لا تصدق إنه وهم

2 0 0
                                    

سنموت جميعا هذا شيء مؤكد لكن ماذا عن تقبل الناس هل سيتقبلوا موتنا بالتأكيد لو كنت أب او كنتي أم سيكون صعب بل صعب جدا على أولادك الصغار لأنهم لازالوا بحاجتك لكن لو كانوا كبار ربما يتقبلوا الأمر.

دعنا نعكس الأدوار ماذا لو أنت الطفل الصغير هل ستتقبل موت أمك سيكون صعب وموت أبوك أيضا صعب وماذا عن موت أهلك كلهم إنه أصعب بكثير ولكن ماذا لو أهلك وأصدقاؤك المقربون ربما لا تتقبل الأمر بل ربما تتبعهم كمية الحزن والألم والاكتئاب كفيله بقتلك كليا.

أسف لم أعرفكم عن نفسي أنا الدكتور المشرف على حالة مروان وأظنك فهمت الآن حالة مروان لكن دعني أوضحها أكثر.

في يوم من الأيام عاد مروان من المدرسه لم يكن يتذكر أن اليوم عيد ميلاده لكن أهله وأصدقاؤه كانوا يريدون أن يجعلوها مفاجأه طلب والده منه الذهاب معهم لكنهم رفض لأنه مرهق فقرروا أن يجعلوها في البيت لم يكن مروان يدرك أن بقوله لا جعل أهله وأصدقاؤه المكونين من أسماء ومروان ومروان.

نعم كانوا ثلاثي مروان وكان أمرا مضحكا حين ينادي عليهم شخص بأسماءهم وأظنكم تعرفون بعضا من صفاتهما ابسطها أن احدهما كان يرتدي نظاره والآخر لا وأسماء العاشقه للسماء والطيور.

في تلك الليله وخاصة في الساعه الخامسه بعد رفض مروان الذهاب مع اهله اتصلوا بأصدقاءه وطلبوا منهم أن يجهزوا وسوف يأخذوهم بسيارة والد مروان وما حدث بعدها كان مؤلما لأنهم ماتوا جميعا في حادث لم يستوعب مروان بل لم يتقبل موت أهله واصدقاءه كان صعبا على عقله وما حدث بعدها كالتالي:

وُهِّمَ لعقل مروان أهله بتصرفاتهم في المنزل ثم تجسدت شخصيتين في مروان وترتب عليه اختفاء الشخصيه الأساسيه ثم غير من ذكرياته بحيث ظن أنه بلا أصدقاء كان يذهب لمدرستين مختلفتين معا وظن أيضا أن أسماء لم تقابله يوما.
والآن كيف لم يعرف مروان وخاصة أن الناس سيخبروه او مثلا في المدرسه وهكذا في الحقيقه هذا كان تدخلنا لأننا نريد تقليل الصدمه فصدمه مثلها قد يموت فيها اتفقنا مع المدرستين ومع الجيران وجهزنا عمال أحد لوضع الفطور في الصباح والاخر في المساء وسبب عدم ملاحظته لهم هو انهم كانوا يغادرون فور انتهاءهم من التجهيز وكانت الادوية تعطى له مع كل وجبه كان أمرا صعبا.

أجل كان لأنه وللأسف بعد فتره طويله قاربت ال6 سنوات وجدناه منتحرا لم نعرف هل عرف الحقيقه مثلا أم ماذا والآن السؤال المتوقع
كيف أعرف كل هذا وهو لا يخضع للعلاج بصورة مباشرة وعن طريق مراقبته سنعرف الأمور السطحيه فقط لكن ليس كلها
في الحقيقه هو من كان يحكي كل هذا عند محطة القطار حين كان يقابل مروان وكان من السهل علينا زرع ميكرفون في حقيبته أو ملابسه ونسمع حديثه وكان يتكلم عن كل شيء وهذا ما سهل الأمر علينا الا اننا فشلنا وهذا جعل كل شيء فعلناه يذهب هباءً.

-أهلا يا دكتور هل انتهيت من الكتابه؟

-أجل انتهيت.

-حان الوقت لدفنه.

نعم المؤلم أنني أكتب هذا الآن وهو مفارق للحياه منذ يوم واحد.

-حسنا أنا قادم.

وبعد دفنه ذهبنا لآخر مره لفحص المكان وأنا معهم لأخذ الميكرفونات فقط اشعر أنه تصرف دنيء مني كيف أفكر في الميكرفونات وهو مفارق للحياه منذ يوم وفي النهاية إنها ستذهب للمستشفى لكني شعرت أنني اريد الذهاب معهم ولم أجد أقوى من هذا السبب.

-انظر يا دكتور ماذا وجدنا..!

-إنه ليس كنز أو شيء مجرد مذكرات ضعوها مع باقي الأشياء.

كان الامر غير ملفت للانتباه الا أنني فجأه أردت أن أقرأها وخصوصا أنهم ثلاثة مذكرات وثلاثتهم لمروان ونحن لسنا من المجتمع الذي يكتب مذكراته وقصة حياته أو يكتب أحداثه اليوميه فهذا دفعني.

الاولى تتحدث عن المدرسه وكيف أنها مزعجه بدون مروان لكن الغريب أنها تقول أنه رحل للأبد ويجب أن يتقبل الوضع ثم وضح قصة حدثت في المدرسه.

الثانيه تتحدث عن أسماء وأنه كان يحبها والاكثر غرابه أنه كتب في بدايتها لولا الموت لما تفرقنا.
الثالثه والاكثر غرابه تتحدث عنا وعن المستشفى والعمال وعني شخصيا.

إنه كان يعرف بل كان يسجل لنا وكتب في نهايتها أعرف أنك ستقرأها لهذا السبب اساسا كتبتها.

لن اقف عند هذا الحد أخذت المذكرات الى بيتي وجلست وبدأت قرائتها بالترتيب الذي وضعه صاحبها.....

خلف التفاصيلWhere stories live. Discover now