا وقتها كنت مشغوله.

-حسنا يا أسماء تشرفت بلقاءك سأذهب لمقابلة صديقي.

ضحكت ضحكه خفيفه وساحره ونظرت الي وقالت:

-حسنا أيها الطائر مروان لا تنسى فرد أنجحتك لتسرع له فهو ينتظرك منذ زمن.

نظرت للساعه إنها الرابعه والربع الوقت مر مثل الصاروخ ذهبت مسرعا ولم أركز انها عرفت اسمي ولا تشبيها لي بالطائر.

-أسف للتأخير.

-قلقت عليك ماذا حدث؟

ثم اخبرته عنها وعن تلك المواقف فابتسم وقال:

-لدينا شخص واقع في الحب من لقاء واحد.

-أي حب هذا إنها تتحدث عن الطيور أكثر مما يتحدث ذاك الدكتور عن حياته وانجازاته.

ضحكنا كثيرا ذاك اليوم ورجعت للمنزل ثم جلست في تلك الزاويه لأول مره بدون أن أفعل شيء ظللت افكر فقط فيها وفي مروان وفي عائلتي أكثر ما أحبهم لكنها انضمت بسرعه الى تلك القائمه وكأنني أعرفها جيدا والغريب أنني متقبل للأمر بطريقه غريبه.
وزادت لقائاتنا يوما بعد يوما وصرت اتأخر على مروان وأحيانا لا أذهب له وهو كان متفهم ومتقبل.
ظللت أتعرف عليها وانجذب أكثر فأكثر حتى أقتربت من سن الواحد والعشرين وهنا بدأ كل شيء غريب في حياتي.

خلف التفاصيلWhere stories live. Discover now