Chapter 5

758 16 1
                                    

"إن كنت سترمين بنفسك .....
فسألتقطك بكلّ سرور وأهرب ...."

-----------------------------
       

          "آه ...."

استيقظت أيڤ معتقدة أنّها حصلت على نومٍ جيّد ،لكن رأسها كان ينبض .....

استيقظت في حالة ذهول في سريرها ،ولمحت ضوء الشّمس المتسلّل من خلال السّتائر .....

أدارت رأسها إلى الجانب حيث المرآة ،ورأت مدى انتفاخ عينيها ....

    'لما عيناي .......؟! '

عادت ذكريات اللّيلة الفائتة إلى ذاكرتها ،عانت من كوابيس لا حصر لها ،تأكلها معظم الأوقات كلّما نامت وحدها ....

كوابيسٌ متصبّغةٌ بلونٍ أحمر قاتم ،مضمخةٌ بالدّماء التّي تتناثر في كلّ مكان ،لم تكن دماءها ،بل دماء الأشخاص الذّين أحبّتهم ....

رؤوسٌ متدحرجةٌ في كلّ مكان ،بكاءٌ وصراخ .....

رفعت يدها النّحيلة أمام وجهها تناظرها بتمعّنٍ مع ملامح فارغة على وجهها .....

كلّ شيءٍ بخير ما من داعٍ لكلّ هذه الرّهبة فهو لن يأتي .....

من المؤكّد بالنّسبة لها أنّه لن يأتي ،بعد أن تركها كلّ هذه السنوات ،لقد عاشت حياةً هادئةً مع والدتها بعيداً عن الضّرب والقتل ....

حرصت والدتها على أن تؤمّن لها حياةً هادئةً تناسب فتاةً رقيقةً مثلها لا تقوى على تحمّل العنف ....

لكن كيف ستواجهه إن عاد ؟! ...
أسيجبرها على الذّهاب معه ؟! ...
أسيضربها ؟! ....

كلّ هذه الأسئلة تواردت إلى عقلها ،غير قادرةٍ على الإجابة عليها ....

عمّتها وزوجها لن يسمحان له بأن يأخذها ،وكذلك ألكس ،من المستحيل أن يرضوا بهذا ،فهم على درايةٍ كافيةٍ بما يحصل معها بمجرّد ذكر اسمه أمامها ....

والدها كان أكبر كابوس يراودها في يقظتها ومنامها ،سبب خوفها وضعفها .....

تلملمت من السّرير ونهضت لأخذ حمامٍ سريع ،خرجت من غرفتها إلى الأسفل حيث العائلة على وشك تناول الإفطار  ....

         "صباح الخير"

  "صباح الخير يا ابنتي .........
   ألن تتناولي الفطور معنا ؟! ...."

  "لا سأتناوله في الخارج ....."

التقت بعمّتها في طريق خروجها من المنزل ...

ستذهب للبحث عن عملٍ جديد ،ولن تعمل هذه المرّة في مطاعم فقد اكتفت بما حصل معها ولا تريده أن يتكرر ....

فأكثر ما يخيف الفتاة ويبعث الرّهبة في قلبها هو أن تتعرض للمضايقات من قِبل قطّاع الطّرق والمنحرفين ...

The Melodiousness Of Hopeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن