الفصل العاشر ج1

4.1K 308 21
                                    


#الفصل_العاشرج١

واقترب أكرم خطوات حيث تقف جيهان ترتعد كلما اقترب خطوة، ثم وقف خلفها وقال بصوتً جعل الكلمات تقف بحلقها :

_ أطلعي برا ...

ارتعدت جيهان وتجمدت مكانها، كاد قلبها أن يتوقف وهو يتحدث أو بالأصح يطلق الرصاص من شفتيه، موافقتها على هذه الخدعة الساذجة كانت درب من الجنون والحماقة ..!

وبالتأكيد أن الدقائق الآتية ستتلقي بهم كلمات مُهينة وطرد صريح لم تشهده بحياتها .. ولن يتسنى لها أن تدافع عن نفسها بكلمة ولا أن توضح موقفها بالأساس .. ريثما وهو بتلك الحالة من الغضب.

ولكن ما طرأ واستجد على الموقف هو عندما تابع الحديث، الذي قلب موقفها رأسا على عقب .. وقال :

_ أطلعي برا يا وصيـفة .....!!

حملقت جيهان لثوانٌ كأنها تتأكد أن ما سمعته صحيحا !!، وتأكدت عندما نطق أحد الصغار وقال بتوتر شديد :

_ ووصيفة تطلع ليـه ؟!

كأن الصغير أيضا أراد التأكد أن الأمر لا يشير للزائرة المتخفية بزي الرجال هذا، فـرد أكرم وبدا صوته أهدأ بعض الشيء :

_ عايز أقوله حاجة ...

وأشار لجيهان، وابتلعت وصيفة ريقها وتنفست الصعداء، ثم ذهبت راكضة حتى غرفة الفتيات، بينما اقترب أكرم للفتى الغريب وأشار بيده على البنطال الجينز التي ترتديه جيهان، وبالتحديد لثقب بالجانب الأيسر وقال بحدة :

_ ماينفعش تمشي وهدومك بالشكل ده .. معاك هدوم ولا أجيبلك من عندي ؟

وجف الريق بحلق جيهان وهي تنظر لموضع يده على جانب ساقها اليسرى وحدقت بالثقب التي لم تلاحظه عند ارتداء هذا البنطال ... فوضعت يدها عليه قبل أن يلاحظ الجزء البسيط الذي ظهر من جسدها ... بينما كانت نظرة أكرم ضيقة ويبدو عليه الشك وقوة الملاحظة ..!

التفتت جيهان سريعا بطريقة لا إرادية وهي تقول :

_ والله ما خدت بالي ..!!!

وارتجفت عندما ضعف تنكرها عند آخر جملتها، فرفعت رأسها له بالتدريج وحاولت استجماع جميع نقاط قوتها بتلك اللحظة، وعندما التقت عينيها بعينيه الحادة الثاقبة ارتجفت بقوة، وجاهدت أن لا تظهر له ذلك ... وتابعت بصوت كافحت لأن يكون أقرب لصوت رجل :

_ معنديش هدوم غير دول ... والله.

وقفت نظرات أكرم على الفتى الذي تبدو لحيته وشاربه الكثيفان غريبان على تلك البشرة النضرة الناعمة وعمره الصغير !!

وكان في صمت ونظراته اتهام واضح ... فأبتلعت جيهان وأغرورقت عينيها بالدموع خوفا أن يكشفها هذه المرة .... وكان الرجاء بعينيها واضحا للعيان، وكأنه بنظراته لها وصمته يقرأ عمقها ... حتى قال بثبات :

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now