مني إليك بعد ألف سنة

22 1 0
                                    

فتح عينيه بهدوء ، و دلك صدغه جراء ألم الرأس القوي ، كان يتصبب عرقا ، و جسده بارد كالثلج ، ظل يحملق في السقف الذي اعتاد ان يشتمه كلما لم يستطع النوم ، لكنه هذه المرة ابتسم ، قوس شفتاه الكرزيتان للأعلى و أغمض عينيه بلطف ، أدرك أن سكرات الموت تتقرب إليه ، فاستجمع شتات و انتفض ليتوجه إلى المكتب حيث كان يجلس لساعات يتأمل القمر ، قبض قبضة تحاصر رعشة القلم و شرع في الكتابة ...
.
.
اقف امام الشمس أقلد مشيتها العرجاء اثناء الغروب لأقطف الكثير من الازهار البيضاء من أجل ليالٍ سوداء غير مدونة بعد ، علاج الخوف ولو بعض الذكريات المبحوحة فلنتقاسمها أرجوك ، إن هكذا القصص لا تضم إلا شبحين ، فأرجو ان تتجاوزي مراسيم نمطيتنا و إلا مزقتني وحشة هذا الليل .
التصقت نملة بالسكر لعدة أيام ثم ماتت ، حاولت كثيرا ان تتحرر منه لكن بدون جدوى ، ماتت و مازال طعم السكر عالقا في فمها ، و كذلك حبي لظلمتي التي تقتلني ، قد يتبرعم الحطب في النار و قد تشتعل ذرات الرماد بعد انطفائها لكنني لا اصدق أنني سأرتجل عن صهوة كرسيي و أحرك ساكنا ، مؤمن بالشحوب أيها الليل ، إن كنت تخوِّفني الموت فقد أخوفك برجائي لها ، ليس لي ما أخسره على اليابسة فأغرِقني ، قد أفلت يديك الآن يا ظلمتي ، و أرتمي في أحضانك بشكل لائق .
منذ آلاف السنين و الأخشاب ترافق المناشير
و السنابل ترافق  المناجل
لم يكن المنشار يوما صديقا للأخشاب
ولم يكن المنجل يوما صديقا للسنابل
أنا و أنتِ و المطر لا أحد يفهمنا ، مصطبغ بالظلام ، و مشتاق للارض الحبلى بالموتى ، كم أنا مدين لحظي السيء بمفترق الطرق الذي قادني إليك .
ثم سقط القلم .

🎉 لقد انتهيت من قراءة المضطرب 🎉
المضطربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن