الرحلة المنتظرة

الفصل الثاني : دموع الندم

في النفوس قد يكون هناك أثر بسبب أطراف مختلفة متعلقة بحياتنا ، أطراف كانت السبب في أفكارنا و ميولاتنا ، و حتى قراراتنا الشخصية ، و هذه الأطراف تختلف أنواعها من حيث : الصورة ، الشكل ، و الاسم ، بالتالي فالأطراف التي أثرت على فالساي في قراراته لم تظهر بعد الا طرف واحد هو جده ، و بما أنه قرر الخروج بناء على ما نصحه به ، فهذا يعني انه فتح مجالا لأطرافه الخاصة لتترك فيه اثرا خاصا ، و غريبا ..

_______⁦(⁠✷⁠‿⁠✷⁠)⁩_______

في حين آخر ، جلس كيرو و ميرا على طاولة المطبخ لتناول العشاء ، و ليتناقشان حول الرحلة التي تخص ابنهما و ما تحمله من حقائق غامضة لم يكتشفها بعد ، حيث نطق كيرو قائلا :

لقد تنبأ ابي تيو بهذا اليوم ، لأنه كان يعلم رغبته من البداية

أتقصد رغبة السفر إلى الريف ؟

اجل ، فكل شخص يعشق الكتب ، و الكلاب ، و يحب الهدوء ، و الطبيعة حتما ستميل روحه إلى مكان مثل الريف ، و هذا ما يجعلنا ندرك أن تعلق «فال» بأبي جعله يصبح طموحا بزيارته

انا ارى أن نترك معه شخصا يرشده احسن بكثير من ان يذهب وحده

أ لم تقرئي الرسالة بعد ؟

لا ، هل تحمل موضوعا مهما !؟

ااه عليك يا ميرا ، أين ذهب فضولك حول ماهية الاشياء ؟

لم يذهب ، بل انشغلت فقط عنها و نسيتها

ااه ، على كل حال .. بخصوص الشخص الذي تكلمت عنه للتو ، موجودا فعلا ، و مدام فال قد قرر الانطلاق ما علي سوى ان أتصل به و اخبره

هل تقصد ذاك المجنون الذي افكر فيه !؟

بالضبط ، هو المناسب لهذه المهمة الشاقة

هل تعتقد أنهما سيتأقلمان مع بعض ؟ ، و هل تعتقد ايضا انه واثق من قراره ؟ ، فبعد كل شيء «فال» لم يصل بعد للسن الذي يجعله متقنا في اختيار القرار الصحيح

قد يغضب كثيرا حين يعلم ، لكن اعلم ايضا انه سيتقبل الامر حين اطلب منه ذلك ، ثم اني لا أظن انه يتصرف بعشوائية ، حين تكلمت معه منذ قليل بدى واثقا من قراره ، حتى علاقته مع ابي كانت قوية جدا ، بالتالي أشعر أنه حمل شيئا من شخصيته ، لأنه كان متعلقا به اكثر من تعلقه بنا ، هذه الحقيقة يا «ميرا»

انقلبت ملامح الأم من ملامح التسائل ، الى ملامح الحزن و الندم ، و امتلئت عيناها ببعض الدموع لأنها لم تعتني بإبنها كما يستحق ، و ها هي اليوم تحاول جاهدة في فهم مشاعره و هي ترى أنه قد فات الأوان لفعل ذلك ، لأنه سيبتعد عنها بدءا من الغد فقالت بنبرة مغمومة :