« الفصل الثلاثون »

97 6 0
                                    


لم يكادوا ينتهوا من حديثهم حتى وجدوا الصغيرة تأتى عليهم وذهبت ووقفت أمام أدهم واقتربت منه وحدثته فى أذنه بشىء ما
فابتسم لها أدهم و ضرب يده بيدها الصغيرة علامة للانتصار
نظروا باستغراب لهم وانتظروا إلى أن رحلت سجدة فرفع أدهم نظره ليراهم ينظرون إليه و وجوههم تعلوها الاستغراب
كادوا أن يسألوه ما سره مع تلك الصغيرة إلا ووجدوا آدم يأتى جريا عليهم
قاسم : لا انا ابتديت أقلق
دق هاتف سعد فى هذه اللحظة وكان والده
سعد : ايوة يا ابوى
أشرف : فينكم يا ولدى
سعد  :  فى الجناين ورا
أشرف : طيب هموا تعالو لان عمتك بسمة جات
سعد : حاضر يا ابوى دقيقة ونكون عندينكم
أغلق سعد الهاتف مع والده والتفت إليهم : هموا بينا يا رجالة نعاود على جوه العمة جات
سليم : عمة مين ؟!
قاسم : عمتو بسمة
سليم : انا برده بقول فى حد ناقص مشفتوش
أمير : طيب قوم بينا يا اخويا يلا
قامت الشباب ليتجهوا ناحية القصر وهم يتحدثون معا ويضحكون
خرجت غرام ونيرة من الغرفة وما كادوا أن يصعدوا لغرفة لمياء إلا وسمعوا صوت مريم التى تصرخ بفرح وهى تقول عمتوووووووووووا
لتلتفت غرام ونيرة عقب صوتها المزعج
غرام : جرا ايه يا مريم قطعتيلى الخلف
نيرة بفرحة وهى تنظر للاسفل : دى عمة بسمة اللى جات
غرام باندهاش : انتى قصدك عمتو بسمة بتاعتنا
نيرة : ايوة هيا
نزلت غرام ونيرة وكان قد تبعهم باقى الفتيات نظرا لصوت مريم الذى كان عال للغاية
كان الجميع بالاسفل يرحب بالعمة بسمة التى أتت بعد غياب
وكانت هى تحتضنهم بشوق وحب وفى التفاتها لناحية الدرج وجدت تلك المندهشة التى تقف وكأنها ترى شيئا غريبا ، أخذت تدقق فى ملامحها إلى أن عرفت من هى
أما عند تلك المندهشة فقد عاد قطار زكرياتها يفر من أمام عينيها عندما رأت عمتها ... أغمضت عينيها عندما داهمتها تلك الزكريات المؤلمة التى كلما جاهدت فى نسيانها تجدها محاوطة لها ......
Flash back
نجد تلك الصغيرة تجرى فى الحقول خلف باقى الاطفال وهى تضحك بسعادة
غرام : اقفى عندك يا ريم يا غشاشة
ريم بضحك هى الأخرى : انا برده اللى غشاشة ولا انتى
غرام : انتى اللى جريتى قبل ما أخلص عد
ريم وهى تقف وتضع يدها فى خصرها : علفكره بقه انتى انتى عديتى من 10ل 100 وفوتى رقمين
غرام وهى تقف مثلها : قولتهم فى سرى
ريم : يا سلام والمفروض انى اسمعهم وانتى بتقوليهم فى سرك
غرام : أص ......
كادت غرام أن ترد عليها ولكن قطع باقى كلامها سعد الذى نادى عليها فكان يقف من بعيد ينظر لها بنظرة تحمل الكثير من الألم على ما يحدث لتلك الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها الرابعة عشرة عاما : تعالى يا غرام كلمى جدتك
غرام : حاضر جاية
تركت غرام ريم وذهبت ناحية سعد : فى حاجة يا أبيه سعد أنا قايلة لجدتى إنى هلعب مع البنات
سعد : جدتك اللى بعتت وقالت إنها عاوزاكى
غرام : خلاص هروحلها
اتجهت غرام ناحية القصر وكان سعد ينظر فى طيفها وهو يردد : جيب العواقب سليمة يا رب
دخلت غرام إلى القصر. هى تدندن إلى أن رأت الجدة فجرت عليها كى تحتضنها ولكن التقطت عيناها شيئا جعلها تقف مكانها كالصنم و عينيها كانت كفيلة بأن تصف شعورها بالخوف والحزن والاشتياق فى آن واحد
كانت الجدة تقف فى قلق وتوتر توزع نظراتها  بين غرام وبين الذى يقف ويتطاير الغضب من عينيه نحو تلك الصغيرة
غرام بهمس : بابا
كامل بنبرة حازمة : غيرى اللى انتى لبساه ده عشان هنرجع القاهرة
التفت الجميع اليه عقب ما تفوه به 
الجدة صفاء : مين دى اللى عتيجى معاك يا ولدى
كامل : هاخد بنتى يا أما
الجدة بغضب : غرام معتخطيش خطوة بره القصر ده الا لما ابوك اللى يأذن بكده
كامل : ودى بنتى وانا حر فيها
غرام ببكاء : بس انا مش عاوزة امشى من هنا يا بابا
كامل بغضب : متقوليش زفت وهتيجى معايا برضاكى أو  غصب عنك 
جميلة : جرى ايه يا اخوى من ميته واحنا بمعامل اولادنا اكده
كامل : ملكيش انتى دعوة بالموضوع ده يا جميلة عشان منخسرش بعض
جميلة : لما تكون جاى وعاوز تاخد منى بتى اللى ربتها يبقى ليا فيه يا اخوى ، وغرام معتمشيش من اهنه
دخل فى ذلك الوقت بسمة التى جاءت من سفرها هى وأولادها و زوجها ، جرت عليها غرام وهى تبكى بشدة
غرام : الحقينى يا عمتو بابا عاوز ياخدنى ، انا مش عاوزة امشى معاه قوليله يسبنى يا عمتو بالله عليكى
بسمة وهى تحتضنها : اهدى يا حبيبتى متقلقيش محدش هياخدك من هنا 
رفعت بسمة نظرها لترى الجدة صفاء وجميلة ينظرون بغضب لكامل والباقى يجلسون فى قلق مما يحدث
بسمة : السلام عليكم
ايه يا جماعة فى ايه صوتكم خارج لبره
جميلة : تعالى شوفى البيه اللى عاوز يكسر كلمة أبوه
كامل : جميلة بلاش تعصبين عليكى وقولتلك ملكيش دعوة
الجدة فاطمة : جرى ايه معتحترموش وجودى انا وصفاء ولا خلاص كبرتوا علينا
جميلة : انتو على راسى يا أما بس شوفى كلامه اللى يعصب
الجدة فاطمة : اجعد يا كامل لحد ما ابوك وعمك وهبة ياجو من بره وبعدين تبقى تقول اللى عاوزه
كامل : وانا هاخد بنتى يعنى هاخدها
تحرك كامل ناحية بسمة التى تتمسك بها غرام وتشدد فى قبضتها لها كلما رأته يقترب ، أمسك كامل بيد غرام وهو يسحبها
غرام وهى تتمسك بيد بسمة وتصرخ ببكاء : متسبنيش اروح معاه يا عمتو
وأخذت تنظر لجدتها وجميلة وكل من يقفون تنظر لهم بعيون راجية بألا يتركوها معه
ثم التفتت لأبيها تحاول التخلص من قبضته : سيبنى انا مش عاوزة اجى معاك انا اصلا مبحبكش سيبنى
صدم الكل عندما دوت صوت صفعة نزلت على وجهها جعلتها تفقد الاحساس وتتوقف عن الحركة أو الكلام
سحبها كامل بغضب اكبر هذه المرة للخارج وكانت تسير خلفه كالفاقدة للوعى من حولها ، ومن خلفهم كانت جميلة وبسمة تلحقان به قبل أن يخرج بها
جميلة بغضب وبكاء : معتاخدش بتى منى يا كامل ، هات بتى يا كامل
كامل وهو يقف وينظر لها : ودى مش بنتك  يا جميلة
جميلة : لاه بتى انا اللى ربتها وأعمامها و جدودها هما اللى ربوها مش انت
واسرعت جميلة وأمسكت بيده وهى تزيحها عن غرام ولكن دفعها كامل وسقطت على الأرض وسحب غرام مرة أخرى ليخرج
جميلة : روحى وراه يا بسمة متخليهوش ياخدها غرام لو راحت وياه هيموتها
لم تتمكن  بسمة من اللحاق بكامل الذى كان يسير بسرعة فلقد ركب سيارته واختفى تماما من أمام القصر
فى الداخل ..... نجد الجدة صفاء وقعت فاقدة للوعي من صدمتها تجمع حولها زوجات أبنائها بينما اتجهت ميار ناحية هاتف القصر وهى تضغط على بعض الارقام التى بالكاد تراها بصعوبة بسبب بكائها ووقفت تنتظر الرد
: الو
ميار : أمجد تعالى القصر بسرعة كامل اجى اهنه وأخد غرام وأما صفاء وقعت منينا تعالى بسرعة يا أمجد وهات معاك عمى سالم و وهبة 
ما كانت سوى دقائق معدودة حتى دخل محسن وأشرف وخلفهم سعد الذى بعد أن نادى غرام ذهب لمناداة أبيه وعمه حتى يأتوا قبل أن يحدث شيئا
محسن وهو يرى أمه التى تجلس والتف حولها نساء القصر يهدؤنها كما أنه لم يجد أخيه كما قال لهم سعد
محسن وهو يجلس على قدمه أمام أمه : ايه اللى حوصل يا اما وعتبكى ليه
الجدة صفاء : اخدها يا ولدى ومشى ومقدرتش أعملها حاجة
كانت عماله تستنجد بينا ومحدش قدر يلحقها منيه
أشرف : حد منيكم يفهمنى وايه اللى حوصل بدأ ما انتم واقفين اكده
كادت أن ترد عليه حنان زوجته ولكن قاطعها صوت بسنة الغاضب التى دخلت وهى تسند جميلة : اخوك بينه اتجنن يا واد عمى ومعاملش حساب لحد ، اجى اهنه و جر بته ولا كأنها بهيمة وضربها قدامنا
محسن بصدمة : كامل عمل اكده
جميلة بغضب  : اللى حاول يقتل بته وهيا صغيرة يقدر يعمل فيها اكتر من اكده يا اخوى
لو ليا علاوة عنديك رجعلى غرام لحضنى من تانى
محسن وهو يربت على كتفها : هرجعها اهنه من تانى وسطينا متقلقيش ، انى كلمت ابوكى و مسافة السكة وفاته جاى
ما أن انتهى من كلامه ووجد ابيه و عمه و وخالد يدلفون القصر
سالم وهو يدخل وعينيه تدور بين المتواجدين يبحث عن صغيرته : حوصل ايه وفينها غرام
حكى له محسن و جميلة ما حدث فنظر سالم أمامه بغضب بسبب أفعال ابنه : تعاود على مصر دلوق يا محسن انت وخالد وتجيبلى اخوك وغرام
وهبة : أمجد سبقكم على هناك يا ولدى
هز محسن رأسه وخرج سريعا هو و خالد  يلبى طلب أبيه وظل أشرف معهم فى القصر
سالم : عشت و شوفت ولدى بيكسر كلامى فى غيابى ،  لما اموت  هيعمل ايه
وهبة : صلى عالنبى وبلاش كلامك الماسخ ده عاد ، انت عارف ان كامل بيتصرف بطيش ، انا قولتلك هاوده فى الكلام وقوله انك هتخليه ياخد غرام
سالم : انا لو عارف انه معيأذيهاش كنت وديتهاله بنفسى لكن ده ولدى و عارفه وعارف عيفكر كيف
دخل سالم غرفة المكتب وتبعه وهبة و خرج أشرف لينهى أمور العمل سريعا ليعود إلى القصر
عاد محسن وخالد وأمجد إلى أسيوط ليلا و دخلوا إلى القصر وكان الجميع فى انتظارهم على أحر من الجمر
وقف سالم ما أن رأهم وهو لا يرى تلك الصغيرة المفضلة عنده : فين غرام يا محسن
رفع محسن رأسه وهو ينظر لأبيه لا يعرف كيف يقول يحكى له
سالم بعصبية : ما تنطق يا زفت
تدخل أمجد سريعا قبل أن يحدث شيئا لا يحمد عقباه : كامل تاخد غرام وسافر علطول بعد ما عاود من اهنه يا عمى و اختفى كانه فص ملح و داب
خرجت شهقة تحمل وجع وحسرة من جميلة فهى أكثر من أحبت غرام لأنها ربتها مع قصى حيث كانا الاثنان فى نفس العمر عندما جاءت إليهم
سالم : من انهارده لا هو ولدى ولا اعرفه اللى يكسر كلامى ويحرمنى من بتى يبقى مات بالنسبالى ، وانا هعرف كيف ارجعها
دفش سالم تلك الطاولة أمامه بغضب أدت إلى انكسارها بكل ما عليها و اتجه خارج القصر ، ومنذ تلك اللحظة و عمَّ الحزن أرجاء القصر وقلوب من فيه من بعد رحيلها وكانت تلك المرة الأخيرة التى ترى بها غرام عائلتها
Back ......
عادت من زكرياتها الأليمة وهى تشعر بنغزات فى قلبها ودموعها التى تسير بلا هوادة على وجهها  ، فهم الجميع صمتها وعلموا بتذكرها لهذا اليوم فنظروا لها فى حزن
أخذت تنزل من على الدرج إلى أن وقفت أمام العمة بسمة واقتربت منها وارتمت داخل أحضانها وهى تبكى
ضمتها بسمة بشوق كبير فهى لم تراها منذ هذا اليوم وكلما سألت عليها لا يعرفون بم يردوا عليها
غرام : وحشتينى اوى يا عمتو
بسمة : و انتى كمان يا غرام ، كبرتى وبقيتى زى القمر
غرام بضحك وهى تهمس بجانب أذنها : اقولك على حاجة
بسمة بضحك هي الاخرى : قولى
غرام : انتى اللى بقيتى صاروخ يا عمتو ايه الحلاوة دى
بسمة وهى تضربها بخفة على رأسها : اتلمى يا بت
غرام : خلى بالك انا نادرا لما بصرح برأى لحد
بسمة : يا واد يا تقيل
غرام : اومال ده أنا أعجبك
دخل الجميع فى تلك اللحظة وظهر صوت شاب لم تتعرف عليه غرام
ماجد : الحق يا حاج على مراتك بتحضن واحدة نسوان
قام على بضرب ابنه فى كتفه وهو يضحك بتوتر فكان الجد سالم و وهبة يقفون ، على : معلش يا أبا هوا دايما بيحب بهزر كده من غير ما يعرف بيقول ايه
ماجد وهو يغمز لأمه : ألا قوليلى من القمر دى يا ماما
هتف هو بتلك الجملة ووجد نفسه محاصرا فى المنتصف بين حائطان فما كان سوى سيف وسليم فهم طوال القامة و نظرا إلى أن سليم ذو بنية عضلية كبيرة
ماجد : ايه قطعة الميه والكهربا دى بقه
ايه يا جدى انتو الكهربا بتقطع عندكم كده عالى
سليم بغيرة وعصبية : ده انا اللى هقطعها عندك عمومى
ماجد بضحك متوترة : صلى عالنبى كده يا ابو عمو ده انا حتى ضيف
أرجع رأسه للخلف قليلا وهو ينظر لجده : ما تقول حاجة يا جدى
الجد وهبة بضحك : حظك يا ولدى وقعت مع اللى مبيرحموش
ماجد بقلق : يعنى ايه هموت خلاااااااص ، طيب حيث كده
أعاد نظره لأمه : خلى عود القصب اللى جانبك دى......
لم يستطع أن يكمل جملته بعد أن باغته سليم وسيف وهم يضربونه وتركوه يسقط على الارض
ضحكت الفتيات على منظره وهو واقع على الأرض ويتأوه
سهى : ياااه عالراحة اللى انا فيها وانا شايفة حقك. بيجيلى قدام عنيا
قصى : قوم يا اخوى عيبة عليك فى سوق الرجالة
ماجد وهو يفتح عين واحدة : انت شايف ده وقته انا لولا أنهم اخدونى على غفلة كنت قطعتهم
قصى : اه ما احنا واخدين بالنا
أسنده قصى وهو يدخله ليساعده كى يجلس
قصى وهو ينادى لإحدى الخادمات : هاتيلى علبة الاسعافات يا رضا
رضا : حاضر يا بيه
ذهبت الخادمة وأحضرتها له ، أخذها منها قصى وبدأ فى معالجة وجه هذا الجالس أمامه وهو يكاد يراهم ، فلمح من بينهم سديم
ماجد : ثوفتينى وانا بقطعهم يا ثديم
ضحك الجميع عليه وعلى كلامه الذى تأثر بسبب الضرب
قصى وهو يضغط على الكدمة فى وجهه بغضب : الظاهر انك عاوز عمتى تودعك بدرى
أمير وهو يقترب منه و يربت على كتفه ويعدل من قميصه : بقولك يا ماجدوة يا ابن عمتى
ماجد : ايه
أمير وهو ينزل لمستوى أذنه ويهمس له : عينك ألمحها بترمش ناحيتها هخليك تبطل رمش بيها ، استبينا
ماجد وهو يباع ريقه : اتفقنا
وما كاد أنير يلتفت ويبعد عنه إلا وصاحب عاليا بسبب يد قصى : أاااااه حرام عييكم يا ظيمة  ( حرام عليكم يا ظلمة )
قصى وهو ينظر له ببراءة : وجعتك معلش ايدى فلتت غصب عنى
ماجد : هعديهايك عثان خالى بس مث اكتر ( هعديهالك عشان خالى مش أكتر )
ثم التفت ينظر لسليم وسيف وهو يبتسم ببلاهة : متعرفناث يا ثباب
قاسم وهو يشير عليهم : دول اولاد عمك كامل سيف و سليم
ماجد : تثرفنا
غرام بضحك : حرام عليك يا سليم ده انت بهدلته
ماجد وهو يشير على وجه : اه والله بهدلنى اوى حتى ثوفى
سمع صوت يأتى من عند باب القصر : واحنا قصرنا معاك يا ابن عمتى استنى لما اوحب انا معاك وبعدين نخليهم كلهم يشوفوا 
اتجه أدهم يسلم على عمته و زوجها : الظاهر ان ابنك مستعجل  اوى انى أرحب بيه
ضحكت بسمة وهى تربت على يده
أدهم : كل دى غيبة يا عمة
بسمة : خلاص معدش هيبقى فيها غيبة تانى
لمياء : معدتيش هتسافرنى تانى صح
سهى : أجل لن نسافر بعد اليوم
ربت الجد وهبة على كتف على زوج ابنته : زين ما عملت يا ولدى بدل الغربة و بهدلتها واهو تبقوا بين اهلكم ووسطينا
على : ربنا يبارك فيكم وتفضلوا معانا دايما
سعد الجميع بهذا الخبر فبعد اشتياق وبعد عادت العائلة مرة أخرى
الجدة فاطمة : قومى يا بتى اطلعى انتى و جوزك وأولادك ارتاحوا شوية عشان تنزلوا وناكلوا كلاتنا مع بعض
صعد الجميع إلى غرفهم ، بينما خرجت غرام من بينهم دون أن يراها أحد وذهبت ناحية اسطبل الأحصنة وجلست عند تلك الشجرة الكبيرة هناك وهى تنظر أمامها بشرود ، انتفضت حينما شعرت بيد تربت على كتفها لم يكن سوى والدها الذى جلس بجانبها و يمسك بيدها الصغيرة بين كفتيه
ظلا صامتان يسود الهدوء من حولهم إلى أن تحدث كامل بصوت يشوبه الحزن : انا عارف انك افتكرتى اللى حصل يوم ما اخدتك من هنا لما شوفتى عمتك بسمة متعرفيش انا قلبى بيوجعنى ازاى لما بعرف انى سبب كل زكرى وحشة جواكى انا عارف انى غلطت فى حقك اوى ومليش اى مبرر يشفعلى اسلوبى ده بس انا عايزك تسامحينى
شددت غرام على يد أبيها وهى تنظر له بعيون باكية : صدقنى أنا مسمحاك بس صعب أنسى اللى مريت بيه فى ثانية كل ما بحاول انسى بترجع حاجة تفكرنى غصب عنى والله
رغم كل اللى حصل انا كنت بحبك وهفضل أحبك لأنك أبويا ولأنى عارفه انك بتحبنى كمان ، أنا كنت ببقى صاحية لما كنت  بتستنى الكل ينام وتدخل تشوفنى وتغطينى ، كنت كل يوم أفضل صاحية لحد ما تقرب تيجى وأعمل نفسى نايمة كان بيبقى نفسى أقوم وأحضنك واسألك ليه بتعمل فيا كده ، ببقى نفسى اقولك انك زى ما انت مفتقد وجوده انا برده كنت مفتقداه
نظر لها والدها فى صدمة ، بينما هى نظرت له ببسمة حنونة : انا كنت عارفه انك بتعاقبنى على موت سليم لانى لما رجعت معاك القاهرة سمعت اكتر من مرة لما كانت ماما تكلمك وتقولها انى السبب وكنت عارفه أن ليا اخ اسمه سليم تيتى كانت قالتلى وانا صغيرة وبدأت أدور على صوره لحد ما عرفت
صحيح كنت بزعل اوى من أسلوبك معايا بس بعدها كنت بقدر أنه من ورا قلبك
احتضنها كامل بشدة وهو يردد : حقك عليا يا بنتى كنت هضيعك من ايدى
شددت من احتضانها لأبيها : انا دلوقتى مبسوطة انك معايا بجد وبتحبنى وده أهم عندى من أى حاجة
قاطعهم صوت من خلف الشجرة : الله الله يا سى بابا يعنى غرام اللى تتحضن بس وانا لا
غرام : تعالى يا ست ليل حضن بابا يساعى من الحبايب ألف
جاء من بعدها سيف وسليم وهم يردون على بعضهم
سيف : طيب ألحق أنادى على الحجة تشوف التسيب الأسرى اللى احنا فيه ده
سليم : دى حاجة ميتسكتش عليها أبدا
تدخلت تلك الصغيرة التى تشبه أخيها الكبير : انا ناديت لماما وخلاث جات أهى
سيف بصدمة : انتى ما صدقت يا زؤردة
كانت تقف تنظر بعيون تختلط بها دموع الفرحة لتجمع عائلتها أخيرا بعد جفاء وبعد وألم واشتياق
حمدت ربها على ما وصلوا إليه الآن وعلى تجمعهم
سليم : أهى ست الكل جات أهى ، احضرينا يا ماما
نرمين بابتسامة حنونة : انتم مش هتبطلوا غلبة ابدا
ثم نظرت ناحية بناتها وهى تراهم يجلسون بأحضان والدهم فجلست بجانبهم ثم أشارت لسيف وسليم بأن يقتربوا منها لتحتضنهم هى الأخرى
سجدة وهى تصعد فوق سليم حتى تحتضن أمها هى الأخرى
سليم : اخنقينى احسن يا سجدة
سجدة : انا كمان عايزة احضن ماما اثمعنا انت
غرام : صحيح اشمعنا انت يا سليم ما أنا كمان عاوزة احضن ماما
ليل : وانا كمان
سيف : هيا جات عليا وانا كمان
كامل بغضب مصطنع : جرى منك ليها هيا سايبة ولا ايه
سليم وهو يغمز لأمه : أله هوا الحج بيغير ولا ايه
صعدت صوت ضحكاتهم تشق عنان السماء
كانوا ك لوحة تجسد جوى أسرى هادئ تتحدث فيه قلوبهم
( اللى ميعرفش مين بسمة
بسمة هي الابنة الأخرى لوهبة الهوارى تزوجت من على الزناتى كان معها فى جامعتها و أعجب بها وتقدم لخطبتها وبعد زواجهم سافروا للخارج  ،أولادهم ماجد وسهى وشجن
كانوا ينزلوا لمصر شهر لو شهرين كل سنة )

حاضر بألم الماضى ( قيد التعديل )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن