الفصل الثالث عشر ج٢

4.8K 360 48
                                    


#الفصل_الثالث_عشر_ج٢

شهقت جيهان من الصدمة ، هذا كان آخر شيء ممكن أن تتوقعه !! ... الهذا ولهذا عادت ؟! ..

وما جمدها أكثر هي تلك النظرة الساخرة منه، والذي يبدو وكأنه قرأ افكارها وسخر منها ...! هل كانت حمقاء حينما عادت ؟!

أم أن في عودتها الصواب لتكتشف أنها أحبت رجل قلبه من رصاص !! .. لا يقتحم القلوب إلا للموت ..!

توترت عينيها التي سردت بإفصاح كل ما تفكر فيه، خيبة ام خذلان أم كل الأختيارات المؤسفة؟!، وما أزعجها أكثر هي نظراته الساخرة منها، كأنه يسخر من مشاعرها التي باتت واضحة بعد قرارها الغبي بالعودة، كان أكثر قراراتها حماقة وغباء حينما اطاعت قلبها وعادت ليسنّ أنيابه على أرق ما فيها، قلبها ! ..

والعجيب والغامض في أمره أنه على ما يبدو يلاعبها ؟!

كأنه يتلذذ بتعذيبها ورؤيتها كمسخ وشيء مجهول الهوية ! .. فقالت وقد أرادت رد الصاع له قبل أن تذهب من هنا بلا رجعة :

_ موافقــة .

حدجها بنظرة قوية مليئة بالتحدي، وتعجبت أن الانزعاج والقلق ارتسم على وجهه للحظات خاطفة، وكأنه أراد أن يظهر بمظهر الواثق الغير مهتم بوجودها من الأساس على أي وجه فقال وهو ينظر لجهة أخرى :

_ براحتـك .. وبما إنك وافقتي فأظن أن شرطي واضح من غير شرح وتفاصيل مش فاضيلها ، أنتي هنا مش بأي صفة غير إنك ولد من الولاد الموجودين.

ابتسمت بسخرية وقالت وهي تصحح له :

_ وبما أني هكون ولد أو يعني بقيت ، ليه بتقولي أنتي ؟! ... أظن إنك أنت اللي مش عارف تعتبرني ولد رغم إنك بتحاول بكل طاقتك !!.

صوّب نظراته الحادة نحوها بحركة خاطفة جعلتها ترتاب منه، ويبدو أنها استفزته بهذا التصريح، فنهض من مقعده وإتجه وجهتها ببطء وبنظرة ضيقة جعلتها تبتلع ريقها بتوتر .. ولكي يثبت لنفسه أولًا إنها مخطئة قال بعصبية رغم ثباته :

_ ما تتعديش حدودك معايا، مكانك ومساحتك هنا مش أكتر من الموجودين في القصر، ما تحلميش بأكتر من كده ، عشان أنتي اللي هتتعبي، ولوحدك ..!

شحب وجه جيهان وهي تنظر له بصدمة، الغضب على وجهه يؤكد أنها فهمت حديثه على الوجه الصحيح، التمعت عينيها بالدموع ولكنها تحكمت بصعوبة بتلك الدموع وقالت بحسرة تخفيها :

_ في ناس كتير أوي كانت مستنياني اهم بكتير أوي منك ومن وجودي هنا .. لكن رجعت عشان الولاد اللي في القصر ، محبتش أكمل هروبي وأمشي بالطريقة دي وأكسر بخاطرهم .. وقررت لما أمشي يكون برضاهم عشان ما أحسش بالذنب .. لكن لو مش هما مكنتش شوفت وشي طول حياتك .. عيد حساباتك لإن واضح إن كلها غلط ومبنية على وهم ..! أنت من كتر ما بقتش تتكلم مع حد بقيت مثير للشفقة !.

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now