« الفصل السابع »

122 8 0
                                    


قصى : تعالوا نرجع بالذكريات ونقعد فى الجناين ورا و نولع نور بالخشب
ظلوا ينظروا لبعضهم
قصى : انتوا لسه هتفكروا يلا بينا
ذهبوا هم الأربعة لتلك الحدائق التى تقع خلف القصر على بعد ليس بكبير
سعد : أنا هروح أشوف أمك لكانت عوزانى وأنا قولتلها لما اخلص
محمود : بالسلامة يا اخوى
سعد : مالك يا أخوى صوتك على غير العادة
محمود : متشغلش بالك انت ، يلا روح شوف أمك عاد بدل ما طربقها علينا الليلة دى
سعد وهو يضحك : عندك حق أما أروح أشوفها بس برده هعرف مالك يا ابن أمى و أبوى
خرج سعد وذهب للقصر واتجه محمود لتلك الشجرة العجيبة التى لا يعرف سبب جلوس أدهم المستمر عندها
محمود وهو يضع يده على كتف أدهم ويجلس بجانبه على الشجرة : لساك عتحبها يا واد عمى وجلبك ملهوف عليها
أدهم وهو ينظر له : انت عتتكلم على مين ؟!
محمود : وه عتكلم على اللى خاطفة قلبك عاد
أدهم : وهيا مين اللى خطفاه ؟
محمود : اللى لِساها ساكنة روحك ومرضياش تفارقها من وقت ما كات عيلة صغيرة
أدهم : وهتفضل ساكنة روحى وقلبى معيشوفش غيرها واصل
محمود : ده انت واقع واقع يا واد عمى
أدهم : و من زمان
محمود : ربنا يجعلها من نصيبك
أدهم : يارب
محمود : ليه مقولتش لسيف على السبب مع إنك كنت تقدر تقوله
أدهم : لأن سيف كل اللى يعرفه إن أخوه مات بسبب مرض حتى لما كبر مجولناش للكل غير اكده محدش يعرف السبب الحقيقى غير الكبار واحنا وسعد وماجد بس
محمود : نفسى أفهم عمى كيف يعمل فى بته اكده اللى من لحمه ودمه
أدهم وهو يضغط على يديه ويتحدث بعصبية : جفل عالسيرة دى يا محمود منقصاشى حرقة قلب
محمود : حاسس بالنار اللى عتكوى قلبك يا أخوى
أدهم : آااااه لو أطول أخبيها بين ضلوعى ، هيا كيفها كيف العيلة لصغيرة لكن قوية وجامدة من بره بس جواتها ضعيفة ومكسورة عينيها بتحكى عن خوفها و الأمان اللى مش لقياه
محمود : هتتحل إن شاء الله يا واد عمى ، ارمى حمولك على الله وقول يا رب هوا قادر على كل شىء
أدهم : ونعم بالله
محمود : أسيبك أنا و أقوم عشان أشوف الجماعة لا شكلها اكده هبات بره الأوضة
ضحك أدهم عليه : لا يا عم وعلى ايه روح الحق
ذهب محمود للقصر وظل أدهم جالس ساندا رأسه على الشجرة
عند الصحبة المتجمعة
قصى : أما يا واد يا قاسم شوفت حتة دكتورة فى القاهرة حاجة ايه بسكوته نواعم
قاسم وهو يغمز له : انت بتروح تشتغل ولا بتروح تبص على بنات القاهرة يا ابن خالى
قصى : يا عم ده دكتورة كانت فى المستشفى بتاعتنا هناك وهيا اللى كانت مسئولة عن غرام
قاسم وهو يحك يده بذقنه : اممم دكتورة غرام قولتلى
قصى : اله اله جرى ايه يا ابن عمتشى بلاش دماغك تروح لحته تانية
قاسم : انا اتكلمت انا قاعد مؤدب وف حالى اهو
قصى بصوت نسائي : يخص عليا ظلمتك يا بيبى
قاسم : شوفتى يا حبيبتى عشان تعرفى انى مبحبش غيرك
سيف : جرى ايه ياض منك ليه ما تضبط كده اومال
قصى : ايه ده انت قاعد معانا من ميتى يا جدع انت
سيف بنبرة نسائية : من اول البسكوته النواعم يا ام محمد
قصى وهو يمثل الصدمة ويضع يده على فمه : يا فضحتشى استر عليا يا اخويا ربنا يستر على ولياك
قاسم بنرة نسائية مازحة : تعالى فى حضنى يا اختى تعالى
ضحك كل منهم فما زالوا كما هم عندما يجتمعوا يكونوا نسخة أخرى غير التى هم عليها
قصى : أمير واد يا أمير
أمير : امممم
قصى : اممم ايه يا اخويا قوم روح نام فى أوضتك حد قالت إن رجلى المرتبة اللى أمك جيبهالك
أمير وهو يمسك فى رجله أكثر : اه قالتلى
قصى : اوعى ياض انا بدأت اشكشك فيك
أمير : إذن أنت دبوس
قصى وهو يشد شعره : أبو رخامتك عيل سئيل
أمير : تسلم الله يعزك
قاسم : سيبك منه ده رايحه منه خالص
سيف وهو ينظر لمراد : مولانا العاشق خلصت وصلة العشق مع الحته ولا لسه
شاور له مراد أن يصمت
سيف : ايه يابا راعى السناجل اللى حواليك
مراد : ده انت فى نعمه
سيف بصدمة : انت اللى بتقول كده
مراد : نفسى أعرف عقلى كان فين وأنا بفكر فى الزفت الخطوبة والهم ده
قاسم بتريقة : مسم دلوقتى بقه هم يا عنيا الله يرحم
قصى : أنا رايح لخطيبتى أنا هفسح خطيبتى أنا رايح أكل خطيبتى أنا معرفش ايه انا وخطيبتى ، يا اخى نفسى اعرف انت حبيتها من أنهى زاوية
قاسم وهو يخبطه فى رجله ، قصى : بتخبط ليه أنا بتكلم بجد حابب فيها ايه ، انت ليه مش عاوز تقتنع إنها حباك عشان فلوسك مش أكتر
سيف : خلاص يا قصى
قصى : لا مش خلاص أنا بقوله كده عشان خايف عليه مش عاوزه يتجرح فى الاخر
نظر اتجاه مراد وهو يتحدث : تقدر تقولى على موقف واحد يبين إنها بتحبك انت مش بتحب فلوسك
أنزل مراد رأسه لأسفل
قصى : ارفع راسك لفوق مش أولاد الهوارى والأسيوطى اللى راسهم تنزل ، راجع نفسك يا مراد وبص حواليك وانت هتعرف مين بيحبك بجد ومين بيضحك عليك
مراد : تقصد ايه
قصى : مقصدش ، يلا بينا يا رجالة الوقت اتأخر خلونا ننام والصبح .......
سيف : والصبح ايه ؟!
قصى : لا ما هيا الجملة كده خلصت
سيف وهو ينظر بجانبه فلم يجد سوى حذائه فأخذه وألقاه عليه
قصى : بقى دى أخرتها يا سيد بتمد ايدك عليا وتضربنى أخدتنى لحم وبترمينى عضم يا راجل
سيف : قوم من قدامى يلا
قصى : اتبطروا عالنعمة لحد ما تزول منكم
قاسم : يا عم احنا مش وش نعم عدينى خلينا أطلع  تصبحوا على خير يا رجالة
سيف ومراد و قصى : وانت من أهل الخير
سيف : بالسلامة يا ابو القصاقيص
قصى : حبيبى يا ابو السيوف ، ولا يا أمير اصحى ياض خلينا نروح نتخمد يلا
أمير : هاا
قصى : هوهو عليك يا بعيد ما تصحى ياض انجز
أمير : جرى ايه يا عم قايم اهو قايم قاااااايم
قام قصى بركله : اخرس هتصحى اللى نايم واللى منمش
ذهب قصى إلى مراد ورتب على كتفه : أنا مش عاوزك تزعل من كلامى أو إنى عليت صوتى انا بنصحك لإنك أخويا وخايف عليك ، تصبح على خير
مراد : أنا عمرى ما أزعل منك يلا ده انت قولتها اخوات
بس انت تقصد ايه ابص حواليا
قصى بغمزة : يعنى تبص حواليك وتشوف مين عنده استعداد يحبك لآخر عمره يلا good night
قام مراد وأطفأ النار المشتعلة وذهب إلى القصر
مر الوقت إلى ان صارت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
صعد أدهم للأعلى ، دخل غرفته وأبدل ملابسه لبنطال أسود وتيشرت من نفس اللون  ونام على السرير واضعا يده خلف رأسه وهو ينظر للسقف و لا يفكر سوى بها
وصل سيف أمام غرفة غرام ودخل ليطمئن عليها وجدها نائمة كما تركها ، جلس بجانبها على السرير و هو ينظر فى حزن
فجأة وجدها تهز رأسها وتقول : لا سيبوه سيبوه محدش ياخده ابعده عنه سيبوه لا لا لاااااا
سيف وهو يهزها كى تستيقظ : غرام غرام فوقى يا غرام
قامت فتحت عينيها وجلست ووجدت أمامها سيف فاحتضنته وأخذت تبكى وتشهق : خليهم يسيبوه قولهم يسيبوه
سيف : اهدى يا حبيبتى اهدى أنا معاكى اهو اهدى
غرام وهى مازالت تبكى : قولهم يسيبوه يا سيف
سيف وهو يربت على ظهرها ويتحدث باستفهام : هوا مين يا حبيبتى اللى يسيبوه
غرام وهى تعود تعاود النوم وتغلق عينيها وبصوت يكاد يكون مسموع : قولهم يسبوا سليم
لم يستطع سيف أن يسمعها بسبب صوتها الضعيف فعدلها على الفراش واعتدل بجانبها فخاف أن يتركها وهى هكذا ربما تقوم مرة أخرى ولا يوجد أحد بجانبها ، فوضع يده على رأسها وظل يرتل بعض آيات القرآن إلى أن نام هو الآخر

حاضر بألم الماضى ( قيد التعديل )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن