فراشة الحب، الجزء الأول / الكاتبة : رويدة الدعمي

~ فــراشــة الحــب ( ٥ ) .

َ

~ فــراشــة الحــب (٥) .

خرج علي إلى المسجد وهو مشحون بالصحابة، يقول علي : فاستحييت أن أشخص قومًا وأدع قومًا، ثم صعدت على ربوة هناك وناديت:
أجيبوا إلى وليمة فاطمة، فأقبل الناس إرسالًا فاستحييت من كثرة الناس وقلة الطعام!!
فعلم رسول اللّٰه ما داخلني فقال :" يا علي إني سأدعو اللّٰه بالبركة، فجلل السفرة بمنديل وادخل عليّ عشرة بعد عشرة"
ففعلت وجعلوا يأكلون ويخرجون لا ينقص من الطعام!!
كان رسول اللّٰه يصب الطعام بيده الشريفة وأعمامه العباس وحمزة مع علي يستقبلون الناس.
ثم دعا رسول اللّٰه بالأواني فملئت ووجه بها إلى منازل أزواجه،ثم أخذ آنية وجعل فيها طعامًا وقال : " هذه لفاطمة وبعلها ".
انصرفت الشمس للغروب فقال الرسول الأب :" يا أم سلمة هلمي فاطمة"
وكان علًيا قد بقى عند ابن عمه الرسول ينتظر الإذن بأخذ فاطمة ..
جاءت الحورية البنت وهي تسحب أذيال ثيابها وقد تصببت عرقًا وحياءً من أبيها الرسول فعثرت من شدة الحياء فقال لها والدها:" أقالكِ اللّٰه العثرة في الدنيا والآخرة".
اقتربت فاطمة من أبيها ولما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى يراها علي..
هنا تذكر الشاب النوراني ما قاله له ابن عمه الرسول :
(يا علي ما أحسن زوجك وما أجملها! أبشر يا علي فقد زوجتك سيدة نساء العالمين).
خفض علي رأسه حياءً وهو يحمد اللّٰه على ما أنعم عليه حين جعله يرتبط بسيدة النساء!
أمر النبي بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار ممن اجتمعن لأجل عرس فاطمة أن يمضين بصحبتها، وأن يفرحن ويرددن أهازيج الفرح ولا يقلن ما لا يرضي اللّٰه..
أركب رسول اللّٰه ابنته على ناقته وأخذ سلمان زمامها ، وصار النبي يرى ما لا يراه الآخرون..
آلاف الحوريات ينزلن من السماء ويحطنَ بفاطمة مستبشرات بهذا العرس المبارك..
سارت الناقة بفاطمة نحو بيت علي، وكان النبي وحمزة وعقيل وجعفر وبقية بنو هاشم يمشون خلفها، ونساء النبي يسرن أمامها وأصوات الحمد والتكبير ترتفع من هنا وهناك..
دخلت فاطمة دار علي، فدعا رسول اللّٰه عليًا ليضع يد فاطمة بيده وهو يقول:" بارك اللّٰه في ابنة رسول اللّٰه، يا علي نِعم الزوج فاطمة، ويا فاطمة نِعم البعل علي ".
ثم دعا لهما وقال :
(اللهم اجمع شملهما، وألّف بين قلبيهما، واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم، وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة، واجعل في ذريتهما البركة، واجعلهم ائمة يهدون بأمرك إلى طاعتك ويأمرون بما رضيت).

#نــهايــة_الفــصـــل

____
🖊 الكاتبة : رويدة الدعمي .
📚 فراشة الحب ج ١ .

~ في أمـان اللّٰه ورعايـة ١٤ معصـوم 🌸✨.

MAHDI _1188

َ