مسك عاصى بيد سليم وضغط عليها ، أخذتهم نهى وخرجت من هذا البيت واتجهت لمكان لم يستطع عاصى تحديد أين هو ولكن عندما وصلوا وجدوا طائرة تقف بانتظارهم ، نزلوا من السيارة ومشوا تجاه الطائرة وركبوها ، ثم تحدثت نهى للطيار وبعدها تحركوا إلى لندن
بعدما وصلوا إلى لندن ونزلوا من الطائرة وجدوا سيارتان بانتظارهم وقفت نهى أمام إحداهما وسندت عليها بيدها والأخرى كان يقف أمامها عاصى وسليم و الرجال ممسكون بهم
رفعت نهى نظارتها ونظرت إلى رجالها : خدوهم على الفيلا وخلوا بالكم منهم على ما أجى
لم يتحدث عاصى ولكنه خمن ذهابها إلى منظمة المافيا التابعة لها ، تحركت السيارتان كل منهم فى اتجاه مختلف
توقفت السيارة التى يقنط بها عاصى وسليم أمام قصر أقل ما يقال عنه أنه جميل كان مصمم على أحدث طراز نزل الرجال و سحبوهم إلى الداخل و أجلسوهم وظلوا واقفين أمامهم وجاءت إحدى الخادمات وتحدثت إلى رجل من الواقفين وذهبت وبعد قليل من ذهابها خرجت بعربة صغيرة تحمل عليها أطعمة مختلفة الشكل فما كانت سوى أشهى الأطعمة الفرنسية ، وضعت الطعام بطريقة مرتبة على السفرة ثم دخلت اللى المطبخ مرة أخرى ، توجه أحد الرجال ناحية عاصى وسليم محدثا إياهم : قوم انت وهوا عشان تاكلوا
سليم : مش عاوزين حاجة
أعاد الرجل كلامه مرة أخرى ورد عليه عاصى : مش عاوزين ناكل ايه هتأكلونا غصب كمان
الرجل : دى أوامر ولازم تتنفذ ف قوموا بالذوق افضلكم بدل ما نقومكم غصب
لم يرد عاصى افتعال المشاكل نظرا لوجود سليم معه ، فقام عاصى معهم تجاه السفرة وجلس على احدى الكراسى و كان سليم على يمينه وبدأ عاصى فى الأكل حتى يتأكد من سلامته
وبعد أن انتهوا أخذوهم لغرفهم بالأعلى ولكن صمم عاصى أن يظل سليم معه فى نفس الغرفة ، لم يوافقوا على ذلك ولكن مع اعتراض عاصى فجعلوا سليم يبقى معه ، بعد خروجهم تحدث سليم : عمو عاصى انت ليه صممت إنى أحون معاك فى نفس الاوضة
كان عاصى ينظر من النافذة أمامه التى يحيطها قضبان الحديد من جميع الجهات وكأنها سجن صغير ، فالتفتت على كلام سليم له واتجه ناحيته وهو يمسكه من كتفه : أنا خليتك معايا عشان انا مضمنش لحد دلوقتى خطوتهم الجاية ايه ولا تفكيرهم ايه ، فلما تكون قدام عينى افضل ليا وليك عشان اكون مكمن عليك اكتر ، وغير كده انا عاوزك تسمعنى فى كل اللى هقولهولك عشان نقدر نخرج من هنا
و اوعى تأمن لأى حد فى البيت او فى البلد اللى احنا فيه ده يا ابنى لحد ما نشوف آخرة اللى احنا فيه ده ايه
سليم : انت ليه بتعمل معايا كده مع إن كان ممكن تسيبنى ليها وتمشى
ابتسم عاصى على ذكاء ذلك الطفل : انا عارف ان عمرك صغير بس عقلك أكبر بكتير فعشان كده عاوزك تعرف انى عمرى ما اقدر أخون ابوك وعمك أمجد لأنهم اخواتى مش أصحابى بس و ده غير انهم وقفوا معايا كتير وسندونى وحقيقى لو كان عندى اخوات معتقدش انى كنت هبحبهم بنفس مقدار حبى لابوك وعمك ، وبالرغم انى مقربلهمش ومقطوع من شجرة ومليش حد بس عمرهم ما حسسونى بكده حتى لما روحت عند جدك فى الصعيد هناك رحبوا بيا كأنى واحد منهم وعاملونى كأتى ولد ليهم من ولاد العيلة وجدتك عوضونى عن حنان الام اللى كنت محروم منه بقالى كتير ، فاستحالة يطاوعنى قلبى إن دى تكون رد جميلهم على اللى عملوه معايا واوعدك انى هحميك بأر طريقة حتى لو هتكلفنى حياتى المهم إنى أحافظ عليك وأرجعك ليهم انت قبل ما تكون ابن صاحبى ف انت ابنى وانا مربيك من وانت صغير
انا عاوزك تتأكد إننا إن شاء الله هنخرج من هنا يمكن الفرصة مش متوفرة حاليا بس إن شاء الله هنخرج
احتضنه سليم سريعا فأربت عاصى على ظهره بحنو
عاصى : يلا يا بطل ادخل خد شاور و بعدها تنام شوية عشان تاخد راحتك لان فاتك تعبت
سليم : طيب وانت
عاصى : لما تخلص انت هدخل انا بعدك
سليم : ماشى
اتجه سليم ناحية الحمام المرفق بالغرفة و ماهى إلا دقائق وخرج
سليم : انا خلصت
قام عاصى واغلق باب الغرفة بالمفتاح : تمام تعالى انت اطلع نام يلا على السرير ، وانا مش هطول وهخرج علطول و خلى بالك لو حد خبط متفتحش لو لقيت قلق اندهلى علطول ماشى
سليم : تمام
...على الناحية الأخرى ضغطت قدمها على فرامل السيارة وهى تصفها باحترافية بالخارج أمام قصر أضخم من الذى تمتلكه ، فنزلت من السيارة وبيدها بعض الأوراق واتجهت إلى الداخل ، لم يقاطع سيرها أحد منذ لحظة دلوفها فهى معروفة بالنسبة لهم
كانت تمشى بغنج إلى أن دخلت القصر واتجهت ناحية الذى يجلس على كرسى ضخم أمام نافذة طويلة ذات التصميم الفرنسى ويجلس بجانبه على الأرض كلبه اسود اللون وبيده كأس ممتلئ بالمحرمات
استندت على أذرع الكرسى المقابل له بعد أن وضعت أمامه تلك الأوراق
مجهول : مكنتش اتوقع انك تجيبى الورق بالسرعة دى
نهى : انت مش مكلف اى حد برده
مجهول : عشان كده انا لسه متمسك بيكى لحد دلوقتى ، لو كان حد غيرك مكنش هيفضل عايش لحد دلوقتى وأظن انتى عارفه كده
نهى بضحك : شكرا لكرم حضرتك مش عارفه اوديه فين
لاحت على وجه ابتسامة صغيرة عليها : انتى معزتك عندى غالية وغير الكل والدليل على كده انك الوحيدة اللى بتشوفنى وبتقدر انها تتكلم معايا بطريقتك دى
نهى : نحن نختلف عن الاخرين
مجهول : وانا اشهدلك بكده
نهى : امممم ، طيب المهم دلوقتى اعمل ايه فى اللى معايا هناك دول ؟!
مجهول : احذرى من الاتنين إن كان عاصى ولا العيل الصغير اللى معاه
رفعت نهى حاجبها وهى تنظر له باستفهام
مجهول : عاصى ده انا حافظه كويس من أيام ما كنا فى الكلية ، هوا طيب بس دماغه فى التفكير سم عن كامل وأمجد ، ممكن يبقى قاعد ساكت وميديش أى رد فعل بس دماغه شغالة وبتفكر ويربط الأحداث مع بعضها ، و لو نفذ اللى بيفكر فيه انا ذات نفسى مبتوقعش منه كده
وعاصى على الرغم أنه أصله مش صعيدى بس شخصيته جامدة ومختلفة عنهم و غير كده أنه قضى فترة كبيرة فى الصعيد واطبع بطباعهم ، والعامل الأساسى لده كله إن عاصى طول عمره قبل كده كان وحيد من بعد ما أهله ماتوا فى حادثة ومكنش لتبقى حد من عيلته نهائى من وقتها وهوا معتمد على نفسه اشتغل ودرس واتخرج وفتح شركة مع كامل وأمجد ، فاللى أقصد اوضحهولك إن عاصى مر بكتير و واجه كتير يعتبر انه دارس الحياة بمعنى اصح ويقدر يفهم الشخص اللى قدامه كويس اوى
نهى : يعنى انت عاوز تفهمنى أنه عارف انى كنت بضحك عليه ؟!
ضحك المجهول : طبعا عارف ومتأكد و فضل مسايرك فى كلامك لحد ما جه معاكى لندن ، والسبب الاول أنه فضل مكمل معاكى فى اللعبة على الرغم من إنه كان يقدر يبعدك من البداية خالص و هوا أنه عرف إنك شغالة تبع عصابة مافيا فبالتالي شك فيكى ومن تقربك الزيادة ليه وخصوصا كامل فكان لازم يفضل مكمل عشان يعرف ايه اللى وراكى و يبعدك عنهم ويحميهم
نهى : كنت بستغرب من تعاملهم مع بعض اللى كان يشوفهم مكنش يتوقع إن دول صحاب مش أخوات
مجهول : طول عمرهم فى الكلية الكل كان يتكلم على صداقتهم حتى الدكاترة وأنهم كانوا اوائل الدفعة طول سنين الدراسة
نهى : طيب فى سؤالين محيرنى
مجهول : اسألى اللى انتى عوزاه
نهى : انت قولتلى إن أحذر من عاصى ليه كمان قولتلى إنى احذر من سليم مع إنه طفل يدوب 11 سنة
مجهول : لأن سليم تربية عاصى مش كامل ف لازم تقلقى وتحرصى منه هوا اه زى ما انتى بتقولى عيل 11 سنة بس دماغه تسوحك أو زى ما بنقول يوديكى البحر ويرجعك عطشانه
نهى : ايه تسوحك دى ، هوا انت ليك فى الكلام الشعبى ده
ضحك بصوت عالى : ميغركيش انى زعيم مافيا و عايش فى دولة غربية ، انا متربى عمرى كله فى مصر
نهى : لما انت متربى فى مصر ايه اللى يخليك تعمل مع اولاد بلدك كده
مجهول : لا دى قصة تانية ومحتاجة وقت خليها مرة تانية
نهى : اممم وانا مستنية اعرفها
مجهول : لسه فى اسئلة استجواب تانية انهارده ولا خلاص
نهى : ما ده كان السؤال التانى
وضع الكأس الذى يحمله على المنضدة واقترب منها وهو يمسك يدها : سيبك من ده كله قوليلى مش ناوية تحنى على قلبى ده
كان يقول لها هذا وهو يمسك بإحدى يديها ويضعها على قلبه
حاولت نهى فى فك نفسها من بين يديه ولكن لم تعرف فقد شدد من ضمه لها
مجهول : متحاوليش يا نهى ، لحد امتى هتهربى منى
امتلأت عيونها بالدموع وخارت قواها على التحمل فكادت أن تقع ولكن مسكها بشدة و أجلسها على أقرب كرسى وكان يجلس هوا على ركبتيه ممسك بيدها وهو يتفحصها بقلق : انتى كويسة ولا أطلبلك الدكتور
نهى : لا كويسة مفيش حاجة
مجهول : اومال مالك فى ايه ؟
نهى : مفيش حاجة
مجهول : طيب مش هتريحينى وتردى عليا ، انتى عارفه انى بحبك وانك غير الكل عندى
نهى وبدأت فى البكاء مرة أخرى ، فلم يرد أن يضغط عليها وترك يدها ووقف و ارتسمت معالم الحزن على وجه : انا خارج لو حابة تفضلى هنا براحتك ده بيتك
قبل أن يتحرك مسكت بيده و أخذت تبكى بصوت عال فقام هو باحتضانها وأخذت يربت على ظهرها وييمشى يده على شعرها حتى تهدأ
مجهول : هشششش بس بلاها الدموع دى
نهى : انا بحبك اوى بس انا خايفة انت عارف انى دخلت فى الشغلانة دى غصب عنى يعنى ممكن يجى يوم من الايام وأموت
وضع يده على فمها : انا عمرى ما اسمح بكده ابدا
نهى : انت بتقول نتجوز تمام افترض انحوزنا دلوقتى وخلفنا تقدر تقولى هتحمى عيالنا من مين ولا مين ، أعدائك كتير من حواليك وكله بيحاول يدمرك من دلوقتى تخيل بعد كده هيبقوا عاملين ازاى ، لو انت روحت منى انا هفضل لمين
عرفت انا مكنتش برد عليك ليه
مجهول : وافقى انتى بس وانا هحميكى بروحى صدقينى انا لو حاسس بان جوازى منك فيه خطر عليكى حتى لو قليل عمرى ما كنت هكلب منك كده أبدا لانك تهمينى يا نهى انتى ، انا هيخرك تانى لآخر مرة تتجوزينى يا نهى ؟!
ولو مش موافقة هحترم قرارك وهخرجك من المنظمة خالص ومش هتبقى تابعة ليها
نظرت نهى فى عينيه وقالت : موافقة
احتضنها بشدة : عمرك ما هتندمى على موافقتك دى
ابتعد عنه نهى قليلا : انا لازم اروح دلوقتى
مجهول : خليكى هنا انهارده
نهى : متنساش إن عاصى هناك ولازم اشوف اخرته ايه
مجهول : قولتلك نقتلهم ونخلص
نهى : وانا سبق وقولتلك ان اى مهمة كلفتنى بيها استحالة انى اقتل حد ، انا ماشية
تركته و ذهبت و كانت طول الطريق غاضبة منه بسبب موضوع القتل هذا فمنذ دخولها للمنظمة وهيا واعدة على نفسها أن لا تقتل نفس بريئة فكانت تؤدى مهماتها فى هدوء دون حدوث أى ضجة ، وقفت أمام القصر الذى اشتراه لها عندما لم ترد الجلوس معه فى قصره ، خرجت نزلت من السيارة ودلفت إلى الداخل ووجدت بعض الرجال بالاسفل فأشارت لهم بأن يخرجوا و كان بجانبها كبير رجالها
نهى : عملت اللى قولتلكم عليه
الرجل : حصل يا هانم ودلوقتى هما فوق لكن فى أوضة واحدة مرضيش إن الطفل الصغير يفضل لوحده فى أوضة
نهى : خلاص تمام روح انت
خرج الرجل وصعدت نهى للأعلى وسارت بخطوات بطيئة و وقفت أمام الغرفة التى هم بداخلها و كانت تلف مقبض الباب ولكنه لم يفتح معها
فى الداخل كان عاصى يجلس على الكرسى الموجود بالغرفة وسليم نائم على السرير أمامه ، سمع عاصى صوت أقدام آتية نحو الغرفة فخمن أن تكون هي لان منذ وجودهم فى الغرفة لم يصعد أحد لهم وما هى إلا ثوانى و سمع مقبض الباب يتحرك فقام باتجاه الباب وفتحه و وجدها تقف أمامه
نهى : انت مفكر إن الباب هيمنع رجالتى عنك مثلا
عاصى : لا افكر ولا مفكرش ، نهايته ايه اللى احنا فيه ده
نهى وهى تلف إحدى خصلات شعرها بيدها : اممم لو قولنا ملوش نهاية
عاصى : رجعى الولد و صفى حسابك معايا
نهى : تؤتؤتؤ انتو الاتنين هتفضلوا منورنا هنا مينفعش نستغنى عن حد منكم الا اذا كنت حابب أن حد منكم يموت
عاصى : وآخرتها ايه حبستنا دى
نهى : منا قولتلك ملهاش آخر وسلام بقه عشان أنا مبسوطة ومش عاوزة حاجة تضايقنى
تركته نهى وذهبت الى اخر غرفة بالطرقة وأشارت له بأصابعها ودخلت ، كان عاصى يقف ويده فى جيبه وينظر لها بنظرات غير مفهومة
ظل الأمر كما هو لمدة شهر او اكثر لم يحدث شيئا جديدا سوى تحضيرات نهى لزواجها وفى تلك الفترة لم تكن تأتى لقصرها سوى يوم كل أسبوع فقط و كانت تلك الفترة كفيلة لعاصى بأن يستكشف القصر من جميع جوانبه ليتمكن من الخروج
...... وعلى الجانب الآخر فى مصر فى محافظة أسيوط حيث يتواجد عائلة الاسيوطى والهوارى يعم عليهم الحزن لفقدان صغيرهم فلم يستطع أحد تقبل الأمر خصوصا أدهم فكان أقرب أحد لسليم ، وخيبة أملهم فى من اعتبروه ولدهم فلم يتوقع أحد أن يصدر هذا منه ولكن الجد سالم كان يعلم أنه لن يفعل هذا مهما حدث فكان عاصى قريبا منه منذ أن دلف الى العائلة وكان يعرف قصته كاملة .......
عودة إلى لندن عند نهى التى كانت تقف أمام قصر زعيم المافيا ففتحت لها إحدى الخادمات ، دخلت نهى تبحث عنه ووجدته يجلس و يتكلم مع أحد ، انتظرت إلى ان انتهى ورحل الرجل ودخلت له محتضنة إياه
مجهول : وحشتينى اوى
نهى : انا معاك اهو
مجهول : حتى وانتى معايا بتوحشينى معدتش قادر اصبر الكام يوم اللي لسه دول
نهى : يا حبيبى دول هما يومين هيعدوا بسرعة
مجهول وهو يشدد من قبضة يده على خصرها : يومين وتبقى مراتى واستحالة اخليكى تبعدنى عنى بعد كده
نهى : وانا عمرى ما هبعد عنك ابدا
صحيح كنت عاوزاك فى موضوع
مجهول : ايه هوا
نهى : دلوقتى احنا هتعيش هنا صح
مجهول : اممممم
نهى : القصر التانى كده ملوش لازمة هيبقى موجود على الفاضى وهيتقفل فكنت بقول لو هتبيعه فى أى مزاد
مجهول : مقدرش أفرط فى حاجة بتاعتك هيفضل زى ما هوا واعملى فيه اللى انتى عوزاه
نهى : بس هوا بتاعك اصلا انت اللى جايبه مش انا
مجهول : مين قالك إن هوا بتاعى انا من يوم ما اشتريته وهوا باسمك
نهى : انت بتهزر صح
مجهول : لا مش بهزر
نهى بابتسامة : انا مش مصدقة يعنى القصر ده باسمى انا
مجهول : ايوة ملكك انتى زى ما أنا بقيت ملكك بالضبط
نهى : بحبك
مجهول : مش اكتر منى
نهى : طيب فى سؤال سألتهولك قبل كده وقولتلى هجاوبك عليه بعدين
مجهول : سؤال ايه ؟!
نهى : ليه بتعمل كده مع عاصى وكامل وأمجد
مجهول : ليه السيرة الغم دى دلوقتى
نهى : السؤال كان شاغلنى بس ف كنت عاوزة اعرف
وقف ومشى اتجاه النافذة وهو ينظر منها : هحكيلك يا ستى
,,, ،،، من وقت ما كنت واد 19 سنة كنا لسه داخلين الجامعة
كنت فى كلية هندسة ، عاصى وأمجد وكامل كانوا معرفين فى الجامعة كلها بصداقتهم اللى بدأت من مدة بسيطة ولكن مع مرور الوقت كانت بتكبر و الكل كان بيضرب بيهم المثل وانا زى أى طالب هناك كان حابب يكون صحاب وكتير من الشباب وانا منهم كان بيحاول يقرب منهم ويبقى واحد منهم
بعد فترة تعارف بينا بدأ يبقى فى بينا كلام بس عاصى مكنش ليرتاح لوجودى و كل ما يشوفنى يبصلى بنظرات غير مفهومة
وان جيتى للحق هوا الوحيد اللى كان فاهمنى فيهم لانى لما قربت منهم مكنش تقرب عادى
فى مرة كنت قاعد انا والشباب لقينا بنت جميلة جدا و بشرتها بيضاء وكانت محجبة عمالة تتلفت حواليها زى اللى بيدور على حد ، الصراحة منكرش ان يومها دخلت دماغى وأنا كنت طايش أوى و أى حاجة بعوزها بتجيلى لو كانت ايه لان ابويا كان طول وقته مسافر بسبب شغله فى المنظمة وأمى
الحاجة الوحيدة اللى كانت حلوة فى حياتى و يمكن لو كانت موجودة مكنش فاتنى هنا بس ماتت بسبب صفقة ابويا خسر فيها وكان تمنها موت أمى اللى اتقلت قدام عينى وانا عيل لسه معرفش حاجة ،، المهم البنت يومها دخلت دماغى وقولت لازم اجيبها و أقضى معاها يوم زى أى واحدة بجيبها ، فقومت ناحيتها ......
مجهول : اتفضل يا جميل اساعدك ازاى
جميلة : عاوزة اروح كلية الهندسة
مجهول : بس كده تعالى معايا
جميلة : لاه ماتيجيش معايا ولا حاجة قولى مكانها فين وتبقى مشكور على اكده
مجهول : ايه ده انتى صعيدية
تركته جميلة وذهبت تبحث بمفردها إلى أن صادفت بعض الفتيات وسألتهم وأدلوها على الطريق ، كان يمشى خلفها و وجدها تقف مع كامل وأمجد وعاصى
كان يسمع حديثهم ، لوجوده بالقرب منهم
كامل : ايه اللى جابك هنا يا جميلة
جميلة : وه اصبر عليا يا اخوى اخد نفسى عاد
كامل : أخدنى نفسك اتفضلى قولى بتعملى ايه هنا
جميلة : مفيش كنت جاية انا وحياة وبسمة بنجيبوا حاجات من اهنه ومعاودين على أسيوط طوالى ، بس ابوى بعت معانا رسالة ندوهالك وانا رنيت عليك كتير عشان تاجى وتاخدها لقيتك معتردش قولت اجيبهالك انى
كامل : ومبعتهاش مع حد من الرجالة اللى معاكوا ليه
جميلة : انا اللى كنت عاوزة انزل اشوف الجامعة اللى كنتو تحكوا عليها كل مرة دى
كاد كامل أن يرد ولكن وجدوا عز يقترب منهم
عز : هيا طلعت قريبتكم
نظر له كامل نظرة استفهام : هوا انت تعرفها منين
عز : أصل كانت بتسأل على كلية الهندسة وكنت لسه هثولها سابتنى ومشيت
جميلة بنرفزة : انا ماشية يا اخوى تعوزش حاجة منى
كامل : لاه مع السلامة
أمجد : استنى يا جميلة أنا احى معاكى اوصلك لبره
تحدث عاصى بنبرة غريبة وهو ينظر لعز : خليك انت وانا هطلعها لحد العربية
تفهم أمجد عليه لأنه يعلم عدم حبه لعز لذلك تركه يوصلها هو
تقدم عاصى أمامها بخطوة وهى تمشى وراءه إلى أن خرجوا من الجامعة ناحية السيارات التابعة لهم وقبل أن يقتربوا منها
توقف عاصى وهو يسألها : جميلة الواد ده قالك حاجة ضايقتك
جميلة باستحياء : محصلشى حاجة الموضوع عدى
عاصى : انا سألتك سؤال يا جميلة ردى على قده
جميلة : معملشى حاجة هوا كان لسه هيتمادى فى الكلام فسيبته ومشيت
عاصى : تمام ماشى ، اتفضلى قدامى يلا عشان تركبى
ما هى إلا خطوات ووصلوا أمام السيارات
عاصى : خلى بالك من نفسك وسلميلى عليهم كلهم
جميلة : الله يسلمك من كل سوء ، يوصل سلامك
ابتسم عاصى وظل واقفا إلى أن ركبت وتأكد من رحيل السيارات من أمام بوابة الجامعة ثم عاد إلى الداخل مرة أخرى
فى الداخل ....
عز : بس الصعيد طلع فيها جمال احسن من المصراوية هنا
كامل بحزم : عز لحد هنا واقف مش معنى أن احنا اصحاب انك تتمادى فى الكلام
عز : يا عم انا مقصدش حاجة
كامل : تقصد ولا متقصدش كلام من ده بلاش منه عشان من عاش من بعض ، يلا يا أمجد
عاد كامل وأمجد إلى كليتهم مرة أخرى و هاتفوا عاصى واخبروه أنهم بالداخل
قابل عاصى عز فى طريقه فوقف أمامه : ابقى العب على قدك يا عز و متجيش جنب حاجة تخص غيرك
عز وهو يغمز له : الاه ده انت واقع بقه
عاصى بملامح باردة وهو يربت على كتفه : ابقى احفظ الجملتين اللى قولتهملك وخلى بالك من نفسك بعد كده
وتركه و أكمل طريقه
عز : هيا بقت كده طيب يا عاصى وحياتك لاجيبها لحد عندى اوريك اللى هيحصلها قدام عينيك......
أنت تقرأ
حاضر بألم الماضى ( قيد التعديل )
Mystery / Thrillerتدفع ثمن ماضٍ أليم وتعيش حياتها فى متاهة بين ... لما يعاملنى هكذا وهل أنا ابنته أم لا ؟! تعانى من معاملة والدها القاسبة لها ولا أحد يعرف سر ذلك سوى القليل فيا ترى ما هذا السر الذى يكمن وراء قسوة الأب على ابنته ؟!