الفصل الرابع عشر : مَصِيرٌ مُمِيت

32 1 0
                                    

و ما إن وصل إلى المكان المقصود حتى توقف يشاهد بوجهه المجروح ، وعينيه السوداويين الممتلئتين بالدموع ، و ملامحه المكتئبة و المخيبة للآمال ، فسقط على ركبتيه من شدة الفشل لما رآه ..

برك دماء في كل مكان ، و اجساد اطفال بدون رؤوس متناثرة هنا و هناك ، أجساد عارية مسلوخة و ملطخة بالدماء بشكل بشع معلقة على مدخل المنزل الذي تدمر شر تدمير من الداخل ، و من الخارج .. منزل كان الملجأ الوحيد للإختباء من عصابات غامضة تسرق الأطفال و تقتل كل من يعتني بهم لأسبابهم الشخصية والأنانية ، لكن الوضع بالنسبة لهؤلاء قد كان جحيما على الأرض خاصة هذا الطفل الذي ينظر إليهم بنظرات الصدمة ، فجأة !!

بدأ يضحك بصوت عالي و بهستيريا ، كأن مشاعره اضطربت لحد لم يعرف فيه إن كان يجب عليه الضحك أو البكاء أمام ما يراه بعينيه البريئتين، الأمر صعب جدا حين ترى سبب عيشك يختفي أمام انظارك ليصبح رمادا ينسف عليه الريح فيتحلل في الهواء ، و كما كان الحال فقد نهض بصعوبة و الدموع تسقط على خديه وبدا كأنه مترددا جدا على ما سيفعله ، حمل مجموعة من الحطب و مشى بها وسط تلك الجثث الهامدة بارتجاف و بملامح الإكتئاب الشديد و الخوف ثم أضرم نارا امتدت سقف السماء ، وخرج بعد ذلك من هناك ليشتعل بعد ذلك حريقا هائجا أحرق كل ما وجد في طريقه ، لكن الطفل الصغير ذاك لم يستطع حتى الاستدار و رؤية ذاك المشهد ، فقابله بظهره منزلا رأسه و هو يعظ أسنانه لشدة قسوة الحياة التي جعلته يفعل أمرا صعبا جدا مثل هذا ..

فتح عينيه فنبع منهما الحقد الشديد ، ثم فجأة بدأ ظهره يتلين مع صوت تكسر العظام ، و فجأة صرخ بقسوة فأحدثت ضجة في أنحاء الغابة المهجورة فقال بنبرة وحشية :

سأقتلكم جميعا

و فجأة انشقت الأرض تحت رجليه العاريتين و في لمحة بصر انطلق يجري مع تحركات رجليه الفائقة السرعة بشكل مستقيم إن نظرنا إليه من السماء نراه مخلفا ورائه غبار كثيف يقتلع الأشجار الضعيفة من مكانها ، وما هي لحظات حتى توقف أولئك الأربعة الأشرار منصدمين إلا واحدا منهم ، فقد ابتسم بينه وبين نفسه ابتسامة ثقة كأنه كان يعلم ما سيحدث .

قال الذي صوته خشن :

ما هذا الصوت !؟ ، من أين جاء يا دايسوكي !؟ فأنت المساعد العظيم

رد عليه دايسوكي :

صدر من مكان المنزل ذاك . (و اشار بإصبعه نحو الخلف)

مريانا بفضول : ألا يكون ذاك الطفل الذي تركناه !؟ ، لكن صرخته لا تشبه صرخة طفل بريء ، هل يمكن أنه متحول أيضا ؟

نامبو : إنه متحول بدون شك ، فصرخته قد تعدت حدود صرخة البشر .

دايسوكي : أشم رائحة حريق ، لا شك أنه هو ، لكن من أين جاء الحريق ؟

مريانا : ماذا تقصد ؟

السيد الغامض : لا تفكر كثيرا يا ابني دايسوكي ، فرائحة الحريق ليست دليلا على أنه صاحب الدم السحري ، بل الدليل الكبير هو «الفضول»

الرحلة المنتظرةWhere stories live. Discover now