أهَـازٍيج

1.7K 94 32
                                    

إنّ كَانت إيلاَ النار المُلتهِبة الثائِرة المستعدة لإشعَال كلّ مَن حولِها فَ جُون باتيست سيكُون الجلِيدُ الّذي يعكسهَا تمامًا.

عِندما رأتُه ثانيَةً بواجهة المرآة و هي معقوفةٌ بجسدِه كالغِرَاء ، تذكَرت المرَة الأولَى الّتِي أحضَره فِيهَا أخيهَا جيمين للمنزِل حيثُ نَظر لهَا جُون وقتهَا بعجرفَة.

كَان ذلك عندمَا كَانت مجَرد طِفلَة بالعَاشرة قَبل إثنتَي عشر سنَة حيثُ كَان هُوَ وقتها شاب جامعي بريعَان شبابه .

كَان يُعامل السيدة سوزَان  بلباقَة ممتازَة ، عِلمًا أنّه كان إبن المدينة العاشِق للفوضى ، والده كَان يعمَل بالقوات الجويَة ، بينمَا جون سافر معظم دول العَالم ليستقِر أخيرًا بالمكسِيك لدراسَة القانون .

رَغم أنّ إيلاَ منذُ أول زيارةٍ له كَانت تشُك فِي رؤيتِه ثانيةً ، لكّنها أخطأت الظّن مُذ أنَّ جُون كَان يتصَيد الوَقت ، فعطلَة بعد عطلَة ، و فرصة بعد فرصة كَان  يأتِي لزيَارة ، رَغم أنّ ذلِك كان يُكلِفُه مبلغًا كبيرًا مِن المَال.

و لا أحَد يستطِع معرفَة  كَيف شعَرت إيلاَ ، فشقِيقها الوحِيد الّذي اعتَاد اصطحابهَا لكلّ مكان يذهبُ إلَيه ، قَد تخلى عنّها و قٖد تأكَدت أنّ جُون هُو الّذي أقنَع شقيقها بأنّ السمَاح لأختِه الصغِيرة بملاحقتِهما هُو عائِقٌ لأي نوع من الحيَاة الإجتماعية ، و الحيَاة الإجتماعية كَانت تعنِي لهمَا الفتيات آنذاك.

و هكذَا إبتدأت بينهمَا حربٌ باردَة إستمَرت لسنوَات ، باتِيست كَان الأكثَر مكرًا إذ كان دائمًا  يجلبُ لها الهدايا معه و يحرُص على تقديمها لها أمَام والدتها مجبرًا إياها على شكرِه بطرِيقة لائِقَة ، بينما يعرِف كلاهمَا مدى كرهها للهدايَا.

ألعابٌ ورقية كانت هي أكبَر من أنّ تستمتِع بها ، أدوات لكتابَة الرسائل بينما هي تكره كتابتهَا ، ربطاتٌ للشعر بينما هِي لا تربِط شعرهَا على الإطلاَق ، و هل تحتاج فتاة تُماثِل الصبية بِألعابِهم و مظهرهم إلَى ربطات شعر.؟

و الهدية الّتِي كرهتها و لَن تغفرهَا له أبدًا ، كانت كتابًا و قَد نَست عنوانه و لَن تنسى مضمونه أبدًا خاصةً الفصل تحت عنوَان..  « كَيف تكُون محبوبًا و إنّ لَم تكُن جمِيلاً.».

إيلا لاَ تستطِيع تذكُر الوَقت خِلال اثنَتي عشَر سنة  عندمَا لَم يفسِد على الأقَل واحدة مِنّ خططهَا الّتي تضعها بعنايَة عند قضَاء الوقت مَع جيمِين، و يبدُو أنّ أربع سنوات مِن الانفصَال لَم تجعَل المودَة تنمُو فِي قلبِها إتجاهِه.

-

زَفرت مُختلجَة الأنفَاس لترمِي المنشفَة الورديَة فَوق السرِير بَعد أنّ جَففت خصلاتهَا البُنيَة ، تحمُد الله كَون جُون لَم يضِف كلمة فِي حقِها و إنّما بَعد أنّ أزاحت نفسها عنه قَد غَادر فِي صَمت.

 𝙳𝚒𝚛𝚝𝚢 𝚕𝚘𝚟𝚎 |  الحُبّ القَذِر  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن