إنبِعاثُ الظّنُون

671 36 26
                                    

خَدْرٌ هَادِئ يَمْلأ الرُوحْ.؛ وَ ليْس ثَمه شَئ سِوىٰ رَغْبتها فِي التنَصُّلْ مِن المَشاهِد كُلهَا وَ البَقاءْ بِمعزلْ.

لكّنها و رَغم هذَا ، لأجلّ عشَاء الليلَة ، جَهزت نفسهَا مثلَ جارية علَى وشك أنّ تُساق لِسيِّدها .

صَففت شعرَها البُنِّي ، و صَار ينسدِّحُ علَى عُنقهَا ، و سيَّجت مِحياها بطبقةٍ منّ مساحِيق التجمِيل دَارت عُيوب الشبَاب عليهَا ، و فِي الخِتام إعتَنق جُثمانها فُستانٌ أحمَر مِنّ سُندس مبتُور الكُمَّين حتَّى الكَتِفيْن ، ضيقُ الخِناق علَى مُنحنياتِها و عِندَ ساقيّها يستبسِلُ تائِبًا.

وَاربت ما بَاحت عنّه ياقتِه الصَرِيحَة بِمعطَف أسوَد ، و توَكلت علَى كعب خَاصم البَلاط بِشبر للوُصول إلَى المُلتقَى ، أسفَل الدَرج حيثُ ينتظرها جيمِين و والدتّها و العمة كذلِك.

" هَل هِيَ بارِيس؟ أمّ لطالمَا كُنتِ جميلة هكَذَا إيلَا؟ "

نَطق جيمِين حينمَا بذلت فِي سبيله خُطوَة.

" لَاتُبالِغ كثِيرًا جِيمِي "

أشاحَت بوَجهها ناحيَّة والدتّها حيثُ أذرَفت تنهِيدة مزيفَةٌ بالغَيرة .

" والدتِي أفضلُ منِّي بِكثِير "

و قد كَانت سُوزن ترتدِي فُستان زهرِي طُوله يتجاوز الرُكبَة بقَلِيل، بأكمَام طوِيلة و كَعب قصِير أسوَد اللون كالحقيبَة الّتِي تحملها بيدِها فِي حِين جَمعت شعرها علَى شاكلة كعكة نائمة تُناسِب عمرها.

" إبنتِي الأجمَل ، لَايسعُنِي سوَى الشعُور بالسعادة و أنا أراكِ تتحاولِين إلَى أنُثى بَعد كلّ تِلك السنوات منوطَبش المراهقة و تشبُهك بالذكُور."

كَانت إيلَا علَى وَشك التذمُر و إجابتهَا لكّن صاحبَة الفُستان غامق الزرقة المنكُوش سبقتها بِذلك.

" ماذَا عنِّي أنَا ؟ "

رَهنت إيلَا نبرتهَا ، و رَقت كأنّها جناح فرَاشة تُرفرِف .

" كَيف يُمكننا ذلك عمتِي دارِين ، تبدِين جميلَة جدًا ، كشابة فِي مُقتبل العمر."

" حسنٌ ، سأنسَى أنّكم استثنيتمونِي منّ هذه المُحادثَة و لَم يُجامِل أحد وسامتِي لأننّا سنتأخَر علَى زوجتِي المُستقبليَّة إنّ استمررتُم هَكذا ."

قَال جيمِين فقهقهت النِسَاء الثلاثة علَيه ، قٖبل أنّ تُذلِف والدته يدها بِيدِه و يغادِرون المنزِل ناحيَّة المَطعم المُتَفقِ علَيه للقاء منّ أجل عشَاء الليلَة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 𝙳𝚒𝚛𝚝𝚢 𝚕𝚘𝚟𝚎 |  الحُبّ القَذِر  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن