الجزء الثاني

81 17 5
                                    

تلاقٍ مع نفسي : الجزء الثاني

شعرت فجأة بالغرفة من حولي تتحول لللون الأسود وبعد دقائق معدودة عدت لنفس المكان وهو غرفتي...شعرت بالخيبة كون الأمر لم يفلح لكن فجأة سمعت أصواتا من خلفي لفتاة تسعل فاستدرت بسرعة ووجدت فتاة مراهقة تجلس على المكتب وتدرس فتفاجأت منها كونها تشبهني لدرجة كبيرة.

نظرت أيضا للغرفة من حولي فاكتشفت أنه آثاثي القديم وهذا يعني أنني بالفعل سافرت عبر الزمن للوراء.

رفعت تلك القابعة أمامي رأسها عن الكتب ونظرت نحوي باندهاش فابتسمتُ لها وأردفت:

-«مرحبا بثينة»

ردت علي وهي ما تزال مصدومة:

-«هل أحلم؟!»

-«لا...لستِ تحلمين...إنها أنا...أنا أنتِ...نحن واحدة...وأنا الحاضر كانت أنتِ ذات يوم»

رفعت إحدى حاجبيها ونظرت لي باستنكار ثم أشارت بإصبعها نحوي قائلة:

-«لماذا أنتِ نحيلة هكذا؟!»

ابتسمت لها بتكلف وقلت:

-«لقد أكل الاكتئاب سنوات من عمري ومعها صحتي»

-«اكتئاب؟! ولماذا تكتئبين؟! هههههه هذا سخيف...ظننت أن الاكتئاب سخافة...وظننت أنني سأعيش بسعادة وحرية طوال حياتي»

ابتسمت لها بتكلف مجددا وحاولت أن لا أبكي وقلت:

-«لا بد أنكِ في آخر سنة لكِ من المتوسطة»

-«أجل، وغدا لدي امتحان، أتساءل هل سأنجح»

-«بلى، وستجتازين امتحان الباكالوريا والجامعة أيضا»

-«الجامعة! هل حقا تخرجنا من الجامعة؟! لا أصدق أنني فعلتها!»

-«بلى...لقد فعلتها أيتها الشجاعة...كلتانا فعلتها»

-«لا بد أنني درست علم النفس كما كنت أحلم دائما»

-«لا للأسف...لقد درستِ اللغة العربية...لم يكن خيارا موفقا...لقد اضطررتِ لاختياره لأن لا حل آخر غيره...وكانت تلك أكبر غلطة في حياتك»

أصيب الأخرى بإحباط من فحوى كلامي وعبست بوجهها ثم قالت:

-«لا بد أنني أعمل الآن كمعلمة...أليس صحيحا؟»

-«لا للأسف...لقد عملتِ كمدرسة خصوصية في المنزل للأطفال...وعملتِ في بيع مستحضرات التجميل والمجوهرات...أما كمعلمة فلم تجدي وظيفة أبدا»

-«حسنا هذا مؤسف...بما أنكِ عشتِ المستقبل فهل صديقتي المفضلة زينة نجحت أيضا؟»

-«للأسف لا...لقد رسبت وأنتِ نجحتِ وافترقتما»

ردت علي بإحباط وحزن:

-«لكن سنجتمع قريبا أليس كذلك؟»

اومأت لها برأسي بالسلب وأنا مبتسمة تلك الابتسامة المتكلفة:

تَلاَقٍ مَعَ نَفْسِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن