الفصل الواحد والعشرون

5.8K 265 30
                                    

#الفصل_الواحد_والعشرون
اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
صلِ على النبي 3مرات
لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

وفجأة انقطعت الاضاءة، وتصاعدت دقات قلبها ونظرت للستائر الحريرية وهي تتطاير من هواء الشرفة المفتوح بابها على مصراعيه.
ويطل من خلفها نور القمر الذي كسر الظلمة بعض الشيء، واحتاجت جيهان إلى استنشاق بعض الهواء النقي، علها تستطيع أن تثلج قلبها المتقد كالجمر.
ولكن بعد خطوات قليلة نحو الشرفة ظهر أمامها هيكل بشري ضخم وكأنه أتى من المجهول.
لم تستطع رؤيته بوضوح ولكن خطواته إليها تبدو مألوفة
حتى أنفاسه  ..  ورائحة عطره تعرفها حق المعرفة.
لم يلزمها الكثير من الوقت لتعرف أنها أمام سيد القصر الجنوبي.

واليوم هو من أتى  ..  ولكن هل أتى ليغلق ملفات الماضي، أم ليفتحها من جديد ويبدأ وقت الحساب؟. 

انعقد صوتها واصبحت كالخرساء وجبينها بدأ يتصبب عرقا من فرط التوتر، وبدأت تتراجع خطوات للخلف كلما اقترب!.

حتى أضاء "ولاعته" الخاصة واصبحا الآن يرا بعضهما بعض الشيء، ريثما نظراته التي بدت مخيفة خلف نيران القداحة بيده، وكأن هذه النيران مصدرها تلك العينان المليئتان بالغضب، تمتمت جيهان وارتجفت أكثر عندما اصطدم ظهرها بالحائط، وقالت بصوتٍ ضعيف يكاد يصل لمسمعه:
_ أنت  ... دخلت هنا أزاي ...؟!

وبالكاد انهت جملتها حتى انقض عليها أكرم وقطع المسافة بينهما بطرفة عين، واصبح أمامها مباشرةً وهو يقول بصوتٍ يحوي نبرة خطرة مهددة :
_ زي ما أنتيِ في يوم من الأيام دخلتي بيتي من غير أذني !... أنا النهاردة هنا .. في بيتك، مش أنتي لوحدك اللي شاطرة في اللعبة دي ..!

وهدر بصوتٍ كأنه بركان يطلق حممه :
_ النهاردة أنقذتك من تهمة مافيش مخلوق غيري كان هيقدر يطلعك منها ... بس مافيش مخلوق برضه هيقدر ينقذك مني..!

أزدردت جيهان ريقها وتلاحقت أنفاسها تحت نظراته المخيفة المصوبة نحوها، وصرخت وهي تخفي وجهها حتى لا يقترب أكثر، وبدأت تشعر بثقل يقتحم رأسها فجأة، ثم سقطت مغشيًا عليها بعد لحظات.

وآخر شيء ادركته هما يدان تحملانها نحو فراشها، وصوتً يردد اسمها في لهفةً وقلق عكس ما كان منذ قليل..!

وتسير الرياح بإتجاه عواصف الهوى، بأعنف مراحل خريف الحب.

             
                                *************

بدأت جيهان تستعيد وعيها ببطء حتى عندما فتحت عينيها بشحوب وجدت المربية العجوز تجلس جوارها وقالت وهي تربت بيدها على جبينها:
_ الف سلامة عليكي يا حبيبتي  ..

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now